المرأة الفلسطينية لها مسيرة طويلة من النضال منذ الاحتلال الإسرائيلي لأرضها، وحتى يومنا هذا،.. وبمناسبة مرور 76 عاماً على النكبة الفلسطينية تستعرض بوابة "دار الهلال"، أهم المحطات الحاسمة في تاريخها لاسترجاع أرضها..
- حرب 1948:
رفضت المرأة الفلسطينية الاستسلام، وبكل ما أوتيت من قوة دافعت عن أرضها، فشاركت في مختلف أشكال المقاومة، بدءاً من التظاهرات والمسيرات وانتهاء بالفداء والاستشهاد، وبرزت أسماء الكثيرات من المناضلات منهن عايدة سعد التي قامت بإلقاء قنبلة ضد الآليات الإسرائيلية الموجودة أمام مركز الشجاعية، وفاطمة برناوي التي اعتقلت بعد تفجيرها لقنبلة في سينما " صهيون"، وشادية أبو غزالة التي استشهدت أثناء إعدادها لمتفجرة في تل أبيب في عام 1968م، وغيرهن، فضلا عن تعرضها للاعتقال ومواجهتها للعديد من صور التعذيب.
- الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة عام1967:
خاضت المرأة الفلسطينية العديد من التحديات خلال مشاركتها في مظاهرات رافضة للاحتلال، وصلت حد تعرضها للقتل والتعذيب والسجن والتهجير، ومنعها من ممارسة حقوقها السياسية للدفاع عن أرضها.
- مظاهرات نسائية عام 1968:
شهد هذا العام العديد من المظاهرات النسائية منها مظاهرة حاشدة لنساء مخيم "البريج" رفضًا للاعتقالات الجماعية، وأستشهد خمس فتيات من قبل قوات الاحتلال، كما شاركت نساء مخيم "جباليا" ومناطق أخرى من غزة في مسيرات للدفاع عن الأرض،.. الأمر الذي أدى لاقتحام قوات الاحتلال لدار المعلمات في غزة وفصل 25 طالبة في محاولة منه لإسكات صوتهن، فلم تستسلم طالبات "دير البلح" وخرجن في مظاهرات ميدانية، ما دعي جنود الاحتلال لإطلاق الرصاص صوب الطالبات فاستشهدت إحداهن.
- اقتحام المدارس عام 1969:
نظمت نساء فلسطين اعتصام حاشد احتجاجًا على اقتحام قوات الاحتلال عددًا من المدارس والاعتداء على الطالبات. كما قامت نساء "دير البلح" بقذف سيارات الجيش الإسرائيلي بالحجارة، ونظمت طالبات مدارس الرملة الإعدادية ، والدور الثانوية، عدد من المسيرات احتجاجًا على إصدار حكم بالسجن على الطالبات نهلة البايض، وفاطمة مرتجى، وفاطمة عفانة.
- اقتحام القدس عام 1982:
قامت طالبات مدارس خان يونس بتنظيم مظاهرة واشتبكن مع قوات الاحتلال، واستشهدت الطالبة إحسان خليل أبو دراز (18 عامًا) وأصيبت عدد من الطالبات، وشاركت النساء في مظاهرات شعبية جرت في غزة احتجاجًا على مجزرة صبرا وشاتيلا، واعتصمت عدد من النساء احتجاجاً على الممارسات الإسرائيلية في المناطق المحتلة.
- انتفاضة الحجارة عام 1987:
شهدت أكبر عملية اعتقالات بحق الفلسطينيات، التي وصلت إلى 3000 أسيرة ، حيث شاركت النساء في تشكيل العديد من اللجان بجميع أنحاء فلسطين لتجميع أكبر عدد من المتطوعات في أنشطة اللجان المختلفة، من أجل مقاومة الاحتلال بالإضافة لتنظيمها حملة مقاطعة البضائع الإسرائيلية. كما ساهمن في تقديم الخدمات الأساسية في مجالات الصحة والتعليم والرعاية، ولم تستسلم النساء للحصار الاقتصادي الذي فرضه الاحتلال الإسرائيلي ، وذلك بقطع الكهرباء والغاز، فقمن باستخدام "الطابون" الفرن الطبيعي لتوفير الخبز والحليب لأسرهن، الأمر الذي أجهض خطة الحصار.
- انتفاضة الأقصى عام 2000:
شاركت النساء في الأعمال الفدائية، فكانت وفاء إدريس أولى الشهيدات بعد قيامها بعملية تفجيرية في عام 2000م، ثم آيات الأخرس التي قامت بعملية استشهادية في متجر بالقدس الغربية 2002م، وقد بلغ عدد النساء اللاتي استشهدن خلال انتفاضة الأقصى 460 امرأة، وعدد حالات الاعتقال وصل إلى 900 امرأة.
- العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2014:
لم يتوقف دور المرأة عن المقاومة في مواجهة جنود قوات الاحتلال على غزة، ما أدى لاستشهاد 489 امرأة في عام 2014 أو فضلاً عن تعرض حوالي 11 ألف أنثى للتشرد بمدارس الإيواء بعد قتل ذويهم.
- انتفاضة القدس 2015:
تميزت هذه الفترة بمشاركة النساء في عمليات مختلفة، من الاحتجاجات إلى دعم الأسرى والمعتقلين، وكذلك في الحفاظ على الاقتصاد المحلي والتعليم في ظل ظروف صعبة عاشها الشعب الفلسطيني.
- طوفان الأقصى عام 2023:
مازالت المرأة الفلسطينية أيقونة النضال والصمود، فلم تستلم لسياسة الإبادة الجماعية التي ينتهجها الاحتلال الإسرائيلي، فقد أشارت بيانات هيئة شؤون الأسرى، إلى اعتقال عدد من الفلسطينيات وصل ل56 أسيرة في سجون الاحتلال منهن قاصرتان.
بينما كشف تقرير صادر عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني استشهاد أكثر من 9,000 امرأة، وتعرض 75% منهن للجرح، وفقدان حوالي 70% من النساء والأطفال، فضلاً عن نزوح 2 مليون شخص من منازلهم، نصفهم من النساء.
وفي سياق أخر، تشير عدة تقارير إلى أن المرأة والطفل هما الفئة الأشد وطأة في تحمل النزاع بقطاع غزة، حيث تتعرض الحوامل للموت بسبب انعدام أي من خدمات الصحة الإنجابية المنقذة للحياة، فضلاً عن تعرض الكثيرات للقتل قبل الولادة نتيجة القصف الهمجي على القطاع، والقليل منهن تم استخراج أطفالهن أحياء وغالبيتهن استشهدن مع الأجنة.
هكذا، كانت ولازالت المرأة الفلسطينية رمزاً للمقاومة والصمود والنضال من أجل استرجاع أرضها