الأحد 9 يونيو 2024

شوارع المحروسة.. الدرب الأصفر.. هنا تاريخ وتراث مصر

الدرب الأصفر بالقاهرة

ثقافة15-5-2024 | 00:26

أحمد البيطار

«حارة الدرب الأصفر» هي حارة تقع في قلب القاهرة الفاطمية، مشهورة بتاريخها الغني وروحها الفريدة، تعتبر واحدة من أقدم الأحياء في القاهرة، وهي مليئة بالأسواق والمتاجر وشو، وتربط الحارة بين شارعي الجمالية والمعز، وفي عام 1923م تم فتحه على شارع المعز وأصبح يربط بين الشارعين.

وتعد حارة الدرب الأصفر متحف طبيعي مفتوح للزائرين طوال اليوم، وتمتد بداية من منطقة الموسكي وانتهاء بحي الجمالية متقاطعة مع شارع المعز، وتضم مجموعة ضخمة من التراث الإنساني العظيم، الذي لا يزال قائما في مكانه رغم مرور عقود من الزمان.

سبب التسمية

هناك خلاف بسبب تسمية حارة الدرب الأصفر بهذا الأسم، حيث يرى البعض أنها بسبب طلاء مبانيها باللون الأصفر، ويرى جانب آخر أنه بسبب لون النحاس الأصفر الذي انتشرت ورش تصنيعه بالحارة.

نحر الأضاحي

واتخذ الخلفاء الفاطميين الحارة منحرًا لذبح الأضاحي في عيد الأضحى، فكان الخليفة الفاطمي مع كبار رجال دولته يحضرون في موكب عظيم بعد أداء صلاة عيد الأضحى إلى الدرب حيث يشهدون نحر الأضاحي.

وذكر المؤرخ المصري تقي الدين المقريزي أن المنحر كان بجوار القصر الكبير، ثم قال: «هو الموضع الذي اتخذه الخلفاء لنحر الأضاحي في عيد النحر وعيد الغدير، وموضعه الآن يعرف بالدرب الأصفر تجاه خانقاه بيبرس».

البيوت الأثرية التاريخية

تضم حارة الدرب الأصفر عشرات البيوت الأثرية التاريخية الشهيرة، مثل بيت السحيمي الشهير، وينسب الى آخر ساكن له وهو الشيخ أمين السحيمي شيخ رواق الأتراك بالجامع الأزهر الشريف والذي توفي عام ١٩٢٨م، والمنزل يعود إلى العصر العثماني وينقسم إلى قسمين هما القبلي والبحري.

كما تضم حارة الدرب الأصفر عدد من البيوت الأثرية الأخرى مثل بيت مصطفى جعفر الخرزاني وعشرات السبل والزوايا الصغيرة والكتاتيب، مثل سبيل وكتّاب قيطاس، ومسجد وسبيل وكتّاب سليمان أغا السلحدار، والاثنان يمثلان نموذجًا في فنون العمارة الإسلامية. كما تضم الحارة العديد من البيوت التي تعد نموذجًا لمساكن القاهرة الإسلامية.

وتتميز البيوت الأثرية في الحارة بالمشربيات وجميعها مشربيات مصنوعة من الخشب المخروط دقيق الصنع حيث كانت هذه المشربيات تمتد من جدران البيوت إلى الطريق، ليختفي النساء وراءها عن أعين المارة.

تعتبر حارة الدرب الأصفر شاهدًا حيًا على تاريخ مصر الاجتماعي والثقافي خلال ما يزيد على خمسمئة عام من الزمان، كما أنها واحدة من الأماكن الفريدة التي يمكن للزائر أن يستمتع بها في القاهرة، حيث يمكنها أن تقدم تجربة ثقافية وتاريخية لا تُنسى في قلب العاصمة المصرية.