السبت 1 يونيو 2024

صوت مصر

16-5-2024 | 08:28

على باب مصر تدق الأكف ويعلو ويعلو الضجيج رياح تثور جبال تدور....قالها كامل الشناوي ١٩٦٤ وغنتها كوكب الشرق..نعم كانت سيدة كل الشرق...ولكن مصر كان لها صوتا حانيا رقيقا يخرج من حنجرة ذهبية ليخترق كل القلوب للفلاح في أرضه وللمسافر على أعتابه وللعروس ليلة شبكتها ولرجال مصر السمر الشداد ..صوت أختك التي تودعك بدمعها وحبيبتك التي فارقتك تحت ضي القمر وزوجتك الخائفة الواجفة ألا تنساها مع طول السفر تحبس دمعتها "والدمعة حيرى منزلاشي"هي همس الحب في ليالي الشتاء الطويل صوت مصر الذي استحلف شمسها بأن تكون بردا وسلاما على حبيب القلب اللي صابح ماشي...هي إبنة عمك التي استأمنوك عليها لتصحبها إلى بيتها في جنح الليل وفي ظلمة الطرقات تحت شعاع القمر الذي آل إلى المغيب وبين لفحات الهواء البارد في مقتبل صيف لتوه ترك ربيع القلوب العامرة بالحب..وهي تهديك باقات الورود وأنا وقلبي ياروح قلبي حياتنا ليك وأد الحب والعشرة عشمنا فيك...هي التي غنت عالفرح موال وعالجرح موال وللصبر موال و أصبح على أدي حال غريب ولا حد جنبه قريب وقال مسافر... هكذا كانت آخر ليلة حيث أمتدت حتى الفجر مافات علينا وصبح على عينينا...لعله قد نسينا...ياريتوا نسينا...فلو كان يعلم أن الفراق سوف يكون ابديا وأننا لن نلتقي مرة أخرى ربما لاستحى قليلا.. لكن والله يازمن لا بأيدينا زرعنا الشوك ..وأنت يازمن أسي علينا  ولكن مكتوب علينا ومين عارف نصيبه فين..واللي انكتب على الجبين بنشوفه بعينينا يازمن..هكذا غنت صوت مصر في مسلسلها الخالد نحن لا نزرع الشوك... ومن يستطيع أن ينسى جفت الدموع وسنة أولى حب والشك ياحبيبي وإذاعة الشرق الأوسط في شهر رمضان وشادية...أجمل من غنى للوطن وحفر تاريخ بما يربوا عن سبعين أغنية..وأن خدعتني الأماني أو ضاع حبي في ثواني..ألاقيك يامصر انت ياحبيبتي زي ما انت..أقوى من الزمان ولحن العبقري عمار الشريعي الذي يفيض وطنية..وبليغ في خلود مستمر ومتجدد في ياحبيبتي يامصر  ومشافش الرجال السمر الشداد وصبايا البلد. وعبرنا الهزيمة يامصر ياعظيمة وقد كانت عنوان مقال لتوقيق الحكيم بالأهرام ويا أم الصابرين على أ لالام عدينا..إلى أيقونة استرداد الأرض ومصر اليوم في عيد والبداية كانت بوطني حبيبي الوطن الأكبر...وإياك تنسى وحياة رب المداين لأزرع رملك جناين وابنيلك قصر مرمر يابلدنا ياست الكل ..وارجوك سيبي روحنا نصبح مصباح طريقك..عارفين مهما اتجرحنا عدوك من صديقك.. وأكثر من أربعين عاما بين ردهات استديوهات السينما وميكروفونات الإذاعة وأضواء المدينة وخشبة المسرح بين جمال ودلال ودموع المرأة المجهولة وزقاق المدق ورائعة اللص والكلاب إلى خفة الدم والزوجة رقم ١٣ وسجال وحكايات مع الشناوي وفريد وحليم ومعبودة الجماهير  وقصة الحب الخالد لمنى وأحمد مع حبيبها صلاح ذو الفقار....ولمصر سندريلا أسمها سعاد وعندليب إسمه حليم وسيدة الشاشة العربية فاتن.. وابدأ لن يغيب القمر وسيظل الأسمراني اللون تاج العلاء في مفرق الشرق وعلشانك امشيها بلاد من غير مية ولازاد ..ولامانع أن تغازل أبوالعين العسلية" ولا أدك مية" وأنت أيضا يابنت مصر خطابك كتير وقالولي تستاهلي الدهب واللولي... وتكاثرت علي الشجون في حب ساحرة العيون والقلوب التي غنت لكل ركن في تراب المحروسة فهي تارة حبيبة وأخرى زوجة وفي الأغلب بنت البلد والحتة... لا لا هي بالفعل حتة منك هي صوت الأرض هي الفلاحةوالصبية والشقيةوانشودة الحب الأبدية..ومهما انسى مبنساشي من الماضي ولاثانية ودي لغيرك مقولهاشي يا أغلى عندي ماالدنيا ..تعال نجدد الذكرى ..تعالى نعيش سوى لبكرة...لكن هيهات فليس كل ما يتمناه المرء يدركه..وادي حالي وحال جميع المؤمنين اللي آمنوا بالنبي الهادي الأمين..حتى عندما اعتزلت ظلت تحترم فنها وتاريخها..ورفعت يداها وقالت...اللهم اقبل دعايا  اللهم أرحم شقايا يا عالم كل الخفايا...ورحلت وبقى الصوت"صوت مصر" ومازال النيل يجري ومازال القمر يسطع.