السبت 1 يونيو 2024

أدباء نوبل| المسرحي «رومان رولان» كتب تراجم لمبدعي العالم واعتقل فمات دفاعًا عن السلام

رومان رولان

ثقافة18-5-2024 | 01:49

همت مصطفى

تعد جائزة «نوبل»، هي أشهر الجوائز العالمية في حقول الإبداع والخلق والابتكار المتنوعة، وعقب نيل الجائزة للفائزين بها يتعرف عليهم العالم أكثر ويحظون بشهرة واسعة عبر قارات العالم كله، مما يدفع بنا للبحث عن رحلتهم ومسيرتهم، وإسهاماتهم للبشرية وتنميتها وتطورها.

ومع قسم الثقافة ببوابة «دار الهلال»، نحتفي معًا بحاصدي جائزة نوبل في الآداب لنسطر بعضًا من تاريخ إبداعاتهم ورحلتهم، من عقود كثيرة  منذ بداية القرن بداية القرن العشرين، منح الجائزة لأول مرة في عام 1901 في فروع الكيمياء والأدب والسلام والفيزياء وعلم وظائف الأعضاء أو الطب.

نلتقى اليوم مع  المنضل من أجل السلام   «رومان رولان » 

 

 ولد الأديب الفرنسي رومان رولان، في بلدة كلاميسي بفرنسا، في 29 يناير 1866 من أسرة ريفية برجوازية عريقة القدم، وتعلم في مسقط رأسه، ثم انتقل إلي باريس عام 1886 حيث التحق بمدرسة النورمال العليا، وفي عام 1889 نجح في امتحان الاإجريجاسيون في التاريخ والفلسفة.

 

 حصل «رولان» في عام 1895 على شهادة الدكتوراة في الآداب برسالة قدمها عن اصول المسرح الغنائي الحديث، وعين بعد ذلك أستاذًا لتاريخ الفن في مدرسة النورمال العليا، ثم عين استاذا في السوربون حيث أدخل مادة تاريخ الموسيقى وبقى فيها حتى عام 1911.

 

مؤلفات 

 

 بدأ «رولان» حياته الأدبية بكتابة عدد كبير من النصوص المسرحية منها : «سان لويس 1897، الذئاب 1898،  انتصار العقل 1899 ، «دانتون 1900، « 14 يوليو 1902 ، انتصار الحرية 1917».

 

تراجم لمبدعي  العالم 

 

وكان «رولان»  يحب ويعشق  حياة وسير الأبطال، الذين يرى فيهم مثلا أعلى لما يجب أن يكون عليه الفرد من الفضائل؛ لذا كتب في مجال التراجم والسير مؤلفات:  «حياة بيتهوفن» 1903، «حياة ميشيل آنج» 1906،« حياة تولستوى 1913، «مهاتما غاندي» 1926

 

رائدا لـ «مسرح الشعب» وضد الوحشية

وفي جانب المقالات والنقد والتحليل  قدم «رولان» مقالات حول  مقالات بعنوان «مسرح الشعب » 1900، وفيه نادى بأن يكون المسرح متحررًا من برجوازيته، وهاجم المسرح الكلاسيكي والمسرح الرومانتيكي،  وكان يدعو  دومًا أن كون فن المسرح صدىً لتفكير العصر الذي نحياه ونعيشة ويعبر عن واقعنا طوال الوقت.

 

 

و كتب «رولان» مقالات في جريدة جنيف بداية من أغسطس عام 1914 بدأها بخطاب مفتوح إلى الكاتب الألماني «هوبتمان» مستنكرا الوحشية الألمانية التي أحرقت بلدة لوفان البلجيكية.

 

وكتب «رولان» ضمن إبداعاته  مقالًا بعنوان «خطاب إلى متهمي»  معلنا للعالم :«إن الوقت الذي يخصصه للرد على خصم ما إنما يعتبر كسرقة من أولئك التعساء، أولئك السجناء، من تلك الأسر التي تسعى ونحن في جنيف أن نمد لها إدينا».

 

وألف «رولان» قصص  منها «جان كريستوف 1904-1912،  والتي تقع في عشرة أجزاء، وهي اقرب أن تكون ترجمة لشخصية خيالية، تتجمع فيها فضائل أبطاله السابقين.

 

 

فلسفة  «رومان رولان »  وأسلوبه 

 

كان «رولان» في مقالاته  متجرداً من كل خضوع للوطنية العمياء أو التأثر بتيار الحماسة الذي كان يجرف أمته كما كان يجرف كل الأمم المتحاربه، لم يتردد في السخرية من رجال الفكر والدين الذين خانوا مبادئهم النبيلة في وقت كان يمكنهم فيه تأدية أكبر جانب من مهمتهم في الحياة.

 

الإنسانية مذهبًا للكتابة

 

ويعد «رولان» في  رؤية الآخرين له الكثيرين كاتب عالمي الفكر والعاطفة، لا يكتب لأمة معينة ولا لشعب خاص، بل يكتب للعالم أجمع ناظرا إليه كأسرة إنسانية واحدة لاتمزقها حدود ولا تفرقها لهجات.

 

حصل  رومان رولان على جائزة نوبل في الأدب لسنة 1915  وجاء في تقرير لجنة «بمثابة تحية إلى المثالية النبيلة من إنتاجه الأدبى وتعاطف ومحبة الحقيقة مع الذي وصفه أنواع مختلفة من البشر».

 

مناضلا حتى الموت ضد الحروب

 

 كتب «رولان» عدد من المقالات عندما قامت الحرب العالمية الأولى كان في جينف بسويسرا،  طالب فيها بحقن الدماء وعودة السلام وإنقاذ أرواح الشباب البرئ الدى يلعب به محترفو السياسة، ولقد آثر ذلك عداء الرجعيين من أبناء وطنه والصحافة المادية التي أثارت عليه الرأى العام.

 

وفي غمار الحرب العالمية الثانية  أعلن «رولان» عداوته لكل نظام أتوقراطي يمتهن كرامة الشعوب، مبينا أن الفكر الألماني-، وهو الفكر الحر الداعي للمساواة بين الأمم،  ومع  دخول النازيون فرنسا، قاموا بالقبض عليه، وأرسل إلى معسكرات الاعتقال في ألمانيا، مما عجل بموته بعد أسابيع من تحرير فرنسا.

 

سمي الكويكب، بالفضاء رولاندية « Rollandia)‏ 1269 على اسم  رومان رولان  تكريمًا لمنجزه الإبداعي والإنساني.

 

وفي  يوم 30 ديسمبر 1944 ، رحل  رومان رولان عن عالمنا تاركًا أثره في كل ماقدم للإنسانية والأدب حتى أصبح  واحدا من قادة الفكر الحديث المدافعين عن السلام.