ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تعمل حالياً على تحصين ممر استراتيجي يقسم قطاع غزة إلى قسمين، مما يكشف عن خطط إسرائيل لما بعد الحرب والتي تشمل إعادة تشكيل غزة وترسيخ وجود جيشها هناك.

وأفادت الصحيفة في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني بأن القوات الإسرائيلية تقوم ببناء "ممر نتساريم" الاستراتيجي، وبناء قواعد، واستيلاء على مبان مدنية وتدمير منازل، وفقًا لما تظهره الصور الفضائية وغيرها من الأدلة المرئية، مما يعكس جهودًا متزايدة للجيش الإسرائيلي لإعادة تشكيل القطاع وتعزيز وجوده العسكري فيه.

وأوضحت الصحيفة أن "ممر نتساريم" هو طريق يمتد على مسافة أربعة أميال جنوب مدينة غزة ويمتد من الشرق إلى الغرب ومن الحدود الإسرائيلية إلى البحر المتوسط، وكانت حماس تطالب بانسحاب إسرائيلي من هذه المنطقة في مفاوضات وقف إطلاق النار.

وأشارت الصحيفة إلى أن القوات الإسرائيلية لا تزال تحصن مواقعها في الممر، وقد تم إنشاء ثلاث قواعد عمليات أمامية فيه منذ شهر مارس الماضي، مما يظهر أن إسرائيل تسعى لتعزيز وجودها العسكري في القطاع.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الخطوة جزء من عملية إعادة تشكيل القطاع وتأتي في إطار جهود إسرائيلية لضمان التواجد الأمني والسيطرة على تدفق المساعدات وحركة النازحين الفلسطينيين، وتهدف إلى منع مقاتلي حماس من إعادة تجميع صفوفهم.

وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش الإسرائيلي دمر ما لا يقل عن 750 مبنى لإنشاء "منطقة عازلة" على طول الطريق، مما يعكس خططاً لتقسيم القطاع إلى كانتونات قابلة للسيطرة.