الأحد 16 يونيو 2024

الملك لا يبالي.. من «فن اللامبالاة» إلى «محاط بالحمقى»

الملك لا يبالي.. فن اللامبالاة إلى محاط بالحمقى

الهلال لايت 22-5-2024 | 19:23

إسلام علي

ظهر اللاعب المصري محمد صلاح في عام 2018، متأثرًا بكتاب فن اللامبالاة لمارك مانسون، الذي أظهر فيه صلاح رسائله عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أنه لا يقتصر اهتمامه على الجانب الرياضي والحماسي في كرة القدم فحسب، بل يسعى أيضا لتطوير مهاراته الجسدية والعقلية.

ومن خلال عرض هذا الكتاب، يمكن الربط بين شخصيه صلاح ومحتوى الكتاب نفسه، وما ينوى الوصول اليه، إذ أن صلاح، يحاول أن يظهر التحديات والضغوط التي يواجهها في مبارياته الحماسية، فضلا عن حالته النفسية وتركيزه الشديد على تحقيق النجاحات والأهداف، وهو ما يتماشى مع محتوى الكتاب وفلسفته.

جدير بالذكر، أنه وفي نفس العام، حقق صلاح إنجازات عديدة، بما في ذلك لقب هدّاف الدوري الإنجليزي وتتويجه بلقب أفضل لاعب في إفريقيا، بالإضافة إلى جائزة "بوشكاش" لأفضل هدف في العالم عام 2018.

وبجانب ذلك، كان اختيار محمد صلاح لقراءة كتاب "فن اللامبالاة" يعكس رغبته في تعزيز مهاراته النفسية والعقلية للتعامل مع الضغوطات والنجاحات في حياته المهنية، كما أنه يسعى لتحقيق التوازن بين حياته الشخصية والمهنية، ويستفيد من فلسفة الكتاب التي تشدد على أهمية استخدام العقل في جميع جوانب الحياة، خاصة في ظل الضجة الإعلامية التي تحيط بنجاحاته في عام 2018

كما أن محمد صلاح  من خلال قراءة كتاب "فن اللامبالاة"،  قد استفاد من استراتيجيات الدعاية والترويج لتطوير صورته الشخصية وإبراز إنجازاته كلاعب.

وظهر محمد صلاح، اليوم، وهو يحمل كتابًا جديدًا بعنوان "محاط بالحمقى"، وهذا يعكس تغيرا واضحا عن مرحلته السابقة التي كان يتبنى فيها فلسفة "فن اللامبالاة، يبدو أن هذا التحول يعكس تجاوبه مع التحديات والضغوطات التي واجهها مؤخرًا.

وفي السياق ذاته، واجه محمد صلاح أزمة اكبر مع المدرب الخاص لنادي ليفربول، وهو يورجن كلوب، في مباراته مع وست هام، في نهاية الشهر الماضي.

ويمكن أيضا الربط الكامل مع محتوى كتاب محاط بالحمقى وما يحدث في حياة محمد صلاح المهنية، فإذا نظرنا إلى المدربين كشخصيات حازمة، قد تحدث صدامات بسبب التناقض في أساليب التواصل والتفاعل بينهم وبين محمد صلاح، الذي يمكن أن يمثل شخصية زرقاء "طبقا لمحتوى الكتاب"، أي شخصية تحليلية، تفضل التواصل الواضح والتفاصيل الدقيقة، قد يكون هذا الاختلاف في الشخصيات سببا للصدامات.

يمكن لصلاح أن يحاول توضيح ميوله نحو الشخصية التحليلية التي تفضل التواصل والتفاهم بين الأفراد، ويشير الكتاب إلى أن كل شخصية تتعامل مع الضغوط والمشاكل بطريقة مختلفة، ويمكن لصلاح أن يبرز أن شخصيته تتعاون وتتفاعل مع الضغوط والإصابات بطريقة مختلفة عما يتوقعه الآخرون، وهذا يُظهر كيف أن الناس قد يسيئون فهمه بشكل كبير.

وبالفعل، للشخصيات المختلفة طرق متنوعة في التعامل مع الإصابات والضغوط، يمكن أن يجد صلاح صعوبة في التكيف مع توقعات المدربين أو الجماهير إذا كانت شخصيته تميل إلى التفكير والتعافي بشكل أبطأ، مقارنة بشخصيات أخرى قد تتعامل مع الضغوط بشكل أسرع وأكثر حزمًا.