الإثنين 17 يونيو 2024

مراكب الشمس.. قصة اكتشاف أقدم آثار خشبية في التاريخ

مركب الشمس

ثقافة26-5-2024 | 12:29

بيمن خليل

في مثل هذا اليوم من عام 1954م، كان عالم الآثار المصري كمال الملاخ على موعد مع اكتشاف كبير غيّر مجرى التاريخ، عند قاعدة الهرم الأكبر بالجيزة، كانت مراكب الشمس الخشبية القديمة في انتظار مكتشفها لتبوح بأسرارها للعالم.

عثر الملاخ على أقدم أثر خشبي في التاريخ البشري، هذا الاكتشاف لم يكن مجرد خشب قديم، بل كان شاهدًا على براعة وإبداع بناة الأهرامات، وعلى عظمة الحضارة المصرية القديمة التي لا تزال تلهمنا حتى اليوم، حيث تم العثور في محيط الهرم الأكبر على سبع حفرات، تحوي بعضها مراكب، ويعود خمس منها إلى هرم خوفو واثنان يتبعان أهرام الملكات، وقد تم اكتشاف حفرتين تحتويان على مراكب الشمس جنوب هرم خوفو، وكانت في حالة جيدة ومغلقة.

اكتشف عالم الآثار المصري كمال الملاخ الحفرتين الجنوبيتين، واستخراج أجزاء مركب الشمس من الحفرة الشرقية وأعيد تجميعها بواسطة خبراء مصريين خلال فترة استمرت حوالي 10 سنوات، وكانت مصنوعة من خشب الأرز.

أما الحفرة الثانية، فتم فحصها في عام 1987 وتبين أنها تحوي أجزاء كاملة من مركب الشمس مفككة، ومن المقرر تركيبها في المستقبل أيضًا، ويتم عرض مركب الشمس الأولى في متحف مركب الشمس بالقرب من الهرم، حيث يستطيع الزوار مشاهدتها واستكشافها.

تمتد الحفرة الشرقية طوليًا بشكل موازٍ للهرم من جهة الجنوب، وتبعد عنه 17 مترًا، وتتميز بأبعادها حيث يبلغ طولها 31 مترًا وعمقها يتراوح بين 4 و5 أمتار، كانت الحفرة مسدودة من الأعلى بقطع من الحجر، تمتد عرضيًا وتستند إلى جانبي الحفرة من الشمال والجنوب، وكانت الفتحات بينها مسدودة بملاط يغلق الحفرة تمامًا.

يبلغ طول المركب حوالي 3.42 متر وأقصى عرضه 6.5 متر، ويتميز بتشابه شكله مع شكل مركب البردي، استغرقت إعادة تركيبه ما يقرب من 10 سنوات، وتم عرضه في متحفه لأول مرة في عام 1982 بجوار الهرم.

تم استخدام 41 قطعة حجرية كبيرة متنوعة الأحجام في سد الحفرة، حيث يتراوح متوسط أبعادها بين 5 و4 أمتار طولًا و 0.85 متر عرضًا و8.1 متر ارتفاعًا، وتتراوح أوزانها بين 15 و20 طنًا.

تتألف السفينة من 1224 قطعة، لم يفقد أي جزء منها، بما في ذلك خمسة أزواج من المجاديف واثنين من زعانف التوجيه ومقصورة، أعيد تجميع مركب الشمس الأولى فبلغ طولها 42 مترًا، وهي المعروفة أيضًا باسم سفينة خوفو، ومعروف أن السفن الجنائزية كانت تستخدم في مصر القديمة للذهاب لإستعادة الحياة من الأماكن المقدسة سفن روح الألهة، وفقًا للاعتقادات الدينية التي تروجها الأساطير.

وتقول أسطورة رع بأنه يكون طفلا عن شروقه (خبري)، ثم رجلا كاملا ظهرا (رع)، قم عجوزا في المساء (أتوم)؛ يركب مركبين - حسب عقيدة الفراعنة - وهي مراكب رع الذي هو قرص الشمس يعبر بها النهار حيث يعلو في السماء، ثم يختفي عن الأنظار وقت الغروب ويبدأ رحلة البحر السماوي خلال الليل.