قال رئيس اتحاد إذاعات وتلفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي الدكتور عمرو الليثي، إن خوارزميات مواقع التواصل الاجتماعي تلعب دورا هاما في تشكيل المشهد الإعلامي العربي ..
مؤكدا أن ذلك الأمر يضع على عاتق المؤسسات الإعلامية العربية مسؤولية كبيرة في التكيّف مع هذه التغييرات عن طريق عدة مبادرات منها دعم الإنتاج الإعلامي المُستقل والتدريب والتأهيل المستمر للإعلاميين ، وتعزيز مهارات التفكير النقدي لدى الجمهور، وتشجيع التنوع في مصادر المعلومات، وتعزيز التعاون بين المؤسسات الإعلامية.
جاء ذلك في كلمة الدكتور عمرو الليثي ، اليوم الثلاثاء ، في إحدى جلسات منتدى دبي للإعلام بعنوان"من أين يدير رئيس التحرير الإعلام؟!" ، حيث تناولت الجلسة عدة محاور منها : مدى تحكم خوارزميات مواقع التواصل الاجتماعي في المحتوى الإعلامي العربي وفي الإعلامي الغربي على الرغم من وجود مئات المنصات والصحف والمؤسسات الإعلامية.
وأضاف الليثي أن الخوارزميات تقوم بترتيب النتائج على محركات البحث، وتدير تغذية الأخبار عليها وتفرض رقابة على المحتوى غير المرغوب به ، ثم تقوم بتجميع بيانات المستخدمين ، وتحلل هذه البيانات وفقًا لتعليمات صممت لها ، وتأخذ قرارا بما سيتم عرضه على المستخدم أو حجبه بناء على بياناته الشخصية ، فهي إذن تؤثر على وصول المحتوى الإعلامي إلى المستخدم ، ولكنها لا تتحكم مباشرة في المحتوى نفسه.
وتابع قائلا "إن الإعلام الغربي حينما يؤمّن مساحةً للحرية وسقفًا أعلى لقول الحقيقة، ويضفي بعض الحيادية والموضوعية لا يعني استقلاليته، وكانت تجربة طوفان الأقصي دليلا دامغا على هذا ، فمن يتابع مختلف القنوات والمواقع الغربية يجد أن دلائل "العمى" في النظر إلى واقع القضية الفلسطينية أكثر من أن تحصى، واللافت للانتباه هو أن السارد الفلسطيني وبمجرد التذكير بجذور القضية يجد أمامه مذيعا يحاول وبضعف صارخ الرد على البرهان الفلسطيني ثم سرعان ما ينهي المقابلة، في مقابل لقاءات مع إسرائيليين يفسح مجال الزمن أمامهم مع مقاطعات شحيحة وخجولة لا تمنعهم من تزييف المشهد مجددا مرارا وتكرارا".
وأكد الليثي - في ختام كلمته - أن عالمنا العربي ومع الحرب على غزة ، يواجه حربا من نوع آخر لا تقل خطورة وشراسة عن حرب الميدان، أداتها منصات التواصل الاجتماعي وتحديدا مجموعة ميتا ( فايسبوك ، انستغرام، واتساب ) وجوجل ويوتيوب ومنصة "أكس" وغيرها، حيث شرع مؤسسوها المناصرون لإسرائيل بتصميم خوارزميات جعلت المحتوى المناهض لإسرائل والذي يفضح همجيتها وإجرامها أمام العالم، مهددا بالحذف أو الحظر أو الحجب، وذلك في تحيّز واضح ..
مشددا على أن الحرب الاعلامية التي باتت أدواتها بالدرجة الأولى منصات التواصل الاجتماعي مهمة وضرورية في نقل الصورة وعدم تشويه الحقائق والوقائع، ومشاركتها مع العالم. يذكر أن منتدى الإعلام العربي الـ22 يجمع في دبي ، على مدى يومي 27 و28 مايو الجاري ، قيادات الإعلام وأبرز رموزه لاستشراف مستقبل القطاع ومقومات النهوض بقدراته، ويشتمل على أجندة موسّعة تناقش أهم الظواهر الإعلامية وأسبابها وسبل تعزيز تأثيراتها الإيجابية ومعالجة ما قد تحمله من سلبيات.