تنطلق فعاليات المؤتمر الوزاري العاشر لمنتدى التعاون العربي الصيني، التي تستضيفه العاصمة بكين، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، والرئيس الصيني شي جينبينغ وقادة دول الإمارات العربية المتحدة والبحرين وتونس، وهو المنتدى المشترك بين الدول العربية والصين والذي يوافق هذا العام ذكرى تأسيسه العشرين.
منتدى التعاون العربي الصيني
تأسس منتدى التعاون العربي الصيني، في عام 2004، عندما زار "هو جينتاو" رئيس جمهورية الصين الشعبية حينها، مقر جامعة الدول العربية في يوم 30 يناير هذا العام، والتقى حينها مع "عمرو موسى" الأمين العام لجامعة العربية والمندوبين الدائمين للدول الأعضاءالـ22، وبعدها أعلنت الخارجية الصينية والجامعة العربية تأسيس منتدى التعاون الصيني العربي، وأصدر الجانبان "بيان مشترك بشأن تأسيس منتدى التعاون الصيني العربي ".
ويهدف المنتدى إلى تعزيز الحوار والتعاون، ودفع السلام والتقدم ، ويضم المنتدى الصين و22 دولة الأعضاء في الجامعة العربية، منها مصر والأردن والإمارات العربية المتحدة والبحرين وتونس والجزائر وجيبوتي والمملكة العربية السعودية والسودان والصومال والعراق وعمان وفلسطين وقطر وجزر القمر والكويت ولبنان وليبيا والمغرب وموريتانيا واليمن وسوريا.
ويُعقد المنتدى اجتماعًا وزاريًا على مستوى وزراء الخارجية وأمين عام جامعة العربية مرة كل عامين، وهو أحد الآليات التي وضعها لمتابعة التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية وتنسيق الرؤى، وكذلك يتابع سير تنفيذ برنامج العمل للمنتدى ويناقش الأمور الأخرى التي تهم الطرفين ويُعقد المنتدى إما في الصين أو في مقر الجامعة العربية أو في إحدى الدول العربية بالتناوب.
العلاقات العربية الصينية
وترتبط الدول العربية ومن بينها مصر بعلاقات قوية عميقة وتاريخية مع الصين، فتربط مصر والصين علاقات شراكة استراتيجية، كما تحتفظ نحو 13 دولة عربية أخرى بعلاقات شراكة استراتيجية شاملة مع الصين.
وتقدر الاستثمارات الصينية في الدول العربية تقارب 250 مليار دولار، ارتفع حجم التجارة بين الصين والدول العربية من 36.7 مليار دولار أمريكي في عام 2004 إلى 398 مليار دولار أمريكي في عام 2023، بزيادة حوالي 11 ضعفا، وفقا لتقديرات وكالة الأنباء الصينية، وحافظت الصين على وضعها كأكبر شريك تجاري للدول العربية.
وساهم المنتدى في اكتشاف أوجه القصور في بعض الجوانب الخاصة بالعلاقات العربية الصينية، وبحث كيفية الارتقاء بها، حيث وضع عدد من الآليات وصلت إلى 17 آلية للتعاون، حسبما أوضحت وزارة الخارجية الصينية في تقرير لها في ديسمبر 2022؛ من بينها الاجتماع الوزاري واجتماع كبار المسؤولين، والحوار بين الحضارتين العربية والصينية، هذا فضلا عن المنتدى العربي- الصيني للإصلاح والتنمية ومؤتمر رجال الأعمال العرب والصينيين وملتقى المدن العربية والصينية ومهرجان الفنون العربية- الصينية وندوة التعاون العربي- الصيني في مجال الإعلام ومنتدى التعاون العربي- الصيني في مجال الصحة ومؤتمر التعاون العربي- الصيني لنقل التكنولوجيا والإبداع، ليتحول بذلك المنتدى إلى إطار شامل لعلاقات الجانبين.
وفي يوليو 2018، خلال عقد الاجتماع الوزاري الثامن لمنتدى التعاون العربي – الصيني، أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ عن إقامة شراكة استراتيجية بين الجانبين، قائمة على التعاون الشامل والتنمية المشتركة وموجهة نحو المستقبل، وفي ديسمبر 2022، حضر الرئيس الصيني فعاليات القمة الصينية-العربية الأولى التي عقدت في المملكة العربية السعودية، والتي كانت أكبر وأرفع عمل دبلوماسي للصين تجاه العالم العربي منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية.
مبادرة الحزام والطريق
وتعد مبادرة الحزام والطريق أبرز أوجه التعاون العربي الصيني، ففي 2014، اقترح الرئيس شي الصيني جين بينغ في عام 2014 البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" بين الصين والدول العربية، وهو ما استجابت له الدول العربية بالفعل، وتستهدف المبادرة إحياء طريق الحرير القديم وإنشاء طرق تجارية وممرات اقتصادية تربط أكثر من 60 بلدا، من خلال الحزام الواحد الذي يمر من جنوب آسيا ليربط الصين بدول جنوب وشرق آسيا ثم منطقة الشرق الأوسط وحتى تركيا، بوصفه أطول ممر اقتصادي ذي أكبر قوة كامنة للتنمية في العالم.
وقد تم توقيع وثائق تعاون بشأن البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" مع جميع الدول العربية الـ22 وجامعة الدول العربية مع الصين، وهو ما يعد خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين الطرفين، وتحقيق الفوائد المتبادلة للجانبين وتعزيز الشراكة الإستراتيجية بينهما.
وتستهدف المبادرة تعزيز التكامل الاقتصادي وتعزيز الروابط الاقتصادية بين منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والصين، إذ نصت مذكرة التعاون بمشروع الحزام والطريق على تعزيز التجارة من خلال مذكرة تفاهم وتعاون يعزز فرص التجارة بين الصين والدول العربية، مما يعزز النمو الاقتصادي ويخلق فرص عمل جديدة في المنطقة.
هذا فضلا عن تعزيز الاستثمار وخاصة في مجالات متنوعة مثل البنية التحتية، والطاقة، والصناعات الصغيرة والمتوسطة، وكذلك التنمية المستدامة والتبادل الثقافي والشراكة الاستراتيجية، فضلا عن الاستثمار في البنية التحتية، وفي إطار هذه المبادرة نفذ الجانبان العربي والصيني أكثر من 200 مشروع تعاوني كبير في إطار البناء المشترك لـ"الحزام والطريق".
ووفقا لآخر تقرير صادر عن مؤسسة الاستشارات الاقتصادية العالمية «سيبر»، فمن المتوقع أن تساهم مبادرة الحزام والطريق في تعزيز الناتج المحلي الإجمالي العالمي بمقدار 7.1 تريليون دولار أمريكي سنويا بحلول عام 2040.
منتدى التعاون العربي الصيني 2024
ومن المرتقب أن يبحث المؤتمر في نسخته الراهنة، التي ستبدأ غدا الخميس، العديد من القضايا على رأسها التعاون على المستوى الاقتصادي فضلا عن الأوضاع في غزة وإحلال السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين ودعم حل الدولتين.
وتتقارب المواقف بين الدول العربية والصين بشأن القضية الفلسطينية، فبكين التي بالدولة الفلسطينية عام 1988، ترى أن حل القضية الفلسطينية يكون من خلال حل الدولتين كحل وحيد للأزمة، مع ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي.
ومن المرتقب أن يحضر الرئيس الصيني شي جين بينغ مراسم افتتاح الاجتماع وأن يلقي خلالها خطابًا رئيسيًا.