قال الدكتور طارق البرديسي، خبير العلاقات الدولية، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للصين ومباحثاته اليوم مع نظيره الصيني تشي جين بينج في غاية الأهمية، فهي تتزامن مع مرور عشر سنوات على ترفيع العلاقات بين البلدين إلى مستوى العلاقات الاستراتيجية الشاملة، وهو الاتفاق الذي وقعه الرئيس السيسي ونظيره الصيني في بكين في 2014.
وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن الرئيس السيسي حريص على مواصلة واستمرارية تطوير ما تم إنجازه والبناء عليه، في العلاقات بين البلدين، موضحا أن سياسة الرئيس السيسي خارجيا هي المتابعة المستمرة والمكثفة حتى تتحقق النتائج المرجوة، ومن المتوقع أن تؤدي هذه الزيارة إلى زيادة التبادل في المجالات المعروفة الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية.
ولفت إلى أن ملف الأوضاع في غزة أيضا مطروح خلال الزيارة، وكان أحد القضايا على أجندة المباحثات بين الرئيسين، وهو ملف رئيسي للنقاش خلال فعاليات المنتدى العربي الصيني، موضحا أن هناك تنسيق في المواقف المصرية الصينية تجاه هذه القضية، لذلك تأتي الزيارة في توقيت في غاية في الأهمية.
وأكد أن العشر سنوات الماضية بين مصر والصين هي عقد ذهبي، أكد العلاقة القوية المتينة ما بين القاهرة بكين، والعلاقات المصرية الصينية في تطور مستمر، وهذه الشراكة الاستراتيجية والزيارات المكثفة للزعيمين تأكيد على هذه الشراكة، موضحا أنه تم تفعيل نتائج هذه الشراكة من خلال عشرات الاتفاقيات المبرمة ما بين البلدين.
وقال إن الرئيس السيسي في هذه الزيارة يستهدف تفعل هذه الاتفاقيات، ويرافقه عدد من رجال الأعمال، ومن المتوقع أن يلتقي أيضا بعدد من رجال الأعمال الصينيين لبحث جذب مزيد من الاستثمارات وتوطين التكنولوجيا للنهوض وتطوير هذه العلاقات المصرية الصينية.
وأكد أن البيان المشترك بين مصر والصين وتدشين هذا العام عام الشراكة المصرية الصينية، فهذا يعكس مدى رؤية واهتمام الصين بالدولة المصرية وبالدور المصري، موضحا أن هناك مشروعات مشتركة بين البلدين بخلاف مبادرة الحزام والطريق، وهذا لا يمكن أن يتحقق دون وجود مصر والبحر الأحمر وأمن الملاحة فيه، فمشروعات الصين في محور قناة السويس وفي المناطق الصناعية المختلفة المنتشرة في مصر كلها تأتي في هذا الإطار.
وشدد على أن الصين حريصة على تقوية علاقتها مع مصر لذلك كان هذا العام عام الشراكة المصرية الصينية لما توليه الصين من اهتمام كبير بالدولة المصرية ودورها على المستوى السياسي والاقتصادي.
بيان مصري صيني
وأصدرت جمهورية مصر العربية وجمهورية الصين الشعبية، بيانا مشتركا اليوم بشأن تعميق علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة، بعد المباحثات بين الرئيس السيسي ونظيره الصيني اليوم، حيث أكد البيان أن الرئيسين أشادا بالتطور الملحوظ في علاقات البلدين في كافة المجالات والتي شهدت طفرة كبيرة فى السنوات الأخيرة فى أعقاب تدشين علاقات الشراكة الإستراتيجية الشاملة بينهما فى عام 2014، وأكًدا أهمية استثمار الذكرى العاشرة لتدشين الشراكة الاستراتيجية الشاملة لترفيع والارتقاء بمستوى العلاقات الثنائية لآفاق أرحب من خلال العمل على زيادة وتكثيف الزيارات المتبادلة رفيعة المستوى بين الحكومتين والأجهزة التشريعية والحكومات المحلية للبلدين، وبما يُدعم مصالح البلدين ويلبى تطلعات وطموحات شعبيهما الصديقين، ويرتقى بمستوى العلاقات بين البلدين نحو هدف بناء مجتمع المستقبل المشترك في العصر الجديد، ويدفع علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة القائمة بين البلدين إلى مستويات جديدة.
وأوضحت مصر والصين، أنه بمناسبة الذكرى العاشرة لإطلاق الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، فقد أعلن الرئيسان "عبد الفتاح السيسي" و"شي جينبينغ" عن تدشين "عام الشراكة المصرية-الصينية" والذي سيشهد العديد من الفعاليات الدبلوماسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية والثقافية والسياحية بهدف دفع وتطوير العلاقات الثنائية في كافة المجالات.