الثلاثاء 18 يونيو 2024

وزير الري يؤكد جاهزية مصر لنقل خبراتها بمجال إدارة المياه لأشقائها الأفارقة

الدكتور هاني سويلم وزير الموارد المائية والري

أخبار1-6-2024 | 10:02

دار الهلال

أعرب وزير الموارد المائية والري، الدكتور هاني سويلم، عن حرص الوزارة المستمر على تعزيز التواصل مع الأشقاء الأفارقة، ولا سيما من دول حوض النيل، وذلك خلال فترة رئاسة مصر لمجلس وزراء المياه الأفارقة (أمكاو).

وأكد أن هذه الفترة شهدت جهودًا متواصلة من مصر لتعزيز التعاون بين الدول الإفريقية، وتعزيز الشراكة في مجال الموارد المائية، وتعظيم الاستفادة من موارد المياه بطريقة مستدامة.

جاء ذلك خلال كلمة ألقاها وزير الري، خلال حفل تكريم 24 من خريجي معهد بحوث الهيدروليكا، الذين يمثلون 7 دول من حوض نهر النيل والقرن الإفريقي، وهذه الدول هي: السودان، جنوب السودان، كينيا، تنزانيا، الكونغو الديمقراطية، الصومال، ومصر.

تم خلال الحفل تسليمهم شهادات إتمام البرنامج التدريبي الذي نُظم بمركز التدريب التابع لمعهد بحوث الهيدروليكا بالمركز القومي لبحوث المياه، والذي حمل عنوان "الاستفادة من التكنولوجيا لتحقيق الإدارة المستدامة وتقديم الحلول غير التقليدية" خلال الفترة من 26 إلى 30 مايو الماضي.

حضر التكريم كلٌ من: جوزيف ماجاك سفير جنوب السودان لدى مصر، وريتشارد موتايوبا سفير تنزانيا لدى مصر، وتولا موبينجا المستشار الأول بسفارة الكونغو الديمقراطية، والدكتور شريف محمدي رئيس المركز القومي لبحوث المياه، وحسن شوقي نائب الأمين العام للوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية بوزارة الخارجية، والدكتور سامي سعد مدير معهد بحوث الهيدروليكا، وعدد من ممثلي البعثات الدبلوماسية للدول المشاركة بالقاهرة.

وتوجه الدكتور هاني سويلم - خلال كلمته - بالشكر لوزارة الخارجية المصرية على ما تقدمه من دعم للأشقاء الأفارقة من خلال مجهودات الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية والمبادرة المصرية لتنمية دول حوض النيل.

وأكد الوزير، أن مصر ودول إفريقيا يواجهون تحديات متزايدة في قطاع المياه، نتيجة لعدة عوامل مثل ندرة الموارد المائية وزيادة السكان وتأثيرات التغيرات المناخية.

كما أشار إلى التحديات التي تواجه دول إفريقيا، مثل ضعف البنية التحتية ونقص منظومات إدارة المياه وتداعيات الكوارث الطبيعية مثل الجفاف والفيضانات.

وشدد على أهمية التعاون وتبادل الخبرات لمواجهة هذه التحديات، وبناء القدرات للمتخصصين في دول إفريقيا لتمكينهم من التعامل الفعّال مع هذه الأمور.

وأشار إلى جاهزية مصر المستمرة لنقل خبراتها المتميزة في مجال إدارة المياه لأشقائها في إفريقيا، بهدف مساعدتهم في التعامل مع هذه التحديات وتحقيق التنمية المستدامة.

وقال سويلم، إن مشاركة كبار خريجي معهد بحوث الهيدروليكا من دول حوض النيل والقرن الإفريقي في هذا البرنامج التدريبي، يأتي في إطار الحرص على تحقيق التواصل والترابط بين المتدربين القدامى وتبادل الخبرات وتقييم مدى الاستفادة من البرامج التدريبية السابقة والعمل على إيجاد حلول مبتكرة للتعامل مع تحديات المياه.

وأكد حرص مصر على مواصلة التعاون المثمر مع دول حوض النيل، لافتا إلى ما تتمتع به دول منابع حوض النيل من موارد مائية كبيرة، حيث تصل كميات مياه الأمطار المتساقطة على حوض نهر النيل إلى 1600 مليار متر مكعب سنويا، في حين تصل كميات مياه الأمطار المتساقطة على دول الحوض إلى 7 آلاف مليار متر مكعب سنويا، وهو ما يتطلب تحقيق التعاون الدائم بين الدول والالتزام التام بمبادئ القانون الدولي فيما يخص إدارة الأنهار المشتركة.

وتوجه وزير الري بالدعوة للدول الإفريقية للمشاركة في المبادرة الدولية للتكيف مع التغيرات المناخية بقطاع المياه (AWARe) التي أطلقتها مصر خلال فعاليات مؤتمر المناخ (COP27)، خاصة أن هذه المبادرة تعد منصة مهمة لبناء القدرات وحشد الجهود لتوفير التمويلات اللازمة للدول الإفريقية والنامية في مجال التكيف مع التغيرات المناخية في قطاع المياه، لافتا إلى الدعم الكبير الذي وصلت له المبادرة حاليا مع انضمام 35 دولة حتى الآن لها، كما تتولى عدد من المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة تنسيق الأنشطة ضمن المسارات المختلفة للمبادرة.

وأشار إلى حرص وزارة الري على دعم الدول الإفريقية في مجال التدريب وبناء القدرات من خلال تدشين "المركز الإفريقي للمياه والتكيف المناخي" والذي تم من خلاله تدريب 100 من المتدربين الأفارقة خلال الفترة الماضية، ومن المقرر تدريب 255 متدربا آخر حتى نهاية العام الحالي، كما يتم الإعداد لمنظومة تدريبية توفر التدريب اللازم لـ 1500 متدرب على مدى ثلاث سنوات.

من جهته.. توجه الدكتور شريف محمدي بالشكر لوزير الري على الدعم الذي يقدمه للمركز القومي لبحوث المياه والذي يعد أحد المراكز البحثية المهمة على المستويين العربي والإفريقي.. معربا عن تمنياته بأن يكون هذا البرنامج التدريبي قد حقق الهدف منه في تعزيز التعاون بين الأشقاء الأفارقة وتبادل الأفكار والمقترحات وتقديم حلول مبتكرة للتعامل مع تحديات المياه، وتحقيق التواصل بين المتدربين من مختلف الدول.

وأشار إلى أنه تم تدريب 1800 متدرب عربي وإفريقي من خلال معهد بحوث الهيدروليكا على مدى السنوات الماضية، مع التأكيد على قيام المركز القومي لبحوث المياه بتكرار هذه البرامج التدريبية مستقبلا لتحقيق المزيد من الفوائد للأشقاء الأفارقة.

بدوره، أكد حسن شوقي على الدور الهام للوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية بوزارة الخارجية في مجال التدريب ورفع القدرات لأبناء القارة الإفريقية، وخاصة دول حوض نهر النيل والقرن الإفريقي، كما تقوم وزارة الخارجية بتنظيم "المبادرة المصرية لتنمية دول حوض النيل" لخدمة الأشقاء الأفارقة في كافة المجالات.

وأشار إلى أهمية التدريب وبناء القدرات في مجال المياه بالقارة الإفريقية لمواجهة تحديات المياه والمناخ بالقارة وصولا لتحقيق رؤية إفريقيا للمياه 2025 وأهداف التنمية المستدامة 2030 وأجندة الاتحاد الإفريقي 2063.

من جانبهم، عبر المتدربون الأفارقة - خلال كلمة ألقاها عنهم رافائيل شيمانجا من جامعة كينشاسا بجمهورية الكونغو الديموقراطية - عن شكرهم لمصر على الدعم المتواصل للقارة الإفريقية في مجال تحسين إدارة المياه، وأشادوا بما قدمه معهد بحوث الهيدروليكا من دورات تدريبية متميزة منذ تأسيسه قبل 28 عاما.

وأشاروا إلى أنه على الرغم من وجود العديد من الأنهار والموارد المائية بالقارة الإفريقية إلا أن الوصول للمياه للاستخدامات المختلفة لا يزال تحديا كبيرا أمام معظم الدول الإفريقية، وهو ما يتطلب تعزيز التعاون وتبادل الخبرات وبناء القدرات لتحسين عملية إدارة المياه ومواجهة التصحر والتكيف مع تغير المناخ الذي يؤثر على موارد المياه كما ونوعا.