شهدت ساحة "الجمهورية" في قلب العاصمة الفرنسية "باريس"، اليوم السبت، تجمع آلاف المتظاهرين في مسيرات حاشدة، احتجاجًا على الوضع في قطاع غزة ومطالبة بوقف فوري لإطلاق النار، في ظل استمرار الهجمات الإسرائيلية خاصة في منطقة رفح الفلسطينية.
حملت المسيرات شعار "وقف الإبادة الجماعية في غزة"، حيث رفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية، مطالبين بوقف فوري ودائم لإطلاق النار وتوقف العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح، مؤكدين على ضرورة وضع حد للإبادة الجماعية التي تتعرض لها الفلسطينيون في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وسط هتافات عالية من قبيل "كلنا أطفال غزة"، أعرب المواطن "نيكولا" لوكالة أنباء الشرق الأوسط عن دعمه لفلسطين، مشيرًا إلى أنه حاضر لمساندة الشعب الفلسطيني في ظل المجازر التي تستهدف المدنيين والأبرياء، مؤكدًا أن الفرنسيين يقفون إلى جانب الفلسطينيين ويعبرون عن تضامنهم معهم في هذه اللحظات الصعبة.
قالت المواطنة "فيروني": "نحن هنا ضد الحرب؛ إن هذا الوضع المأساوي استمر لفترة طويلة، والحرب الحالية تستهدف المدنيين الأبرياء، نطالب بوقف فوري لإطلاق النار".
وأضافت: "نحن هنا من أجل السلام، هذه المسألة ليست سياسية، ونحن لسنا معادين للسامية، نحن فقط نحتج على ما يحدث في غزة، إنها مسألة إنسانية، ونحن ندافع عن الإنسانية ونطالب بعدم وجود تضاعف في المعايير، كل طفل يساوي أطفالنا".
وفيما يخص المواطنة نبيهة، أكدت: "لا يمكننا البقاء صامتين ونرى ما يحدث، أنا لا أرغب في أن أقول لأطفالي في المستقبل أنني لم أفعل شيئًا حيال ما يحدث، هنا في كل مظاهرة، هذا أقل ما يمكننا فعله للفلسطينيين، نحن معكم".
أما المواطنة "ماليسا"، فرفعت لافتة كتب عليها "أوقفوا الإبادة الجماعية"، وأكدت: "هذه لم تعد حربًا، بل هي إبادة جماعية، نحن هنا مع الفلسطينيين من أجل وقف إطلاق النار وتحقيق السلام في النهاية".
انطلقت مسيرات اليوم السبت في باريس، حيث رفع المتظاهرون هتافات داعمة للفلسطينيين، من بينها "تحيا فلسطين" و"فلسطين حرة .. ستنتصر"، إلى جانب هتافات أخرى تدين السياسات الإسرائيلية مثل "إسرائيل قاتلة". طالب المشاركون برفع الحصار عن قطاع غزة وإعادة إيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين.
دعت عدة منظمات وتجمعات سياسية ونقابية لهذه المسيرة الداعمة للشعب الفلسطيني، وسط تواجد أمني مكثف. شهدت باريس وعدة مدن فرنسية أخرى مثل "ليل" و"مارسيليا" و"ليون"، مظاهرات يومية خلال الأسبوع الماضي، احتجاجاً على العمليات العسكرية الإسرائيلية، خاصة بعد الهجوم على مخيم للنازحين في رفح، جنوب قطاع غزة، الذي أسفر عن سقوط العديد من الضحايا.
ومنذ الهجمات المتكررة على رفح، يخرج آلاف الفرنسيين، خاصة الشباب، إلى الشوارع للتعبير عن غضبهم واستنكارهم، مطالبين بوقف العنف فورًا. يجتمع المحتجون في ساحة "سان أوجستين" بالعاصمة الفرنسية، وهي قريبة من السفارة الإسرائيلية، حيث يعبرون عن مواقفهم بقوة واحتجاجات سلمية.