الثلاثاء 18 يونيو 2024

واشنطن بوست: تنافس امرأتان في الانتخابات الرئاسية بالمكسيك حدثًا تاريخيًا

واشنطن بوست: تنافس أمرأتان في الانتخابات الرئاسية بالمكسيك حدثً تاريخي

عرب وعالم2-6-2024 | 16:36

 ذكرت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية، اليوم الأحد، أن تنافس امرأتين في الانتخابات الرئاسية في المكسيك يعتبر حدثًا تاريخيًا؛ ما يسلط الضوء على التقدم الذي أحرزته البلاد في مجال المساواة بالتزامن مع تزايد المخاوف بشأن الضعف العام للمؤسسات الديمقراطية في البلاد.

وأوضحت الصحيفة الأمريكية في سياق تقرير لها أوردته عبر موقعها الإلكتروني، أن الانتخابات الرئاسية في المكسيك ذات أهمية بالغة للولايات المتحدة، إذ أن المكسيك الشريك التجاري الأول للولايات المتحدة وتتشابك القطاعات الرئيسية لاقتصادات البلدين من صناعة السيارات إلى زراعة التوت والأفوكادو فضلا عن كونها معبرا هاما للمهاجرين.

ووفقا لاستطلاعات الرأي، فإن رئيسة حكومة مكسيكو سيتي سابقًا كلوديا شينباوم التي تبلغ من العمر 61 عامًا تتقدم بقوة فهى تٌدعم من جانب رئيس المكسيك المنتهية ولايته أندريس مانويل لوبيز أوبرادور أحد أكثر زعماء أمريكا اللاتينية شعبية، وتواجهها المرشحة المكسيكية سوشيتل جالفيز التي تبلغ من العمر 61 عامًا أيضا وهي سيدة أعمال في مجال التكنولوجيا لقد وعدت بتحفيز النمو الاقتصادي والحد من القوة المتزايدة لجماعات الجريمة المنظمة، وتمثل جالفيز ائتلافاً من الأحزاب التقليدية التي كافحت من أجل اللحاق بالقوة الرئيسية في البلاد.

وبدوره، قال رئيس مركز الأبحاث السياسية ميكسيكو إيفالوا لويس روبيو، "إن هذه انتخابات حيوية لأن المرشحين الرئيسيين يمثلان رؤيتين متناقضتين للحكومة ورؤيتين مختلفتين جذريا للعالم".

وانتقدت المُرشحة المكسيكية جالفيز رئيس المكسيك المنتهية ولايته أندريس مانويل لوبيز أوبرادور لإضعافه مؤسسات مثل الوكالة الانتخابية الفيدرالية وتآكل الضوابط والتوازنات، قائلة "سنجلب الحرية في حين تريد الحكومة الاستبدادية فرض قراراتها".

فيما وعدت المُرشحة شينباوم بتوسيع البرامج الاجتماعية للوبيز أوبرادور كما تعهدت بالحفاظ على معاهدة التجارة الحرة لأمريكا الشمالية عندما يتم إعادة التفاوض عليها في عام 2026 لكنها تقول إن التغيرات الاقتصادية في العقود الأخيرة خلقت أجور زهيدة.

ومن المقرر أن يختار الناخبون اليوم الأحد أيضًا 500 نائب فيدرالي و128 عضوًا في مجلس الشيوخ وعمدة مدينة مكسيكو وثمانية محافظ وأكثر من 20 ألف مسؤول على مستوى الولاية والمستوى المحلي في المكسيك، قبل أن تبدأ عملية فرز الأصوات ليل اليوم الأحد.

ويتوجه نحو 100 مليون ناخب لهم حق التصويت لمراكز الاقتراع لاختيار الرئيس الجديد بعد ثلاثة أشهر من الحملات الانتخابية الشرسة، لتستمر ولاية الرئيس المنتخب حديثا لمدة 6 سنوات.

ووفقا لـ(واشنطن بوست)، فإن المكسيك على وشك تتولى رئاستها سيدة ما يجعلها تتقدم على الولايات المتحدة في ذلك النحو؛ فالرجل الوحيد في السباق الرئاسي في المكسيك هو خورخي ألفاريز ماينز البالغ من العمر 38 عاما وينتمي لحزب حركة المواطنين الصغير الذي ينتمي لليسار الوسط ويحتل المركز الثالث بفارق كبير في استطلاعات الرأي.

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن النساء لم تحصل على حق التصويت في الانتخابات الرئاسية حتى عام 1953 أي بعد ثلاثة عقود من نظيراتهن الأمريكيات لكن مع اعتماد قانون المساواة أثناء انتقال المكسيك من دولة الحزب الواحد إلى الديمقراطية، تشغل النساء الآن نصف المقاعد في الكونجرس وما يقرب من ثلث مناصب حكام الولايات ويتوقع أن تشغل منصب الرئاسية أحدهن بدءا من أكتوبر المقبل.

وعلى جانب آخر، لفتت (واشنطن بوست) إلى أن الانتخابات الرئاسية في المكسيك تثير المخاوف بشأن الديمقراطية في البلاد، بينما تصدرت امرأتان السباق الرئاسي، فإن القضية الأكثر إلحاحاً تتعلق بالرئيس المنتهية ولايته لوبيز أوبرادور الذي هز المكسيك بما أسماه التحول الرابع، وهو برنامج يهدف إلى مساعدة الطبقات الدنيا وحماية رموز الفخر الوطني، كما ضاعف الحد الأدنى للأجور وضخ الأموال في شركة النفط الحكومية المثقلة بالديون في المكسيك.

فنجح لوبيز أوبرادور في اجتذاب المكسيكيين العاديين من خلال زياراته للقرى والأحياء الفقيرة، وبذل الجهد والوعد بالأشغال العامة ما أدى لاتضاعف نسبة المكسيكيين الذين أعربوا عن ثقتهم في الحكومة الوطنية خلال خمس سنوات، لتصل إلى 61% العام الماضي، وفقا لمؤسسة جالوب، وهذا ضعف ما هو عليه في الولايات المتحدة؛ فيما تتهمه المعارضة بإعادة خلق ذلك النوع من الرئاسة الإمبراطورية التي حكمت المكسيك معظم فترات القرن العشرين، مما يثير القلق في البلاد.