الأحد 22 سبتمبر 2024

«العربية لتكنولوجيات الاتصال»: زيادة التهديدات السيبرانية بنسبة 17% في الشرق الأوسط

جانب من المؤتمر

أخبار3-6-2024 | 12:49

دار الهلال

أكد المهندس محمد بن عمر المدير العام للمنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات أن المنطقة العربية وعلى غرار بقية دول العالم تشهد تحديات عدة في مجال الأمن السيبراني والتي تسبها العديد من العوامل ومنها: التطور التكنولوجي السريع، نقص الوعي بالمسائل السيبرانية، تطور وتعقد التهديدات السيبرانية، التحديات القانونية والتنظيمية وغيرها.

جاء ذلك في كلمة المهندس محمد بن عمر في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي الثالث لأمن المعلومات والأمن السيبراني الذي انطلقت أعماله اليوم الاثنين بالقاهرة ويستمر لمدة يومين.

وقال المهندس محمد بن عمر إن الأمن السيبراني يعد أحد مقومات المشهد الرقمي الحديث الذي تزايد فيه الاعتماد على التكنولوجيا في جميع جوانب الحياة، حيث يحمي المعلومات الحساسة ويضمن سلامة البيانات وسريتها وتوفّرها عبر الأنظمة المختلفة.

وأضاف أنه مع استمرار تطور التهديدات السيبرانية من حيث التعقيد والتكرار، يُعد تنفيذ تدابير أمنية قوية أمرًا بالغ الأهمية لحماية الأفراد والشركات والجهات الحكومية من الأنشطة الضارة، ويشمل ذلك توظيف التقنيات المتقدمة مثل التشفير والمصادقة متعددة العوامل وأنظمة كشف التسلل، فضلاً عن تعزيز ثقافة الوعي الأمني وأفضل الممارسات بين المستخدمين في عالم مترابط، لافتا إلى أهمية استراتيجيات الأمن السيبراني الاستباقية والشاملة ذات أهمية قصوى لتخفيف المخاطر والحفاظ على الثقة في النظم البيئية الرقمية.

وأبرز أن المنطقة العربية شهدت ارتفاعا كبيرا في الهجمات السيبرانية حيث أشار تقرير صادر عن (تريند مايكرو) إلى زيادة التهديدات السيبرانية بنسبة 17% في الشرق الأوسط في النصف الأول من سنة 2023 مقارنة بالفترة نفسها في عام 2022، ومع التحول الرقمي السريع واتجاه العديد من المؤسسات في المنطقة العربية إلى الخدمات السحابية، تم الإبلاغ من طرف 72 % من الشركات عن تعرضها لحادث أمني سنة 2023.

واستطرد أنه فيما يخص الوعي والتدريب في مجال الأمن السيبراني ووفقًا لاستطلاع أجرته شركة Gulf Business سلطت 64% من المؤسسات في الشرق الأوسط الضوء على نقص الوعي والتدريب في مجال الأمن السيبراني بين الموظفين باعتباره تحديا كبيرا، منوها إلى أن هذه الفجوة في مهارات الأمن السيبراني تؤكد الحاجة إلى برامج تعليمية وتدريبية شاملة.

وتابع المدير العام للمنظمة العربية لتكنولوجيا الاتصال أنه "أمام هذه التحديات من واجبنا أن نسلط الضوء على قصص النجاح في المنطقة إذ أن هنالك العديد من الدول العربية التي تتبوأ مواقع متقدمة في مجال الأمن السيبراني، وتتخذ تدابير فعالة لحماية البنية التحتية التكنولوجية والمعلوماتية، وتعزيز الوعي السيبراني للمواطنين.. وفي مقدمة هذه الدول، الإمارات العربية المتحدة، المملكة العربية السعودية، دولة قطر، المملكة الأردنية الهاشمية، وجمهورية مصر العربية التي يحظى الأمن السيبراني فيها باهتمام كبير من طرف الحكومة والمؤسسات الخاصة والمجتمع المدني.، وذلك من خلال تبني استراتيجية وطنية للأمن السيبراني وضم عدد من الهيئات والجهات المختصة بالأمن السيبراني، تعمل على مراقبة وتقييم التهديدات السيبرانية وتقديم الدعم الفني والاستشاري لتعزيز الأمن السيبراني.

وأكد أهمية الحاجة إلى توحيد الجهود لجعل المنطقة العربية تبقى في المقدمة في هذا العالم الذي تتطور فيه التكنولوجيا بشكل أسرع من التنظيم من خلال اليقظة المستمرة وتبني التهديدات الجديدة.

وأوضح أن المنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات بدأت هذه الرحلة منذ انطلاق أعمالها سنة 2008، حيث كان موضوع الأمن السيبراني من أهم المواضيع المطروحة، وقد كانت عام 2023 مميزا بالنسبة لنا في هذا الصدد حيث أطلقنا الاستراتيجية العربية للأمن السيبراني والتي تمت الموافقة عليها من طرف مجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات في دورته السابعة والعشرين وتمت إحالتها إلى المجلس الوزراء العربي للأمن السيبراني بهدف تنسيق الجهود بين الدول العربية في جميع الجوانب المتعلقة بموضوعات الأمن السيبراني.

ونوه إلى أهمية تطوير قدرات المتخصصين في الأمن السيبراني، وتشجيع المهنيين والطلبة على الانخراط في المجال وبناء القدرات وتطوير منظومة متكاملة في مجال التدريب في الأمن السيبراني، و زيادة وعي أفراد المجتمع بالأمن السيبراني والمخاطر المتعلقة بالإنترنت، وتشجيع اتباع الممارسات الأمنة في التعامل مع التكنولوجيا الرقمية، وتشجيع المؤسسات على نشر الوعي السيبراني بفاعلية.

وشدد على أهمية إنشاء آلية مشتركة لكشف عن حوادث الأمن السيبراني والإبلاغ عنها، وإنشاء منهجية موحدة لتقييم درجة خطورة الحوادث السيبرانية لتوفير الدعم المناسب لها.

وطالب بضرورة بناء قدرات عربية على مستوى عالمي للاستجابة لكل أنواع الحوادث السيبرانية، وتصميم إطار قانوني وتنظيمي شامل للأمن السيبراني لمعالجة جميع أنواع الجرائم السيبرانية، ولحماية التقنيات الحالية والناشئة، إلى جانب وضع أنظمة داعمة لتمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة وحمايتها من التهديدات السيبرانية.

وجدد المهندس محمد بن عمر التأكيد على أن العالم دخل عصر الذكاء الاصطناعي والذي أتى بموجة كبيرة من التخوفات من استعمال هذه التكنولوجيا بشكل غير أخلاقي وغير آمن، وواجبنا اليوم كفاعلين في قطاع تكنولوجيات الاتصال والمعلومات أن نعمل معا من أجل سلامة وحماية الأفراد والبيانات في عصر الذكاء الاصطناعي والمساهمة كل من موقعه في بناء بيئة آمنة وموثوقة للاستفادة من التكنولوجيا دون المساس بالخصوصية والأمان.

وأعرب عن ثقته في أن الجهود العربية المشتركة من شأنها أن تساعد بشكل كبير على السير معا بشكل أسرع وأبعد نحو مستقبل رقمي عربي أكثر أمانًا وموثوقية، وأن المنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات على أتم الاستعداد للتعاون مع جميع أصحاب المصلحة، خدمة لمصلحة منطقتنا العربية المشتركة واستغلال الذكاء الاصطناعي كفرصة لتطور منطقتنا العربية وريادتها الرقمية على المستوى العالمي.