الثلاثاء 18 يونيو 2024

شوارع المحروسة.. الخيامية.. بين التاريخ والفن اليدوي

شارع الخيامية

ثقافة5-6-2024 | 01:41

أحمد البيطار

يُعد شارع الخيامية من أشهر شوارع منطقة القاهرة التاريخية، وهو شارع يقع بالقرب من باب زويلة في منطقة سوق الغورية العتيق بالقاهرة، وهو متواجد منذ عهد الفاطميين، ويتكون من طابقين ويتميز بأنه من الشوارع المسقوفة، ، وكان يستقر التجار به قديمًا حيث يتنافسون في تجميل خيامهم قبل سفرهم بها.

سبب التسمية 

وسمى بهذا الاسم،  نسبة لحرفة صناعة الخيام لأنه ضم في عصر المماليك حرفيين وصُناع الخيام من القماش المُلون المُطرز، وهو يعتبر فن من فنون الأعمال اليدوية المصرية توارثته أجيال متعاقبة في أزقة هذا الشارع الذي يتزين بأسقفه الخشبية المزخرفة.

معالم الشارع 

يضم شارع الخيامية مسجد الصالح طلائع ببوابته المميزة، ومساحته التى تتخطي الـ1500 متر، والذي تم بناؤه عام 1160م، وتم تسميته على اسم الوزير الصالح طلائع بن رزيك الذي كان وزيراً في عصر الخليفة الفاطمي الفائز ثم في عصر الخليفة العاضد.

كما يضم البيوت القديمة بمشربياتها المزخرفة التي تبدو كأنها تفتح نافذة للمرء على التاريخ، أما الجهة المقابلة فهي باب زويلة من أبواب القاهرة التاريخية.

مقصد المصريين لشراء الأقمشة

ويعتبر شارع الخيامية بالقاهرة، مقصد كل المصريين الذي يرغبون في شراء الأقمشة المطرزة ذات الألوان المبهجة، خاصة بالتزامن مع حلول شهر رمضان، وكذلك الوفود العربية والأجنبية الذين يرغبون في اقتناء المنتجات اليدوية؛ المصنوعة بيد مصرية. 

منتجات الخيامية

وعندما تدخل إلى شارع الخيامية ستجد مجموعة محال تجارية وورش قديمة متجاورة، تقوم بتصنيع وتقديم أنواع مختلفة من الأقمشة المظرزة يدويًا، مثل مفارش الطاولات وتصميمات مزخرفة من الخيوط تُعلق على الجدران، وسائد. 

وتمر هذه المنتجات جميعًا بخطوات عمل إبداعية دقيقة، حيث يقوم الحرفي أو ما يعرف بـ"الخيامي"، برسم الشكل المخصص للتنفيذ على القماش باستخدام قالب، ثم يقوم بتحديد الشكل عن طريق "التخريم"، ثم توضع مادة لتثبيت الشكل علي القماش، وأخيرًا يقوم "الخيامي" بالتطريز.

ولكن ومع مرور الزمن خاصة أن تكلفة صناعة المتنجات اليدوية المُطرزة باهظة على المواطنين، اتجهت أغلب المحال بالمنطقة في العمل وتجارة متنجات الخيام المطبوعة، وذلك يرجع لأن تكلفتها أقل على الجمهور وتحقيقها نسبة مبيعات عالية، كما تم التنوع في إنتاج منتجات مختلفة من نفس الأشكال ذات الطابع التراثي والإسلامي ولكن مطبوعة وليست مُطرزة، كالفوانيس القماش، كسوة لأثاث المنزل، ستائر ومفارش وغيرها من المنتجات الجديدة. 

وارتبطت صناعة الخيامية قديمًا بكسوة الكعبة الُمشرّفة المزخرفة بخيوط من ذهبية، وقد كانت تقوم مصر بتصنيعها وإرسالها في موكب ضخم إلي المملكة العربية السعودية.