السبت 22 يونيو 2024

شريف جاد: يوم اللغة الروسية يصادف ذكرى ميلاد الكاتب العظيم «بوشكين »| خاص

شريف جاد

ثقافة6-6-2024 | 10:55

بيمن خليل

في اليوم العالمي للغة الروسية، نحتفي بلغة فريدة لا تزال مصدر إلهام للثقافة والفكر والأدب، هذه اللغة بتاريخها العريق وتراثها الغني، تحمل بين طياتها الكلمات قصصًا من العبقرية والإبداع، من بوشكين إلى دوستويفسكي، من تولستوي إلى نابوكوف، لقد كان تأثيرها على الأدب العالمي بمثابة بحر لا متناهي من العمق والتنوير، ليس فقط في الأدب، بل في الموسيقى، الفلسفة والفن، أثرت اللغة الروسية بشكل كبير في تشكيل المسار الثقافي للعالم.

وفي هذا الإطار، قال شريف جاد مدير النشاط الثقافي بالمركز الثقافي الروسي، إن السادس من يونيو يصادف ذكرى ميلاد ألكسندر بوشكين، عميد الأدب الروسي، وأضاف قائلا: "إذا كان هناك مقولة مشهورة تفيد بأن البعض خرج من معطف جوجول، الكاتب العظيم، فإن الجميع، أعتقد، خرج من معطف بوشكين، كبير شعراء روسيا وأدبائها، الذي أغنى اللغة الروسية بالعديد من الإضافات ويعتبر الأب الروحي للأدب الروسي"، وبمناسبة ذكرى ميلاده، أصبح هذا اليوم يوم اللغة الروسية في العالم.

وأوضح جاد، في تصريحات خاصة لـ "بوابة دار الهلال"، بالتأكيد أن اختيار اليوم العالمي للغة الروسية ليكون في ذكرى ميلاد ألكسندر بوشكين، هذا الشاعر العظيم، الذي له جذور شرقية، تأثر بها في مسيرته الإبداعية، فكتب عن الشرق وعن التراث الشرقي قصائد مثل: قصيدة عن كليوباترا، وقصيدة عن الرسول، وقصيدة عن ألف ليلة وليلة، وحتى الروايات التي كتبها تجلى فيها الطابع الشرقي.

وأضاف أن اللغة الروسية، من خلال ألكسندر بوشكين ومن جاء بعده من مبدعين كبار، تأثروا بهذه السمات الشرقية الموجودة في إبداعاته، ما أضفى تأثيرًا كبيرًا وسهّل التواصل الثري والمستمر بين روسيا والعالم الشرقي، والممتد حتى الآن في تأثير متبادل من خلال هذه الأعمال الإبداعية التي أصبحت تراث في الأدب الروسي والأدب العالمي.

وأشار إلى أن اللغة الروسية والأدب الروسي قد اندمجا بشكل لا يتجزأ مع التراث الأدبي العالمي، وأضاف أنه على يقين أن أي مبدع ومثقف، وصل إلى الدرجة التي يُمكن تسميته فيها مثقفًا، لابد أن يكون قد خاض تجربة غنية ومُركّزة مع الأدب الروسي وثقافته، سواء كان يعرف اللغة الروسية أو لا، من خلال الترجمات؛ فالأدب الروسي يُعد أحد الركائز الأساسية في الأدب العالمي.

وتابع، من منا لم يقرأ لتولستوي أو دوستويفسكي أو بوشكين أو ليرمنتوف أو جوجول أو تشيخوف؟ رموز الأدب العالمي، الذين يمثلون جزءًا كبيرًا من المدرسة الروسية، ولذا، فإن اليوم العالمي للغة الروسية يربطنا أكثر بهذا التراث الفريد الذي قدمته روسيا للعالم من خلال اللغة الروسية.

وأكد على اهتمام الشباب بدراسة اللغة الروسية، لما لها من أهمية، مُعتبرًا إياها لغة المستقبل في شتى التخصصات سواء العلمية منها أو تلك المتعلقة بالسياحة أو التجارة، بالإضافة بالطبع إلى الأدب والترجمة، مشيرًا إلى أنه هناك اهتمام ملحوظ من الشباب المصري لدراسة اللغة الروسية، وحاليًا يوجد في روسيا نحو 19 ألف شاب وشابة مصريين يدرسون بها باللغة الروسية، ومن الأكيد عودتهم ستُحدث تأثيرًا كبيرًا في الاهتمام بالثقافة الروسية ولغتها.

واختتم، في مصر، يوجد أكثر من قسم للغة الروسية في العديد من الجامعات، وتُظهر الجامعات المصرية اهتمامًا كبيرًا بفتح أقسام للغة الروسية، كما هو الحال في جامعة عين شمس وجامعات القاهرة وأسوان والفيوم وأسيوط وغيرها، مما يشير إلى اهتمام واسع باللغة الروسية، ويعتقد أنه في السنوات القادمة، ستزيد أعداد الأقسام المعنية باللغة الروسية تزايدًا كبيرًا.. تزايد الاهتمام باللغة الروسية في مصر يأتي نتيجة لتنامي العلاقات وأهمية هذه اللغة على الساحة الدولية.

الاكثر قراءة