الثلاثاء 18 يونيو 2024

ديوان العرب| يا دار أَعرِفها وحشًا منازِلها.. قصيدة أبو قلابة الهذلي

أبو قلابة الهذلي

ثقافة9-6-2024 | 13:31

فاطمة الزهراء حمدي

تعد قصيدة «يا دارُ أَعرِفُها وَحشاً مَنازِلُها» للشاعرأبو قلابة الهذلي، إحدى أهم القصائد التي عرفها تاريخ الشعر العربي، والتي حفظها العرب، وتناقلوها فيما بينهم.

ويعرف "أبو قلابة الهذلي" بأنه أحد أبرز الشعراء في العصر الجاهلي الذين كتبوا قصائد تميزت بالوصف والإنسانية وقوة التشبيه، وعلى رأسها قصيدة «يا دارُ أَعرِفُها وَحشاً مَنازِلُها».

تعتبر قصيدة «يا دارُ أَعرِفُها وَحشاً مَنازِلُها»، من أجمل ما قيل في الشعر العربي، ومن أشهر القصائد، وتحتوي على 12 بيتًا، تميزت تلك القصيدة بالرثاء والحزن والوقوف على الأطلال، وقوة التشبية.

وإليكم القصيدة:

يا دارُ أَعرِفُها وَحشاً مَنازِلُها

بَينَ القَوائِمِ مِن رَهطٍ فَأَلبانِ

فَدِمنَةٍ بِزُخَيّاتِ الأَحَثِّ إِلى

ضَوجَي دُفاقٍ كَسَحقِ المَلبَسِ الفاني

ما إِن رَأَيتُ وَصَرفُ الدَهرِ ذو عَجَبٍ

كَاليَومِ هَزَّةَ أَجمالٍ بِأَظعانٍ

صَفّاً جَوانِحَ بَينَ التَوأَماتِ كَما

صَفَّ الوُقوعَ حَمامُ المَشرَبِ الحاني

يا وَيكَ عَمّارُ لِم تَدعو لِتَقتُلَني

وَقَد أُجيبُ إِذا يَدعونَ أَقراني

وَالقَومَ أَعلَمُ هَل أَرمي وَراءَهُم

إِذ لا يُقاتِلُ مِنهُم غَيرُ خُصّانِ

فَإِذ عارَتِ النَبلُ وَاِلتَفَّ اللُفوفُ وَإِذ

سَلّوا السُيوفَ عُراةً بَعدَ إِشحانِ

إِذ لا يُقارِعُ أَطرافَ الظُباتِ إِذا اِس

تَوقَدنَ إِلّا كُماةٌ غَيرُ أَجبانِ

إِنَّ الرَشادَ وَإِنَّ الغَيَّ في قَرَنٍ

بِكُلِّ ذَلِكَ يَأتيكَ الجَديدانِ

لا تَأمَنَنَّ وَلَو أَصبَحتَ في حَرَمٍ

إِنَّ المَنايا بِجَنبَي كُلِّ إِنسانِ

وَلا تَهابَنَّ إِن يَمَّمتَ مَهلَكَةً

إِنَّ المُزَحزَحَ عَنهُ يَومُهُ داني

وَلا تَقولَنْ لِشَيءٍ سَوفَ أَفعَلُهُ

حَتّى تَبَيَّنَ ما يَمني لَكَ الماني