الأحد 24 نوفمبر 2024

تحقيقات

دلالات زيارة بلينكن للقاهرة.. خبير: مصر تلعب دور محوري في المفاوضات الجارية بين حماس وإسرائيل

  • 10-6-2024 | 15:56

الرئيس السيسي وبلينكن

طباعة
  • محمود غانم

بدأ وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، اليوم الإثنين، زيارته إلى المنطقة والتي بدأت من القاهرة ،وتأتي ضمن المساعي الأمريكية للوصول إلى وقف إطلاق نار بين حركة حماس وإسرائيل، في إطار مقترح الرئيس الأمريكي جوبايدن.

ومنذ أشهر، تجري مصر وقطر بمشاركة الولايات المتحدة الأمريكية، مفاوضات غير مباشرة ومتعثرة، بين حركة حماس وإسرائيل، باءت جميعها بالفشل جراء عدم تجاوب الأخيرة مع مطالب الأولى، التي تشدد على تحقيق وقف فوري ودائم لإطلاق النار.

وبعد القاهرة، يزوربلينكن تل أبيب،والدوحة وعَمان، في إطار جولته الثامنة بالمنطقة، منذ بدء العدوان الإسرائيلي علي قطاع غزة.

أهمية الزيارة

تسعى الولايات المتحدة الأمريكية إلى دفع حماس وإسرائيل إلى قبول مقترح وقف إطلاق النار في غزة، الذي حدده الرئيس الأمريكي في خطابه، حيث تأتي زيارة بلينكن للدفع قدمًا تجاه المقترح.

وقالت الخارجية الأمريكية، إن بلينكن سيؤكد خلال زيارته إلى الشرق الأوسط أن مقترح الرئيس الأمريكي سيخفف المعاناة في قطاع غزة، كما سيتيح إدخال المساعدات الإنسانية، وسيسمح بعودة الفلسطينيين إلى منازلهم.

ويتكون المقترح الأمريكي من ثلاث مراحل، تستمر المرحلة الأولى 6 أسابيع، وتشمل وقفًا كاملًا وشاملًا لإطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية من جميع المناطق المأهولة في غزة.

كما تتضمن إطلاق سراح عدد من الرهائن، بمن فيهم نساء ومسنون وجرحى، مقابل إطلاق سراح مئات من الأسرى الفلسطينيين، في السجون الإسرائيلية.

وفي المرحلة الثانية من المقترح، يتم إطلاق سراح بقية الرهائن والجنود وإدامة وقف إطلاق النار، بينما تتضمن المرحلة الثالثة ما بعد الحرب وإعادة إعمار غزة.

وسيمسح المقترح للمدنيين الفلسطينيين بالعودة إلى منازلهم في جميع مناطق غزة، بما في ذلك الشمال حيث فرضت إسرائيل قيودا طويلة الأمد، وذلك حسبما ذكر بايدن.

موقف الأطرف من المقترح

لاتزال حركة حماس في صدد دارسة مقترح بايدن، إلا أنها تشدد على تحقيق وقف شامل للعدوان، والإنسحاب الكامل من القطاع، وتبادل الأسرى، وإعادة الإعمار.

في المقابل، يرد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على ذلك بالقول "إن حركة حماس تشترط وقف الحرب ضمن صفقة التبادل، وأنا لا أوافق على ذلك، ولن أوافق".

مصر تلعب دور محوري

وحول ذلك، قال الدكتور محمد مرعي، كبير باحثين بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، تأتي في إطار جولة إقليمية يقوم بها بلينكن لعدد من الدول في المنطقة، بدأها بمصر ثم سيقوم بعدها بزيارة إسرائيل ثم الأردن ثم قطر.

الدكتور محمد مرعي

وأوضح في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال"، أن زيارته للقاهرة ولقاءه بالرئيس السيسي، تأتي في إطار الدور المحوري الذي تلعبه القاهرة في جهود الوساطة في المفاوضات الجارية بين إسرائيل وحماس، وسعيها لإبرام اتفاق يفضي في النهاية لوقف إطلاق النار، ويخفض من حدة التصعيد الحادث في المنطقة على مدى أكثر من 8 أشهر، جراء العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة.

وأشار مرعي، إلى أن مصر تعمل بقيادة الرئيس السيسي على تقليل الفجوات القائمة بين الطرفين، في ضوء المقترح الذي قدمه الرئيس الأمريكي جو بايدن الجمعة قبل الماضية، والذي وفقًا للمعطيات والمؤشرات الحالية يواجه مجموعة من التحديات أهمها الموقف المتشدد من رئيس الوزراء الإٍسرائيلي الذي وافق في البداية على مقترح بايدن، حيث وصفه بأنه مقترح إسرائيلي في الأساس، ثم بعدها ادعى أن هذا المقترح يحتاج إلى تعديلات، وأن إسرائيل لا يمكن أن توافق على صفقة لتبادل الأسرى تشمل وقفًا دائمًا لإطلاق النار، والإنسحاب من قطاع غزة، وهذا هو المطلب الأساسي الذي حددته حماس للموافقة على الصفقة المطروحة.

وأضاف، إن مباحثات بلينكن مع الرئيس السيسي والمسئولين المصريين، ستشمل التباحث حول التوتر القائم بين مصر وإسرائيل بعد بدء اجتياح الجيش الإسرائيلي لرفح في 7 مايو الماضي، والذي دفع القاهرة من وقتها لإغلاق معبر رفح، ووقف أي شكل من أشكال التنسيق مع إسرائيل خاصة في إدخال المساعدات، ووضع عدة شروط لاستعادة فتح المعبر، وهى ضرورة انسحاب إسرائيل من الجانب الفلسطيني من معبر رفح وتسليمه إلى إدارة فلسطينية.

وتابع قائلًا: "وهذا الأمر يفهمه الجانب الأمريكي، وهو ما أكد عليه الرئيس بايدن للرئيس السيسي منذ أسبوعين في اتصال هاتفي معه، وبعدها شهدنا الأسبوع الماضي اجتماع مصري أمريكي إسرائيلي في القاهرة؛ للتباحث حول كيفية إعادة تشغيل معبر رفح، وتمسك المفاوض المصري بموقفه بضرورة تسليمه لإدارة فلسطينية تابعة للسلطة الفلسطينية، لكن إسرائيل اقترحت أن تكون مجموعات محلية من غزة غير تابعة للسلطة ولا حماس، لكن مصر أصرت على هذا الأمر، بأن تكون هناك مجموعات فلسطينية تابعة للأمن الرئاسي الفلسطيني، وأن يتم تشغيل المعبر وفقًا لاتفاقية المعابر الموقعة بين إسرائيل والسلطة الوطنية الفلسطينية عام 2005، وأن يتم تسهيل إدخال ما يقترب من 350 شاحنة مساعدات ووقود يوميًا دون وضع إسرائيل أي عراقيل".

وفي تقديره، أن بلينكن سيستكمل النقاش حول هذا الملف الذي يحتاج بالتأكيد لحسم وضغط أمريكي أكبرعلى إسرائيل في ضوء زيادة المعاناة الإنسانية التي يعيشها سكان قطاع غزة، مضيفًا "أنها معاناة تتحمل مسئوليتها إسرائيل ككيان محتل".

وأكد مرعي، أن زيارة بلينكن للمنطقة وبدئها بمصر، تأتي في ظل تغيرات في الساحة السياسية الإسرائيلية، بعد انسحاب بيني جانتس وأيزنكوت وهيلي تروبر من حكومة الطوارئ، موضحًا أن هذا الإنسحاب لن يؤدي إلى انهيار الائتلاف الحاكم برئاسة نتنياهو الذي لا يزال يحتفظ بـ 64 مقعدًا في الكنيست، لكن بالتأكيد سيزيد من وحدة المعارضة للدفع في اتجاه إجراء انتخابات مبكرة في إٍسرائيل، وقد يدفع في اتجاه تسخين الشارع الإسرائيلي ضد نتنياهو؛ للضغط عليه لإبرام صفقة لتبادل الأسرى وإجراء انتخابات مبكرة.

واختتم قائلًا: "إن مصر لم تتوقف عن ممارسة جهودها الرامية لتخفيف معاناة الأشقاء الفلسطينيين داخل قطاع غزة، بكل الوسائل، وتسعى عبر كل المسارات السياسية والدبلوماسية إلى دفع كل الأطراف لضرورة الضغط على إسرائيل لوقف عدوانها على غزة وقبول المقترح المقدم لوقف إطلاق النار".

أخبار الساعة

الاكثر قراءة