الثلاثاء 18 يونيو 2024

نساء من مصر| بنت الشاطئ.. عائشة عبد الرحمن

عائشة عبد الرحمن

ثقافة13-6-2024 | 09:27

فاطمة الزهراء حمدي

لعبت المرأة المصرية دورًا رياديًا في المجتمع منذ القدم، بداية من القديم الأزل في عهد الملكات الفرعونية كحتشبسوت وميريت رع ونفرتيتي، وغيرهم، فشاركت في الحروب وفي الحكم.

ولم يقتصر دور المرأة على ذلك فهناك الكثير من المفكرات والفيلسوفات والكاتبات والمتميزات في كافة المجالات.. فالمرأة تمثل عمودًا للمجتمع وبها تنهض الأمم.

ابنة شاطيء دمياط .. تعد أول امرأة تُحاضر بالأزهر الشريف، ومن ضمن أوائل من اشتغلن بالصحافة، كما أنها تعد  ثاني أديبة تعمل بجريدة الأهرام بعد مي زيادة،و ألفت أربعين كتاباً في الدراسات الفقهية والإسلامية والأدبية والتاريخية،و دافعت عن حق المرأة في التعليم، إنها الكاتبة المصرية، فهي الباحثة والمفكرة  "عائشة عبد الرحمن" والتي لُقبت بـ"بنت الشاطئ".

ولدت عائشة عبد الرحمن في 6 نوفمبر 1913، في مدينة دمياط بشمال دلتا مصر، كان والدها عالم أزهري، ومُدرسا بالمعهد الديني بدمياط، تعلمت في كُتاب القرية، ثم أتمت حفظ القرآن الكريم، و واجهت صعوبات في بداية دراستها، فتلقت تعليمها في المنزل بسبب رفض والدها دخولها المدرسة فكان مرفوض خروج البنات من المنزل وقت ذلك ، ولكن على الرغم من ذلك أظهرت براعة وتفوق كبير على زملائها وقت الإمتحانات برغم درستها بالمنزل.

والتحقت عائشة بعد ذلك بمدرسة اللوزي الأميرية للبنات، ثم نالت شهادة الكفاءة للمعلمات عام 1929 وكان ترتيبها الأول على القطر المصري، كما حصلت على الشهادة الثانوية عام 1931م، ثم درست بجامعة عين شمس وتخرجت من كلية الأدب قسم اللغة العربية، حتى حصلت علي شهادة الماجستير بمرتبة الشرف الأولى عام 1941 .

وشغلت  "بنت الشاطيء"  العديد من الوظائف والمناصب مهمة ومنها: أستاذة للتفسير والدراسات العليا في كلية الشريعة بجامعة القرويين في المغرب، ثم أستاذ كرسي اللغة العربية وآدابها في جامعة عين شمس بمصر، وعملت أستاذة زائرة لعدة جامعات، كجامعة أم درمان ولجامعة الخرطوم وجامعة الجزائر ولجامعة بيروت ولجامعة الإمارات وكلية التربية للبنات في الرياض، وعملت بمجموعة من الهيئات الدولية المتخصصة ومجالس علمية كبيرة مثل المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بمصر، والمجالس القومية المتخصصة، والمجلس الأعلى للثقافة.

ولم يقتصر عملها بالوظائف الأكاديمية فقط، فبدأت عائشة النشر عندما كانت في الثامنة عشر، في مجلة النهضة النسائية، وبعدها بعامين انطلقت للكتابة في جريدة الأهرام فتعد ثاني امرأة تكتب بها بعد الأديبة مي زيادة، فكانت تنشر مقالتها أسم مستعار بنت الشاطئ نسبه لشاطئ دمياط، حتى لقبها قرائها بهذا الأسم.

وتميزت بنت الشاطئ بغزارة انتاجها الأدبي فكتبت أربعين كتابًا في الدراسات الفقهية والإسلامية والأدبية والتاريخية فهما: التفسير البياني للقرآن الكريم، القرآن وقضايا الإنسان، تراجم سيدات بيت النبوة، الشخصية الإسلامية: دراسة قرآنية.

كما كان لعائشة لها الكثير من المؤلفات الأدبية المعروفة فكان أبرزها: بنات النبي، سكينة بنت الحسين، مع المصطفى، نساء النبي، أم الرسول محمد..آمنة بنت وهب، أعداء البشر، أرض المعجزات.. رحلة في جزيرة العرب.

وقامت عائشة بتحقيق الكثير من النصوص والوثائق والمخطوطات، ولها دراسات لغوية وأدبية وتاريخية أبرزها: نص رسالة الغفران للمعري، الحياة الإنسانية عند أبي العلاء: لم خلقنا؟ وكيف نحيا؟ وإلى أين المصير؟، الخنساء الشاعرة العربية الأولى، مقدمة في المنهج، وقيم جديدة للأدب العربي، تحقيق رسالة الصاهل والشاحج.

وحصلت عائشة عبد الرحمن على الكثير من الجوائز والأوسمة منها: جائزة الدولة التقديرية في الآداب في مصر عام 1978م، جائزة الحكومة المصرية في الدراسات الاجتماعية عام 1956م، والريف المصري، ووسام الكفاءة الفكرية من المملكة المغربية، وجائزة الأدب من الكويت عام 1988م، وفازت أيضا بجائزة الملك فيصل للأدب العربي مناصفة مع وداد القاضي عام 1994م.

كما مُنحت عائشة من عدة مؤسسات إسلامية عضوية لم تحصل عليها غيرها من النساء مثل مجمع البحوث الإسلامية بالقاهرة، والمجالس القومية المتخصصة، وأَطلق اسمها علي الكثير من المدارس وقاعات المحاضرات في العديد من الدول العربية.

وتوفيت عائشة عبد الرحمن في 1 ديسمبر عام 1998م، بسكتة قلبية، عن عمر يناهز 86.