الأربعاء 26 يونيو 2024

"أرميدان".. من سجن المشاهير إلى مزار سياحي

سجن القلعة

الجريمة18-6-2024 | 11:33

هويدا على

يعد "سجن القلعة" شاهدًا على العديد من القصص الإنسانية والتاريخية ويعود تاريخ سجن "أرميدان" أو "سجن القلعة" لأكثر من 150 عامًا.

شُيد السجن ليكون من أكثر السجون أمانًا في ذلك الوقت، ويتكون من ممر طوله حوالي 50 مترًا وعلى كل جانب منه توجد 21 زنزانة، وكل زنزانة تحتوي على سريرين، وشباك علوي صغير بارتفاع 2.5 متر، وباب حديدي يغلق من الخارج به فتحة قطرها 10 سم، بالإضافة إلى ذلك يضم السجن مطبخًا ودورة مياه متسعة.

في تلك الفترة، كان السجن يحتوي على ما بين 80 إلى 100 معتقل، وقد يزداد العدد أو ينقص يوميًا بعد وفاة الخديوي إسماعيل، أصدر الخديوي توفيق قرارًا بتوسعة طاقة السجن الاستيعابية.

وفي عهد الرئيس جمال عبد الناصر، وبعد ثورة يوليو، صدر قرار جمهوري بتوسعة سجن القلعة من جديد، بعد تسلم البوليس الحربي مفاتيحه، قرر الرئيس محمد حسني مبارك تحويله لمتحف يتبع وزارة الثقافة، ليصبح السجن معلمًا تاريخيًا بدلًا من مكان للعقاب ومن أشهر نزلائه ابن تيميه والرئيس الراحل محمد أنور السادات.

كمال ثابت أقدم سجين

أقدم سجين في مصر 

قضى كمال ثابت عبدالمجيد،  45 عامًا خلف القضبان. بدأت قصته قبل حرب أكتوبر 1973 في قريته الديابات الشرقية بمحافظة سوهاج.

كان كمال يبلغ من العمر 21 عامًا عندما قتل اثنين من عائلة أخرى في قريته انتقامًا لمقتل والده، مما أدى إلى الحكم عليه بالأشغال الشاقة المؤبدة لمدة 25 عامًا.

خلال قضاء عقوبته، نشبت مشاجرة بين كمال وسجين آخر من العائلة التي تشاجر معها، انتهت بقتل كمال للسجين الآخر. وتم الحكم عليه بعقوبة إضافية بالأشغال الشاقة لمدة 25 عامًا أخرى.

حاول كمال الانتحار عدة مرات خلال فترة سجنه، وقضى أيامًا مريرة دمرت كل أحلامه وطموحاته. بعد خروجه من السجن، لم يجد له أسرة أو أبناء أو منزل يؤويه، حيث تهدم منزله وتوفى أشقاؤه، ولم يتبق له سوى شقيقته الوحيدة صفية التي كان يقيم لديها.

 

الإفراج والعفو
قررت وزارة الداخلية المصرية الإفراج عن كمال بالعفو بمناسبة ذكرى السادس من أكتوبر، بعد قضائه 45 عامًا في السجن. أقام أهالي قريته احتفالًا له، وعقدت العائلة التي دخل السجن لقتل اثنين من أبنائها جلسة صلح، وأنهت الثأر مع كمال وعائلته.

حاولت السلطات في محافظة سوهاج مساعدته في بدء حياة جديدة، فبدأت بترخيص كشك له والبحث عن شقة لإيوائه، نظرًا لتهدم منزل أسرته أثناء وجوده في السجن، كان كمال يحلم بالزواج من فتاة عشرينية كي ينجب أبناءً يساعدونه على مواجهة مصاعب الحياة، لكنه توفي قبل تحقيق حلمه.