"انظروا إلى عبادي، جاؤوني شعثاً غبراً ضاجِّين، جاؤوا من كل فج عميق، يرجون رحمتي، ولم يروا عقابي" بهذا يباهي المولى -سبحانه وتعالى- أهل السماء بأهل عرفات الذين جاؤوا من كل فج عميق، لذلك "لم يُرَ يوماً أكثر عتقاً من النار، من يوم عرفة"، ثم كان من تمام الفضل صوم "يوم عرفات" لغير الحجاج، فقد ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده".

ويؤدي الحجاج، اليوم السبت التاسع من ذي الحجة 1445هـ، ركن الحج الأعظم، باسطين أيديهم إلي السماء سائلين الله أن يمن عليهم بالعفو والمغفرة والرحمة والعتق من النار.

 الوقوف بعرفة

يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:"الحج عرفة" فمن فاته الوقوف فقد فاته الحج، حسبما أوضح الدكتور إبراهيم أمين، أحد علماء الأزهر الشريف.

وأضاف في تصريح خاص لـ "دار الهلال"، أنه ينبغي للحاج أن يقف بـ "عرفات" جزءاً من الليل أو النهار، فإن جمع بينهما فهذا هو الأكمل؛ أي وقف بالنهار وغابت عليه الشمس وهو على "عرفة"، لذلك الحجاج لايدفعون من عرفة إلا بعد آذان المغرب.

وأردف أمين:"لكن من وقف نهاراً فقد أدرك عرفة، ومن وقف في الليل فقد أدرك الركن أيضاً"، مشيراً إلى أنه مادام الحاج قد أدرك عرفة، فقد أدرك الحج؛ لأن ما بعد ذلك من أركان، يستطيع أن يفعله بعد يوم أو اثنان، وحتى آخر ذي الحجة.

وأكمل العالم الأزهر، إن الحاج إن فاته بعض المناسك؛ لعجز أو ضعف، يستطيع أن يفدي عنها؛ فيذبح شاة أو ماشابه ذلك، ماعدا الطواف بـ "بيت الله الحرام" لابد منه.

 صوم يوم عرفة

وقال أمين، إن صوم يوم عرفة لـ "غير الحجاج" من فضل الله -سبحانه وتعالى- على الأمة، فكما أنه يغفر لأهل عرفات، فإنه فتح الباب أمام أمة النبي -صلى الله عليه وسلم- وجعل لهم صيام "يوم عرفة" يشاركون فيه أهل عرفة في القيام، فهم هناك قائمون، ونحن هنا صائمون، وجعل ربنا -سبحانه وتعالى- لمن صامه تكفير لسنة التي قبله والسنة التي بعده.