الخميس 26 سبتمبر 2024

عيد الأضحى 2024.. ما الحكمة من مشروعية الأضحية وسننها وكيفية تقسيمها؟

الأضحية

تحقيقات16-6-2024 | 10:13

أماني محمد

استقبل المصريون عيد الأضحى والذي تأتي الأضحية فيه من السنن التي يحرص عليها الكثيرون، وحددت الشريعة الإسلامية ضوابط الأضحية والحكمة من مشروعيتها وكذلك أفضل وقت للأضحية وشروط ذبحها.

 

حكم الأضحية

وأكد مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية إن الأضحية سنة مؤكدة حسبما ذهب جمهور الفقهاء، وهو الراجح، واستدلوا بذلك بأحاديث منها ما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن أم سلمة أن النبي قال إذا دخلت العشر وأراد أحدكم أن يضحي فلا يمس من شعره وبشره شيئا.

وشرعت الأضحية في السنة الثانية من الهجرة، حيث ثبتت مشروعية الأضحية بالكتاب والسنة والإجماع، فقد ورد في القرآن الكريم فقول الله تعالى: ﴿ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ﴾ [الكوثر : ٢].

وأما السُّنَّة : فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكِ : «أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ ضَحَى بِكَبْشَيْنِ أَقْرَنَيْنِ أَمْلَحَيْنِ، لَقَدْ رَأَيْتُهُ يَذْبَحُهُمَا بِيَدِهِ، وَاضِعًا عَلَى صِفَاحِهِمَا قَدَمَهُ، وَيُسَمِّي وَيُكَبِّرُ[متفق عليه].

وورد في حَدِيثِ السيدة عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ : قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ: إِنَّ النَّاسَ يَتَّخِذُونَ الأَسْقِيَةَ مِنْ ضَحَايَاهُمْ وَيَجْعَلُونَ فِيهَا الْوَدَكَ، قَالَ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالُوا: نَهَيْتَ أَنْ تُؤْكَل حُومُ الأَضَاحِي بَعْدَ ثَلاثٍ، فَقَالَ: «إِنَّمَا نَهَيْتُكُمْ مِنْ أَجْلِ الدَّافَّةِ الَّتِي دَفَّتْ، فَكُلُوا، وَادَّخِرُوا وَتَصَدَّقُوا» [أخرجه مسلم]، فيما أوضح الأزهر أن الدَّافَةُ : هُمْ جَمَاعَةٌ مِنَ الْفُقَرَاءِ دَفَّتْ أَيْ نَزَلَتْ بِالمَدِينَةِ، فَأَرَادَ النَّبِيُّ ﷺ أَنْ يَتَصَدَّقَ أَهْلُ المَدِينَةِ عَلَيْهِمْ بِمَا فَضَلَ عَنْ أَضَاحِيهِمْ؛ فَنَهَى عَنِ الْإِدْخَارِ فَوْقَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ.

 

الحكمة من الأضحية

وقد شرعت الأضحية لحكم سامية كثيرة، منها الأضحية شكر الله تعالى على نعمتي المال والحياة، والأضحية شعيرة من شعائر الإسلام، وقد شرعت تقربا إلى الله تعالى، واستجابة لأمره، كما أن الأضحية توسعة على النفس والأهل والمساكين، وصلة للرحم، وإكرام للضيف، وتودد للجار، وصدقة للفقير، وفيها تحدث بنعمة الله تعالى على العبد.

والأضحية إحياء لسنة سيدنا إبراهيم الخليل حين أمره الله عز وجل بذبح الفداء عن ولده إسماعيل في يوم النحر، كما أنها دليل على التصديق المطلق والتام بما أخبر به الله عز وجل، وشاهد على صدق إيمان العبد بالله، وسرعة امتثاله لما يحبه ويرضاه، وهي شعيرة يتعلم المؤمن من خلال فعلها الصبر، فكلما تذكر صبر إبراهيم وإسماعيل وإيثارهما طاعة الله تعالى ومحبته على محبة النفس والولد كان ذلك كله دافعا إلى إحسان الظن بالله، وأنه تولد المنحة من رحم المحنة، وأن الصبر سبب العطاء ورفع البلاء.

 

شروط ذبح الأضحية

ووفقا لما أوضحه الأزهر، فهناك عددا من الشروط عند ذبح الأضحية، ومنها:

  • أن يكون الحيوان حيا وقت الذبح.
  • أن يكون زهوق روحه بمحض الذبح.
  • ألا يكون الحيوان صيدا من صيد الحرم.
  • أن تكون الآلة قاطعة.
  • أن يقطع الذابح من الأضحية ما يجب قطعه في الذبح، والأكمل في الذبح قطع الأوداج الأربعة وهي: الحلقوم (مجرى النفس دخولا وخروجا)، المريء (مجرى الطعام والشراب)، الودجان (عرقان في صفحتي العنق).

 

مستحبات ذبح الأضحية

ومن مستحبات ذبح الأضحية، ما يلي:

  • أن يكون بآلة حادة، وأن يُسرع الذابح في ذبحه.
  • استقبال القبلة حال الذبح للذابح والذبيحة.
  • إحداد الشفرة قبل الذبح، وإخفاؤها عن الحيوان قبل ذبحه.
  • أن تُضجع الذبيحة على شقها الأيسر برفق.
  • أن يتولى ذبح الأضحية بنفسه إن كان يحسن الذبح وإلا شهد ذبحها.
  • التسمية والتكبير عند الذبح.
  • سَوْقُ الذبيحة إلى موضع الذبح سوقا رفيقا غير عنيف

 

أفضل وقت لذبح الأضحية

ويبدأ وقت ذبح الأضحية من بعد صلاة العيد، وينتهي - عند الجمهور – عند مغیب شمس ثاني أيام التشريق ثالث أيام العيد، أما الشافعية فينتهي عند مغيب شمس ثالث أيام التشريق (رابع أيام العيد).

وأفضل وقت لذبح الأضحية هو اليوم الأول قبل زوال الشمس ـ أي قبل دخول وقت الظهر بقليل - ؛ لأنه هو السُّنَّة، لما ورد عَنِ البَرَاءِ اللَّهُ أَنَّهُ قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ ﷺ يَوْمَ أضحى إِلَى البَقِيعِ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ، وَقَالَ: «إِنَّ أَوَّلَ نُسُكِنَا فِي يَوْمِنَا هَذَا، أَنْ نَبْدَأَ بِالصَّلاة، ثُمَّ نَرْجِعَ، فَتَنْحَرَ ، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ وَافَقَ سُنَّتَنَا، وَمَنْ ذَبَحَ قَبْلَ ذَلِكَ، فَإِنَّمَا هُوَ شَيْءٌ عَجَّلَهُ لِأَهْلِهِ لَيْسَ مِنَ النُّسُكِ فِي شَيْءٍ مُتَّفَقٌ عليه].

 

دعاء المضحي عند ذبح أضحيته

وقد ورد عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : ذَبَحَ النَّبِيُّ ﷺ يَوْمَ الذَّبْحِ كَبْشَيْنِ أَقْرَنَيْنِ أَمْلَحَيْنِ موجوعين - أي خصيَّيْن ، فَلَمَا وَجَهَهُمَا قَالَ: إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ عَلَى مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا، وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَانِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ مِنْكَ وَلَكَ، وَعَنْ مُحَمَّدٍ وَأُمَّتِهِ بِاسْمِ اللَّهِ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ ثُمَّ ذَبَحَ » [أخرجه أبو داود في سننه، والحديث صحيح بشواهده].

 

كيفية تقسيم وتوزيع لحم الأضحية

يُسن للمضحي أن يأكل من أُضحيته، وأن يهدي الأقارب منها، وأن يتصدق منها على الفقراء، ويجوز له أن يدخر منها. هذا؛ وقد استحب بعض أهل العلم أن يأكل الثلث، ويتصدق بالثلث، ويهدي الثلث.

وقال الأزهر إنه قيل: بل يأكل النصف، ويتصدق بالنصف، فيما قال تعالى: ﴿فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَابِسَ الْفَقِيرَ [الحج : ٢٨].