الثلاثاء 18 يونيو 2024

أعظم المشاهد الإيمانية.. الحجاج يؤدون الركن الأعظم بالوقوف على عرفات

الحجاج

تحقيقات15-6-2024 | 10:15

محمود غانم

في أعظم المشاهد الإيمانية، يؤدي الحجاج، اليوم السبت التاسع من ذي الحجة، ركن الوقوف بعرفات، ضمن مناسك الحج، رافعين أيديهم إلى السماء سائلين الله أن يغفر لهم، وقد جاؤوا من كل فج راجين ذلك.

ويعد الوقوف على صعيد عرفات، ركن الحج الأعظم، إذ قال النبي -صلى الله عليه وسلم-:"الحج عرفة" فمن فاته الوقوف فقد فاته الحج.

وتجهز ضيوف الرحمن، لأداء هذا الركن، في مشعر "منى"، حيث قضوا الجمعة "يوم التروية"، أول محطات مناسك الحج، التي تختتم بـ "طواف الوداع".

ومع دخول اليوم السبت، توافد مليونا حاج إلى صعيد عرفات، حيث كانت خطبة النبي -صلى الله عليه وسلم- الأخيرة، واقفين جنباً إلى جنب، "لا فرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى".

وبدخول صلاة الظهر، يتوافد الحجاج على مسجد "نمرة" حيث سيخطب فيهم الشيخ ماهر المعيقلي، إمام وخطيب المسجد الحرام، ثم يصلي بهم الظهر والعصر جمعاً وقصراً، ولا يصلي قبلهما، ولا بينهما، ولا بعدهما شيئاً.

ومع غروب الشمس، يتوجه الحجاج إلى مشعر "مزدلفة"، حيث يصلون فيها المغرب والعشاء، ويبيتون حتى فجر غد العاشر من ذي الحجة، الذي يرمي الحجاج فيه جمرة العقبة الكبرى، ثم يشرعون في أعمال النحر، وبحلق رؤوسهم، وأداء طواف الإفاضة بالبيت العتيق، والسعي بين الصفا والمروة.

 يوم عرفة

ويعد يوم عرفة من أعظم أيام الله، حيث ينزل -جل في علاه- إلى السماء فيباهي بأهل الأرض أهل السماء، فيقول: انظروا إلى عبادي، جاؤوني شعثاً غبراً ضاجِّين، جاؤوا من كل فج عميق، يرجون رحمتي، ولم يروا عقابي، فلم يُرَ يوماً أكثر عتقاً من النار، من يوم عرفة، ثم كان من تمام الفضل صوم هذا اليوم لغير الحجاج، فقد ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده".

ومن حيث عرفة، أُعلم تمام الدين، حيث روى البخاري ومسلم أن رجلاً من اليهود جاء إلى عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، فقال: يا أمير المؤمنين إنكم تقرؤون آية في كتابكم، لو علينا معشر اليهود نزلت، لاتخذنا ذلك اليوم عيداً. قال: وأيُّ آية؟ قال: قوله: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي}، فقال عمر: والله إني لأعلم اليوم الذي نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والساعة التي نزلت فيها على رسول الله صلى الله عليه وسلم، نزلت عشية عرفة في يوم جمعة.

ومن هناك، ألقى النبي -صلى الله عليه وسلم- "خطبة الوداع" من فوق "جبل الرحمة"، لذلك يحرص الكثير من الحجاج الوقوف على هذا الجبل، تأسياً بالنبي الكريم.