الثلاثاء 18 يونيو 2024

خبير: مايو الماضي شهد تسجيل أعلى الأرقام القياسية العالمية لدرجات حرارة الهواء السطحي والمحيط

السفير مصطفى الشربيني

أخبار15-6-2024 | 11:19

أ ش أ

قال السفير مصطفى الشربيني الخبير الدولي في الاستدامة وتقييم مخاطر المناخ والمراقب باتفاقية باريس للتغير المناخ وعضو مفوضية المجتمع المدني بمنظمة الصحة العالمية بالأمم المتحدة، إن شهر مايو 2024 شهد أبرز نقاط درجة حرارة الهواء السطحي ودرجة حرارة سطح البحر، وكان أكثر دفئًا عالميًا من أي مايو سابق في سجل البيانات.

وأوضح أن متوسط درجة حرارة الهواء السطحي بلغ 15.91 درجة مئوية، أي 0.65 درجة مئوية فوق متوسط النسب المسجلة في شهر مايو خلال الفترة من 1991 حتى 2020 و0.19 درجة مئوية فوق المستوى المرتفع السابق المسجل في مايو 2020، فيما بلغ متوسط درجة حرارة سطح البحر اليومية بالدرجة المئوية فوق المحيط العالمي خارج القارة القطبية 60 درجة جنوبًا و60 درجة شمالًا لجميع فترات الـ12 شهرًا الممتدة من يونيو إلى مايو من العام التالي.

وأضاف السفير الشربيني، في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)، أنه تم الاعتراف بالأمراض المرتبطة بالحرارة على أنها خطر مهني لعقود من الزمن، فعندما تتزايد حالات الحرارة الشديدة يتعرض عدد متزايد من العمال لظروف تسبب الإصابة والمرض والوفاة، فعلى سبيل المثال، أثناء أحداث الحرارة الشديدة، يعاني العمال من أمراض مرتبطة بالحرارة بما في ذلك الإجهاد الحراري وضربة الشمس؛ الإصابات المهنية الناجمة عن التعرض للحرارة العالية مثل الحروق أو السقوط من الدوخة، وتفاقم الحالات الموجودة مسبقًا مثل الربو أو أمراض الكلى أو أمراض القلب، ولهذه العواقب الصحية أيضًا آثار اقتصادية، بما في ذلك فقدان إنتاجية العمال، وزيادة تكاليف الرعاية الصحية، والتهديدات التي يتعرض لها الاستقرار المالي للعمال من فقدان العمل، وتتزايد هذه المخاطر مع زيادة تواتر موجات الحر الناجمة عن تغير المناخ، وأطول أمدا، وأكثر شدة، حيث تجلب أشهر الصيف القريبة حرارة أعلى من المتوسط.

وأوضح أنه وفقا لبيانات منظمة الصحة العالمية تعتبر زيادة درجة الحرارة خطر بيئي ومهني كبير، والإجهاد الحراري هو السبب الرئيسي للوفيات الناجمة عن سوء أحوال الطقس ويمكن أن يؤدي إلى تفاقم الاعتلالات الكامنة بما فيها أمراض القلب والأوعية الدموية وداء السكري والصحّة النفسية والربو، كما يمكن أن يزيد خطورة التعرّض للحوادث وانتقال بعض الأمراض المعدية، وضربة الشمس هي حالة طبية طارئة تسبّب ارتفاعاً في معدّل الوفيات الناجمة عنها..مشيرا إلى أنه يتزايد بإطراد عدد المعرضين للحرارة الشديدة بسبب تغيّر المناخ في جميع أقاليم العالم، وقد زادت الوفيات الناجمة عن الحرارة بين من تزيد أعمارهم على 65 عاماً بنسبة 85% تقريباً في الفترة الواقعة بين (2000 و2004) و(2017 و2021).

ونوه الشربيني إلى أن الدراسات أثبتت أن الفترة الواقعة بين عامي 2000 و2019 شهدت وفاة 489 ألف شخص تقريباً بسبب الحرارة سنوياً، منهم نسبة 45% في آسيا و36% في أوروبا، وتشير التقديرات إلى أن أوروبا لوحدها استأثرت في صيف عام 2022 بنحو 672 ر61 ألف وفاة إضافية ناجمة عن الحرارة، كما شهد الاتحاد الروسي في عام 2010 وفيات إضافية بلغت 56 ألف حالة وفاة خلال موجة الحر التي اجتاحت البلد لمدة 44 يوماً.

وتابع: "تتشكل خطورة التعرّض للحرارة بفعل عوامل فسيولوجية، مثل العمر والحالة الصحّية، وعوامل التعرّض مثل المهنة والظروف الاجتماعية والاقتصادية على حد سواء، ويمكن التنبؤ بالآثار السلبية للحرارة على الصحّة، كما يمكن الوقاية منها إلى حد كبير بفضل اتباع سياسات وتنفيذ تدخلات محدّدة ومتعدّدة القطاعات في مجال الصحّة العامة، ويمكن أن يؤدي العمل بشأن تغيّر المناخ مع التأهب الشامل لمواجهة المخاطر وإدارتها إلى إنقاذ الأرواح في الوقت الحاضر وفي المستقبل.

وأكد أن ما يثير القلق أن الأشهر الـ 12 الماضية حطمت أرقامًا قياسية لم يسبق لها مثيل، ويرجع ذلك أساسًا إلى انبعاثات غازات الدفيئة وسيستمر ذلك الارتفاع حتى 2050 وحتى نصل إلى صافي انبعاثات عالمية صفر، فسيستمر المناخ في الدفء، وسيستمر في تحطيم الأرقام القياسية، وسيستمر إنتاج المزيد من الأحداث المناخية المتطرفة إذا اخترنا الاستمرار في إضافة الغازات الدفيئة إلى العالم.

وقال السفير مصطفى الشربيني إن أبرز المعالم الهيدرولوجية لشهر مايو 2024، أنه كان أكثر رطوبة من المتوسط في معظم أنحاء العالم، وقد أدت الأمطار الغزيرة إلى فيضانات واسعة النطاق وما يرتبط بها من أضرار في الكثير من المناطق ، وأكثر جفافاً من المتوسط.

وفي مايو 2024، كان الطقس أكثر رطوبة من المتوسط في أجزاء من الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، وفي جنوب غرب آسيا، شهدت أفغانستان هطول أمطار وفيضانات استثنائية، وضربت الأعاصير اليابان وشمال الفلبين وجنوب الصين، وتشمل المناطق الأكثر رطوبة من المتوسط جزءًا من أستراليا وجنوب شرق إفريقيا، وشهد جنوب البرازيل هطول أمطار غزيرة مما أدى إلى تفاقم الفيضانات الشديدة في أبريل، وشوهدت ظروف أكثر جفافا من المتوسط في شمال المكسيك، ومناطق من الولايات المتحدة الأمريكية، وكندا، التي شهدت حرائق الغابات، وكذلك في جميع أنحاء آسيا، في معظم أنحاء أستراليا وجنوب إفريقيا وأمريكا الجنوبية.

وكان أبرز معالم الجليد البحري في مايو 2024 في القطب الشمالي أقل بقليل من المتوسط، كما كانت في مايو 2022 و2023 وكان مدى الجليد البحري في القطب الجنوبي أقل بنسبة 8% من المتوسط، وهو سادس أدنى نطاق لشهر مايو في سجل بيانات الأقمار الصناعية، وأصغر بشكل ملحوظ من حيث الحجم القياسي 17% المسجل في مايو 2023.

وكان متوسط درجة الحرارة لفصل الربيع من مارس-مايو 2024 هو الأعلى على الإطلاق لهذا الموسم، حيث كان أكثر دفئًا بمقدار 1.50 درجة مئوية من متوسط 1991-2020 لهذا الموسم، وأكثر دفئًا بمقدار 0.36 درجة مئوية من أدفأ ربيع سابق، في عام 2014.

وكان ربيع 2024 أكثر رطوبة من المتوسط في معظم أنحاء أوروبا الغربية وإيطاليا وأقصى غرب روسيا وجزء من جنوب القوقاز بالإضافة إلى أجزاء من شبه الجزيرة الأيبيرية وجنوب فينوسكانديا ، تم تسجيل هطول الأمطار الموسمية القياسية في أجزاء من فرنسا وإيطاليا وهولندا وبلجيكا وأيرلندا، وعلى العكس من ذلك، كان الطقس أكثر جفافاً من المتوسط في شمال الدول الاسكندنافية ومعظم أوروبا الشرقية وشرق إسبانيا.

وكانت الفترة من مارس إلى مايو 2024 أكثر رطوبة من المتوسط في أجزاء من أمريكا الشمالية، وشبه الجزيرة العربية، وأجزاء من جنوب غرب ووسط آسيا، واليابان، وشرق الصين، وكان الخريف الأسترالي أكثر رطوبة من المتوسط في معظم أنحاء أستراليا وشرق الجنوب الأفريقي وجنوب البرازيل.

وتشمل المناطق الأكثر جفافاً من المتوسط الجنوب الغربي وأجزاء من المناطق الداخلية للولايات المتحدة الأمريكية وكندا، وغرب بحر قزوين، وعبر آسيا الوسطى وجنوب الصين، ومناطق أستراليا، ومعظم أمريكا الجنوبية وجنوب إفريقيا.