في لقاء نُشر بمجلة الهلال في عددها الصادر في 1 أكتوبر 1959، تحت عنوان «اعترفاتي» استعرض الأديب الكبير يوسف السباعي هوايته لفن القصة، وسر اختياره لهذا الفن.
قال يوسف السباعي: "هويت فن القصة وأنا في الرابعة عشرة من عمري، وكنت قد قرأت معظم ما ترجمه أبي عن آساطين القصة في أوروبا مثل تشيكوف وموبسان وغيرهما.. وكنت أشترك مع أبي في مراجعة تجارب (بروفات) ما يطبعه من الكتب وكان كثيرا ما يأخذ رأيي فيما يكتب، ولست أدري على التحقيق أهي الوراثة أم تأثير البيئة هو ما جعلني أتلهف إلى كتابة القصة.
وأوضح السباعي، "وجدت نفسي في تلك السن أحاول الكتابة، وقد استطعت بعد سنة من بدء المحاولة أن أنشر بعض ما كتبت في بعض المجلات الأدبية المعروفة، كمجلة الهلال الشهرية والمجلة الجديدة التي كان يصدرها أحمد الصاوي، وغنى عن البيان أن الكاتب الذي أثر في مجرى حياتي ووجهني هذا التوجيه هو أبي".
وأضاف، "اخترت فن القصة دون غيره لأني كما قلت كنت أكثر انطباعا به منذ الصغر لكثرة ما قرأت منه، وربما لأن موهبتي قد دفعتني إلى ذلك، ولو كنت أملك موهبة الشاعر لجرفني تيار الشعر.. على أني لا أعتقد أن الفنان يختار فنه وإنما تفرضه عليه موهبته"..