تأتي اللحوم على رأس أصناف الطعام في مائدة الأسرة المصرية في عيد الأضحى، ومع فوائدها الصحية، يحذر خبراء التغذية من الإكثار من تناول اللحوم وخاصة لبعض الفئات حيث تؤدي لمضاعفات جانبية وتضر بالصحة.

مضاعفات الإكثار من تناول اللحوم

وتوضح الدكتورة منال عز الدين، الباحث بمعهد تكنولوجيا التغذية بوزارة الزراعة، إن الكمية المسموحة من اللحوم يوميا للشخص السليم يجب ألا تزيد عن ربع كيلوجرام يوميا، بشرط الخروج والمشي والحركة بعد وجبة الغداء، أما أصحاب الأمراض المزمنة يجب ألا تزيد كميتهم من اللحوم يوميا عن ثمن كيلوجرام (125 جراما يوميا)، كما يجب الإكثار من الحركة والمشي.

وأوضحت في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن الأشخاص أصحاب أمراض الكلى البروتين يكون عبئا على الكلى لديهم مما يسبب لهم المضاعفات، مضيفة أن الإكثار من تناول اللحوم يضر أيضا بالأشخاص الآخرين من غير أصحاب الأمراض، فقد يسبب لهم مشكلات في الهضم مما يؤدي إما إلى إمساك أو إسهال، وكذلك حدوث حالات تلبك معوي وعسر الهضم، وهو أمر يزداد في الأعياد والمناسبات المرتبطة بالاكل.

وقالت إن الإكثار من اللحوم يؤدي أيضا لزيادة معدل  الكوليسترول واليوريك اسيد، لذلك يجب تقليل قطع الدهون في اللحوم قد الإمكان، مؤكدة أن اللحوم بقدر ما هي لذيذة ومفيدة لكن الإكثار منها مضر وخاصة لأصحاب أمراض الكلى وحصوات المرارة والكوليسترول المرتفع في الدم وهؤلاء يجب لهم تناول وفقا لتعليمات الطبيب، لأنه في بعض الحالات من أمراض الكلى يمنع تماما المريض من تناول اللحوم.

ونصحت بضرورة تناول المياه بكميات لا تقل عن 3 لترات يوميا، لأن ذلك يقلل من كمية الأملاح التي دخلت الجسم، في ظل ارتفاع درجات الحرارة، حتى لا يصل لمرحلة الجفاف، مضيفة أن مريض ضغط الدم يجب أن يستهلك الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم مثل الخيار والموز والكنتالوب والبطيخ، مع ضرورة الابتعاد عن الحلويات الشرقية والسكريات والجاتوهات.

وعن أفضل طريقة لتحضير اللحوم قالت إما الشواء أو السلق، فالسلق هي أفضل الطرق لأصحاب الأمراض المزمنة لأنه يخلصها من الدهون، مضيفة أن أصحاب الأمراض المزمنة يمكنهم تناول اللحوم الضاني لكنها تكون مليئة بالدهون، لذلك يفضل لهم تناول اللحوم البتلو لأنها أكثر ليونة والدهون بها قليلة، لكن في حالة تناول الضاني يجب نزع الدهون منها وأن تكون قطعة واحدة فقط.

نصائح لتناول اللحوم

وقالت باحث التغذية إن اللحوم تعتبر مصدر للبروتين الحيواني اللازم لبناء انسجة الجسم ،وتحتوي على فيتامين بي 12، اللازم لسلامة كرات الدم الحمراء وتحتوي على الحديد الذي يحمي من الانيميا والسيلينيوم الذي يدعم الجهاز المناعي، مشددة على ضرورة عدم الإفراط أو التفريط.

وأكدت أنه يجب تناول الخضروات سواء السلطة أو الخضار المطهي، والبدء بتناولها أولا، لأن ذلك سيملئ جزء من المعدة ويزيد من الشعور بالشبع، كما أنها تحتوي على فيتامين سي والذي يساعد على امتصاص الحديد من اللحوم، فينصح بتناول نصف الوجبة من الخضروات وربعها من الفتة والربع الأخير من اللحوم.

كيفية تخزين لحوم الأضاحي

وعن كيفية تخزين لحوم الأضاحي في ظل ارتفاع درجات الحرارة، نصحت بضرورة تبريد اللحوم بشكل كامل بعد الذبح، وذلك من خلال رصها على رف الثلاجة بطريقة مسطحة، ولا تكون مكدسة فوق بعضها البعض، وإذا كانت الكمية كبيرة من اللحوم فيمكن فردها على مفرش فوق طاولة أو سفرة المنزل، وتركها حتى تبرد وتشغيل المروحة أو التكييف عليها، وإبعادها عن مصدر الحرارة أو ضوء الشمس، لمدة من 4 لـ6 ساعات حتى يحدث لها عملية "تشميع"، أي تكون أكثر جفافا.

وأوضحت أن الهدف من هذه العملية زيادة فترة صلاحية اللحمة وألا تأخذ وقتا أثناء الطهي، كما أن طعمها يكون أطيب، لأنه يكون حامض اللاكتيك أثناء عملية تشميع أو تبريد اللحم، وهذا مسئول عن الصلاحية والمذاق الجيد وسرعة الطهي، مضيفة أن تفريز وتخزين اللحوم بشكل مباشر بعد عملية الذبح، يتغير لونها للأخضر وتفسد لأنها تكون ساخنة بعض الشيئ، كما يجب عند التخزين في الفريزر ترك مساحة بين الأكياس وألا تكون الأدراج أو الوحدة مكتومة باللحم وترك المجال لدورة التبريد أن تمر، وترك فترة زمنية تقدر بنحو نصف ساعة بين كل كمية لضمان حصول كل كيس على درجة من البرودة والتجمد.