الخميس 27 يونيو 2024

نقش الشهادتين والآيات القرآنية على العملات الأوروبية..كيف آثرت الحضارة الإسلامية على أوروبا

عملة المانكوس للملك أوفا المنقوش عليها الشهادتين

ثقافة19-6-2024 | 08:25

إسلام علي

وجد المستكشفون الآثاريون، العديد من القطع النقدية الإسلامية في كل من ألمانيا وفنلندا والعديد من البلدان الإسكندنافية والتي ترجع إلى مايقارب 1500 عام، تؤكد العلاقات الإقتصادية والتجارية بين الدولة الإسلامية والعديد من الدول الأوروبية.

 

وذكر كتاب التراث الإسلامي في عالمنا ألف اختراع، أن العديد من العلماء في إنجلترا قاموا بالحفريات التي أدت إلى اكتشاف عملة ذهبية تعود إلى عهد الملك أوفا، ملك مرسيا، وهي إحدى المدن في وسط إنجلترا، كانت العملة نسخة مطابقة للدينار الذهبي الذي سكه الخليفة المنصور العباسي.


عرفت هذه العملة باسم "المانكوس الذهبي" وتؤرخ لعام 157 هجري، وتعادل 30 بنسا فضيا، وأمر بسكها الملك أوفا في القرن الثامن الميلادي، حملت العملة على أحد وجهيها الشهادتين، بينما نقش على الوجه الآخر اسم الملك أوفا باللاتينية.

 

يرجع المانكوس إلى أكثر من 1230 سنة وكان نقش عليه العديد من الكلمات العربية مثل "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، محمد رسول الله وشهادة أخرى، ونقش على هامش العملة: "محمد رسول الله الذي أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله".

 

اختلف العلماء في الأسباب التي دفعت الملك أوفا إلى محاكاة عملة عربية، فيرجع البعض إنه اعتنق الدين الإسلامي، ولكن هناك أقاويل أخرى وهي الأكثر احتمالا أنه صنعه للتجارة، أو ليستخدمه الحجاج المسيحيون عندما يسافرون إلى القدس عبر الأراضي العربية.

 

امتلك علماء الآثار دليلا يرجح أن عملة المانكوس لم تكن عربية الصنع بسبب الأخطاء المتعددة في النص الأصلي على العملة، فكلمة "الملك أوفا المنقوشة بخط كوفي جاءت مقلوبة، وفي كلمة "سنة" خطأ إملائي، ولذا فالمرجح أن الذي تولى سكها صانع سكسوني قلد القطعة العربية.

 

بينت القطع الآخرى المكتشفة، أن الملك أوفا ابتكر بنسا فضيا قصد به تقليد الوزن والكلمات على نصف درهم عباسي، ولم يكن الملك أوفًا الحاكم الوحيد من غير المسلمين الذي سك عملة عربية، ففي القرن الحادي عشر، سك الأمير الإسباني الكاثوليكي ألفونسو الثامن عملة زخرفية نقش عليها كلمات عربية تفيد بأنه "أمير الكاثوليك"، وأن البابا في روما هو إمام كنيسة المسيح".