أظهرت عقود من الأبحاث الأكاديمية، ارتباط الفترات التي يمر بها بعض كوكب الأرض بالحر الشديد سواء من ارتفاع درجات الحرارة فوق المعتاد أو من عاصفة شمسية، بالحروب الأهلية والنزاعات والعنف بين الأفراد في المجتمع، ورجح البعض أنه هناك علاقة تجمع بين درجات الحرارة المرتفعة والمنخفضة والسلوك الإنساني.
تحدث البعض عن أن ظاهرة ارتفاع الحرارة ترتبط بتدمير المحاصيل الزراعية والتي يترتب عليها الاضطرابات داخل الدول المدنية، وآخرون خلصوا بأن هناك بعض التصرفات العدوانية التي تحدث نتيجة الشعور بالحر الشديد، وفقا لتقارير أخرى فإن اضطرابات درجة الحرارة لا تؤثر بشكل مباشر على صنع القرارات.
ونشر موقع "Live science” بحثا نشره روبرت بيكمانز، وهو باحث دكتوراه في جامعة كاليفورنيا، تحدث فيه عن تأثير درجات الحرارة المختلفة على قرارات الإنسان، قام الفريق المعاون للباحث بتجنيد 900 مشارك من كاليفورنيا و1000 مشارك من كينيا، ووضع جزء منهم في غرفة درجة حرارتها 22 والجزء الأخر في غرفة درجة حرارتها 40 درجة وخضعوا لسلسلة من الاختبارات لصنع القرار والإدراك.
شعر الأشخاص في الغرف التي كانت درجة حرارتها 30 بالنعاس ولكن قدرتهم لم تتأثر في اتخاذ القرارات المختلفة، إذ أن الفارق فقط بين الغرف التي ترتفع فيها درجة الحرارة والتي تنخفض فيها هو المرونة في اتخاذ القرارات، وبعد ذلك تم اختبار المشاركين بشكل أخر عن طريق لعبة وهمية.
تبدأ هذه اللعبة عن طريق عرض مبلغ من المال على الشاشة ويتنافس في تلك اللعبة فرد من اللذين يقبعون داخل الغرف الساخنة مع شخص آخر يقبع في الغرف البادرة، وكان يطلب من المتسابقين حذف مبلغ من الرصيد الحالي المتواجد على الشاشة من الخصم بدون إي تأثير حقيقي، وكان هدف هذه اللعبة الحقيقي هو معرفة العلاقة بين درجة الحرارة المختلفة والسلوك العدواني.
ووجد بأن الأشخاص القابعين في الغرف الساخنة يقومون يشطب مبالغ أكبر من رصيد الآخرين القابعين في الغرف الباردة، تشير نتائج الدراسة، إلى أن درجات الحرارة المرتفعة قد تزيد من السلوك العدواني، خاصة في ظل ظروف التوتر الاجتماعي والاقتصادي وتشير الدراسة أيضا إلى أن تأثير الحرارة على السلوك قد يختلف اعتمادًا على السياق الاجتماعي والثقافي.
وقال بيكمانز، أنه أكمل أبحاثه في كاليفورنيا حول إبقاء المشاكرين لمدة ساعتين في درجة حرارة 30، ورأى أنه لا يوجد تآكل كبير في القدرة، على الرغم من أن الناس يظهرون بعض التراجع في أنواع معينة من التفكير وتجاوز دوافعهم الداخلية.