مع سحب فتيل الحرب بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي، وتوسع الصراع حيث بدأ حزب الله اللبناني في مساعدة المقاومة في الداخل من خلال إطلاق صواريخ على مواقع إسرائيلية على الحدود اللبنانية، إلا أن اشتداد الصراع تسبب في فتح عدة جبهات على إسرائيل فمن ناحية لبنان حزب الله ومن الداخل المقاومة الفلسطينية، ومن البحر اليمن.
إلا أن الأيام الأخير للصراع شهدت توسع على الجبهة الشمالية حيث بدأت حزب الله في إطلاق طائرات مسيرة على الأراضي الإسرائيلية من بينها الهجومية وأخرى اسكتشافية مخابراتية.
وكانت عرضت حزب الله مقطع مصور بدقة لمواقع إسرائيلية حساسة صورتها طائرة مسيرة اسكتشف مناطق عديدة في حيفا.
الأمر الذي جعل إسرائيل تعيد تنظيم دفاعاتها مرة أخرى، خوفًا من تكرار تلك الاختراقات.
ومع احتدام الصراع بين حزب الله وإسرائيل قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، في تصريحات له اليوم إن خطر توسع الحرب في المنطقة حقيقي، معربًا عن قلقه من التطورات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية وان تصبح لبنان غزة جديدة.
تطورات الجبهة الشمالية من الصراع
نشر حزب الله اللبناني مؤخراً مقطع فيديو مصور يظهر مشاهد استطلاع جوي لمناطق في شمال إسرائيل، وأكد أن هذه المشاهد التقطت عبر طائرة مسيرة تابعة للحزب. الفيديو، الذي يمتد لمدة تسع دقائق، يتضمن مشاهد لمدينة حيفا، تظهر مؤسسات مهمة مثل مجمع "رفائيل" للصناعات العسكرية، ومنطقة ميناء حيفا التي تضم قاعدة حيفا البحرية، وميناء حيفا السيفي، ومحطة كهرباء حيفا، بالإضافة إلى خزانات نفط ومنشآت بتروكيميائية، وفقاً لوكالة الأنباء اللبنانية.
كما ظهر في الفيديو مبنى قيادة وحدة الغواصات، والسفينتين "ساعر 4.5" و"ساعر 5" المخصصتين للدعم اللوجستي.
وأشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن المقاطع المصورة التي نشرها حزب الله اللبناني تكشف عن مواقع حساسة في منطقة الجليل بما في ذلك أنظمة دفاع جوي وقاعدة بحرية.
فيما أعلن يوم الثلاثاء الماضي، حزب الله اللبناني عن استهداف دبابة ميركافا داخل موقع حدب يارين باستخدام طائرة مسيرة مهاجمة، وتمكنوا من إصابتها بشكل مباشر.
وأوضح حزب الله في بيان له أن الهدف من استهداف الدبابة بواسطة طائرة مسيرة كان لدعم سكان قطاع غزة، الذين يواجهون قصفاً مستمراً لليوم الـ256 على التوالي.
وقد بدأت الاشتباكات بين حزب الله وإسرائيل منذ أشهر، بالتزامن مع الحرب الشرسة التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة، وقد تمثل هذه الأعمال القتالية أسوأ صراع بين الطرفين منذ حرب عام 2006.
حسن نصر الله يهدد إسرائيل
في خطابه خلال تأبين قيادي بارز في صفوف حزبه، أعلن الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، يوم الأربعاء الماضي، أن الحزب سيكافح دون قيود أو حدود في حال اندلاع حرب واسعة مع إسرائيل.
وشدد على أن احتمال انزلاق الأمور إلى نزاع كبير مع إسرائيل وارد.
كما حذر من أنه في حال بدء النزاع، لن يكون هناك مكان آمن في إسرائيل من هجمات حزب الله، بما في ذلك الأهداف في البحر المتوسط.
وأكد الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، أن العدو يدرك تماماً أنهم مستعدون لأسوأ السيناريوهات، مشيراً إلى أن إسرائيل لن تكون آمنة من صواريخ حزب الله في أي مكان، سواء برا أو جوا أو بحرا. وأضاف أنه يجب على الكيان الإسرائيلي أن يتوقع استجابة من الحزب في كل الأبعاد.
كشف نصر الله أن الحزب يمتلك قدرات قتالية قوية لا يعلم بها "العدو" سوى القليل، مؤكداً أن إسرائيل يجب أن تخاف إذا تم تصعيدها إلى مستوى الحرب.
كما أعلن عن حصول الحزب على "أسلحة جديدة"، مشيراً إلى إمكانية استخدامها في المستقبل.
قال زعيم حزب الله إن هذه هي المرة الأولى منذ عام 1948 التي يتشكل فيها حزام أمني في شمال إسرائيل وتهجير هذا العدد الكبير من السكان نتيجة للضربات التي نفذها الحزب.
وأكد أن هناك محاولات لفصل جبهتي لبنان وغزة، لكنه شدد على أن جبهة الإسناد اللبنانية أثرت بشكل كبير في مسار المعركة ضد إسرائيل.
وأشار إلى أن عمليات حزب الله ساهمت في استنزاف القوات الإسرائيلية على عدة أصعدة، بما في ذلك إشغال أكثر من 100 ألف جندي وضابط إسرائيلي في جبهة الشمال.
وأضاف أن الجبهة اللبنانية وغيرها كانت حاضرة بقوة في طاولة المفاوضات لوقف إطلاق النار في غزة، مشيراً إلى أن الحزب كان يوثق الخسائر التي لا يعترف بها الجيش الإسرائيلي.
قبرص في مرمى النيران
ومن ناحية أخرى، حذر حسن نصر الله لأول مرة قبرص، مؤكداً أن الحزب قد يعتبرها جزءاً من الصراع إذا استمرت في السماح لإسرائيل باستخدام مطاراتها وقواعدها لتنفيذ تدريبات عسكرية أو شن هجمات على لبنان.
وأوضح أن فتح القواعد القبرصية أمام العدو الإسرائيلي لاستهداف لبنان يعني أن حكومة قبرص أصبحت جزءاً من النزاع، وسيتم التعامل معها كجزء من الصراع من قبل المقاومة.
جاءت تصريحات نصر الله رداً على إعلان الجيش الإسرائيلي موافقته على خطط عملياتية لشن هجمات في لبنان.
«جوتيريش» يعرب عن قلقه بتوسع الصراع في الشمال
خلال مؤتمره اليوم، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، عن قلقه العميق بسبب تصاعد التوتر بين إسرائيل وحزب الله اللبناني. أكد أن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة تعمل بجدية على تهدئة الوضع وتجنب التقديرات الخاطئة.
وحذر جوتيريش من أن "خطوة متهورة واحدة أو تقدير خاطئ واحد يمكن أن يؤدي إلى كارثة تتجاوز الحدود بكثير، وبصراحة تفوق الخيال". وأضاف بوضوح قائلاً: "لا بد لنا من فهم أن شعوب المنطقة والعالم بأسره لا يمكنهم أن يتحملوا أن يصبح لبنان غزة أخرى".
أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، عن قلقه العميق إزاء التصعيد بين إسرائيل وحزب الله على طول الخط الأزرق، الذي حدده الأمم المتحدة بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من لبنان في عام 2000.
وأضاف جوتيريش: "نشهد تصعيداً في التبادل المستمر للقصف، وتصعيداً في الخطاب العدائي من كلا الجانبين، مما يشير إلى اقتراب حرب شاملة".
وحذر من أن "خطر توسع النزاع في منطقة الشرق الأوسط حقيقي ويجب تجنبه. أي خطوة غير مدروسة أو خطأ في التقدير قد يؤديان إلى كارثة تتجاوز الحدود بكثير، بصراحة، إلى كارثة لا يمكن تصورها".
ومع تصاعد نطاق الحرب بين حزب الله اللبناني وارتفاع صوت الخطابات العدائية من كلا الجانبين، هل تدخل حزب الله وإسرائيل في حرب مباشرة بين عناصرها، على أرض الميدان؟.