السبت 29 يونيو 2024

هدى شعراوي رائدة الحركة النسائية المصرية.. «نصيرة المرأة»

هدى شعراوي

ثقافة27-6-2024 | 01:53

همت مصطفى

هي إحدى أيقونات النشاط السياسي المصري ومجال  حقوق المرأة، قثررت أن تصنع لنفسها كيان خاص ومتفرد بها، اعتزازا  بكونها امرأة، وكانت أول سيدة مصرية تحلُم بتغير الوضع السياسي في مصر نحو الأفضل،  فقامت مؤسسة الاتحاد النسوي المصري،  من أجل الاعتراف بذاتها وشخصيتها المستقلة، هي الرائدة السياسية  هدى شعراوي.

ونشهد اليوم ذكرى ميلاد  هدي شعراوي، حيث ولدت باسم«نور الهدى محمد سلطان الشعراوي» في 23 يونيو 1879م بمحافظة المنيا.، وكان والدها محمد سلطان باشا أول رئيسًا لمجلس النواب المصري في عهد الخديوي توفيق، ووالدتها إقبال هانم فهي من أصول شركسية، إنها الصحفية والشاعرة هدى شعراوي.

 

 تزوجت هدى شعراوي  من علي باشا، في عام 1893م،  وهو ا يُعد أحد أعضاء الجمعية التشريعية وكانت في عمر الثانية عشرة عامًا، لُقبت بالشعراوي نسبة لزوجها على باشا شعراوي ابن عمها، وكان من أعيان محافظة المنيا.

في غضون ثلاث سنوات رُزِقت بطفلين، وُلدت ابنتها التي سمَّياها بُثينة في عام 1903م، وكانت زوجة محمود سامي باشا البارودي. وتبعها صبي، وهو محمد في 1906م، وأصبح فيما بعد عضو مجلس الشيوخ.

كان لزواج  هدى شعراوي  في سن مبكر أثر عميق في حياتها، فحين قامت للنضال وضعت في مطلع مطالبها تحديد سن الزواج للفتاة وأن يكون ستة عشر عامًا، ونجحت في الوصول لذلك عام 1924م.

وفي عام 1906م، لاحظت ترهل الفتيات، فأنشأت ملعبًا لهن لممارسة النشاط الرياضي، ولكن لم يذهب إليه أحد من الفتيات، وفي عام 1907م، أسست جمعية لرعاية الأطفال، وفي عام 1908م، طالبت جامعة القاهرة بتخصيص قاعة للمحاضرات النسائية والاجتماعية ، وفي عام 1909م، اشتركت في تأسيس "مبرة محمد علي" أي جمعية خيرية للأطفال المرضى، وتم تحويل أحد المباني الصغيرة بشارع البراموني ليكون مقرًا لها.

وفي عام 1919م، اُنتُخِبت رئيسة للجنة الوفد المركزية للسيدات. وكان أبرز ما قامت به قيادة التظاهرات، التي تطالب بالاستقلال، وكانت تلك أول مسيرة نسائية واجهها المجتمع بالذهول.

كان  للرائدة النسوية هدى شعراوي ر دور قوي عندما قامت ثورة 1919م حيث اجتمعت بسيدات من مصر في 16 مارس بالكنيسة المرقسية، ونظمت اللجنة التنفيذية لنساء الوفد مظاهرة ضد الاحتلال، كما كانت أول من دعت لتحرير المرأة، وعبرت عن ذلك بخلع برقع الوجه، 

 

وفي عام 1923م، أنشأت أول اتحاد نسائي في مصر، وكانت اهتمامه موزع على ثلاث قطاعات:أولها .. لقطاع السياسي: ونشاطه يرتكز على مساندة الحركة الاستقلالية، وتعديل الدستور و القطاع لاجتماعي: و والذي اختص بالاهتمام بالتعليم، وحماية الصناعات الوطنية وتشجيعها – وكانت تُرسل على فقتها الشخصية حرفين إلى إيطاليا وفرنسا وغيرها من الدول المتفوقة صناعيًا وفنيًا، ليدرسوا ثم يعودوا فيطبقوا ما اكتسبوه في معامل أنشأتها من مالها الخاص. وأيضًا تعميم المستشفيات وتحديد مسؤولية الوالدين تجاه أولادهم، وتنظيم أوضاع السجون، ومحاربة البدع والخرافات، وبناء مصحات وحدائق للأطفال، وحماية اليد العاملة، وإنشاء المجمعات التعاونية الزراعية، وإدخال أصناف زراعية جديدة.

القطاع الثالث، ويختص بالمرأة: من حيث تحقيق مطالبها في التعليم والانتخاب وإصلاح قوانين الزواج، وتحديد سن الزواج، ومنع تعدد الزوجات، وتحديد شروط الطلاق.

وفي عام 1922م، توفى زوجها، وترك لها ثروة ضخمة، أنفقت منها مبالغ طائلة، على المساعدات الاجتماعية، وعلى القطاعات الثلاث في الاتحاد النسائي، في عام 1925م، انخرطت في مشروع آخر وهو وصول المرأة إلى التعليم الجامعي، وفي عام 1926م، أنشأت «نادي الاتحاد النسائي»، وكان تنظيمًا ثقافيًا واجتماعيًا لأعضاء ورُعاة الاتحاد النسائي المصري.

وفي عام 1938م، نظمت أول مؤتمر نسائي للدفاع عن القضية الفلسطينية.

وفي عام 1947م، أُصيبت بأزمة قلبية حادة، عندما سمعت بخبر تقسيم فلسطين، ولكنها لم تخضع لها، بل قامت لتكتب وتضع خطة للاشتراك المرأة في حرب فلسطين، وآخر ما خط قلمها، نقاط مختصرة هي مؤشرات على دروب النضال، ورحلت هدى شعراوي  عن عالمنا في 13 ديسمبر عام 1947م، عن عمر يناهز 68 عامًا، تاركة بصمة واضحة ولامعة في الحياة السياسية والاجتماعية، وظل نضالها نحو استقلال المرأة هو تاج العلى الذي ترتديه كل امرأة حتى ذلك الوقت.