الجمعة 19 يوليو 2024

«آنا أخماتوفا» أشهر شاعرات روسيا.. عارضت الثورة البلشفية وواجهت «ستالين»

آنا أخماتوفا

ثقافة19-7-2024 | 18:38

همت مصطفى

تعتبر «آنا أخماتوفا» من أبرز شاعرات روسيا في عهد الاتحاد السوفيتي، وكانت من أكثرهن إثارة للجدل، لكنها تعتبر من أشهرالمؤثرين في الشعر الروسي، وتُرجمت أعمالها إلى العديد من اللغات، وتم اعتبارها من أشهر شعراء الروس في القرن العشرين.

 

ولدت «آنا» باسم لآنا أندرييفنا جورنكو  في  «بلشوي فونتان» إحدى ضواحي أوديسا الأوكرانية 23 يونيو 1889م لأبوين هما «أندريه أنطونوفيتش جورينكو واينا ايرازموفنا»، وبعد عامين من ولادتها انتقلت أهلها للعيش في تسارسكويه سيلو في بطرسبورج.

 

وتطلق والداي  «آنا» وانتقلت ووالدتها إلى يفباتوريا ثم إلى كييف لتكمل تعليمها، فتعرفت هنالك على «نيقولاي جوميلوف الذي ارتبط بها عام 1910 منجبة منه ليف غوميلوف ابنها الوحيد، واستمر الارتباط إلى إن تمت علاقتهما بالطلاق وذلك عام 1918، ثم تزوجها بعد ذلك عالم الآشوريات فلاديمير شليكو، وفي 1922 تغير الحال عندما انفصلت عن «فلاديمير»، لتعيش مع الناقد نيكولاي بونين الذي أصيح زوجها الثالث.

 

تعلمت آنا اللغة الفرنسية وأتقنتها، وأحبت بشكل كبير التاريخ والأدب، وتعرفت على الأدب الأوروبي عامة والروسي خاصة، وأكثر ما أولعت به هو الشعر الذي دام معها طوال حياتها.

 

بدأت آنا في كتابة الشعر وهي لا تزال في 11 من العمر، وقد ازداد إنتاجها الأدبي في عام 1910 تحت اسم آنا أخماتوفا، وفي 1911 شاركت آنا في محترف الشعراء الذي ضم حركة الأوجية لتصبح بعد ذلك من أهم أعلام الحركة،

 

وفي عام 1912 صدر أول ديوان شعر لها بعنوان «أمسية» تبعه عدة دواوين لها آخرها في ذلك العقد،  أصبح معبرًا عن مواقفها السياسية المعارضة للثورة البلشفية، وعلى الرغم من الوضع السياسي تجاه الأدباء؛ إلا إنها لم تقبل الرحيل حتى بعد إعدام زوجها السابق عام 1921.

 

وتسببت الحرب والثورة والنظام السوفيتي،  في تدمير الكثير من السجلات المكتوبة كانت في حالة ازدراء رسمي لفترات طويلة، وتوفي العديد من المقربين، أعدم زوجها الأول، نيكولاي جوميلوف، من قبل البوليس السوفيتي السري، وأمضى ابنها ليف جوميلوف وزوجها الرضائي نيكولاي بونين سنوات عديدة في معسكرات العمل «غولاج»، حيث مات بونين.

 

صوت نسائي طليعي 

وقدمت «أخماتفا» العديد من القصائد الغنائية القصيرة إلى المرثيات معقدة الهيكل مثل قداس الموتى «1935-40»،  وعرلافت بتحفتها المأساوية عن «الإرهاب الستاليني»، والذي يتميز أسلوبها بالاقتضاب والحياد العاطفي، واعتُبر أصيلًا ومتميزًا بشكل ملفت من قبل معاصريها.

 

وأسس الصوت النسائي الطليعي القوي، الخاص ب«أخماتفا» وبمؤلفاتها تناغمًا جديدًا في الشعر الروسي، و يمكن الاعتبار أن أعمالها انقسمت ضمن فترتين، بداياتها في الشعر« 1912-25» وأعمالها بعد ذلك من حوالي عام 1936م حتى وفاتها يفصل بينهما عقد قلّ فيه إنتاجها الأدبي.

 

مناضلة ومواجهة  لإرهاب ستالين

أدانت السلطات الستالينية  ما كانت  تقدمه «آنا أخماتوفا» من أعمال وكتابتها، وفرضت عليها الرقابة، لكنها اختارت عدم الهجرة والبقاء في الاتحاد السوفيتي، وعرف عنها ذلك لتبقى شاهدةً على الأحداث المحيطة بها، و دائمًا ما اشتملت موضوعاتها على تأملات في الزمن والذاكرة، وإسقاطات على صعوبات المعيشة والكتابة في ظل الستالينية. 

 

الاكثر قراءة