الجمعة 28 يونيو 2024

"نيويورك تايمز": طلاب الثانوية العامة في غزة يعلقون أحلامهم مع استمرار الحرب

قطاع غزة

محافظات22-6-2024 | 19:30

دار الهلال

أجبر طلاب الثانوية العامة في قطاع غزة، الذين يواجهون حرباً مستمرة منذ أكثر من 8 أشهر، على تأجيل أحلامهم والتفكير في البقاء مع عائلاتهم بدلاً من النظر إلى مستقبلهم المجهول.

وفقاً لتقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، يعد كريم المصري أحد سكان قطاع غزة الذي تعرض للقصف من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر الماضي

وكان من المفترض أن يختبر في امتحاناته النهائية في الثانوية صباح هذا اليوم السبت، ليكون على بعد أسابيع قليلة من التخرج والالتحاق بالجامعة، وجد نفسه يقضي صباحه في ملء أكياس المياه وتجميدها لبيعها وتأمين لقمة عيش لأسرته.

المصري البالغ من العمر 18 عامًا أكد أنه كان يجب أن يكون يواصل دراسته للاستعداد لامتحاناته النهائية، لكن بعد أكثر من 8 أشهر من الحرب، يقضي أيامه في العمل لإعالة عائلته ومساعدتها في التكيف مع الوضع الراهن.

ويعتبر المصري واحدا من نحو 39 ألف طالب في غزة لم يتمكنوا من أداء امتحاناتهم النهائية للمرحلة الثانوية والتي كان من المقرر أن تبدأ اليوم في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية والأردن، لكن هؤلاء الشباب والفتيات لن يتمكنوا من التخرج، بحسب ما نقلت الصحيفة عن وزارة التعليم الفلسطيني.

وسلطت "نيويورك تايمز" الضوء على الدمار الذي لحق بالمنظومة التعليمية الفلسطينية في قطاع غزة، حيث يوجد ما لا يقل عن 625 ألف طفل محرومون من التعليم في غزة، وفقًا لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل الفلسطينيين ( أونروا)، مع إغلاق المدارس منذ بدء الحرب في أكتوبر الماضي، بعد ما يزيد قليلاً عن شهر من بدء العام الدراسي.

وبفعل الدمار، أصبحت أكثر من 76% من المدارس في غزة تحتاج إلى إعادة بناء أو إعادة تأهيل لتتمكن من العمل مرة أخرى، بعد الهجوم الإسرائيلي الذي دام عدة أشهر، وفقاً للأونروا التي تدير العديد من المدارس في قطاع غزة، فقد تم استخدام غالبية هذه المدارس كملاجئ لإيواء العديد من العائلات النازحة في غزة والتي يعيش معظمها في ظروف بائسة.

وأضاف كريم المصري أنه كان يحلم بدراسة تكنولوجيا المعلومات في الجامعة الإسلامية بغزة أو الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية، وكلاهما دمرهما القصف الإسرائيلي، وتعرضت جميع جامعات غزة الـ12 لأضرار جسيمة أو دمرت بسبب القتال، وفقا للأمم المتحدة.

وبدلاً من أن يعلق آماله على العودة إلى المدرسة والتخرج، أكد المصري أن الحرب غيرت أولوياته ويركز الآن على العمل لمواصلة دعم أسرته، مشيرا إلى أنه أثناء مروره من أمام مدرسته يراها "تحولت إلى ملاجئ" وعندما يلقي نظرة خاطفة على الداخل "يشعر بالألم".

بدورها، قالت إسلام النجار (18 عامًا) التي كان من المفترض أن تؤدي أول امتحان نهائي لها اليوم، إن مدرستها في دير البلح التي فر إليها العديد من سكان غزة بسبب الهجوم الإسرائيلي على رفح، قد تحولت أيضاً إلى ملجأ.

وأشارت النجار: "لا أستطيع أن أتخيل العودة لرؤية مدرستي، المكان الذي نتعلم فيه، وقد تحولت إلى مأوى مليء بالنازحين الذين يعيشون في ظروف بائسة"، مضيفة "عندما نعود لن نرى نفس الوجوه" في إشارة إلى زميلتها في الصف ومدرسيها ومديرتها الذين قتلوا خلال الحرب.

ولا تزال إسلام النجار متفائلة بإمكانية العودة إلى المدرسة والتخرج، لافتة إلى أنه "رغم العقبات الكثيرة التي تعترض كل ما نريد تحقيقه في غزة"، فإنها تحلم بالدراسة في الخارج ووضعت نصب أعينها جامعة هارفارد أو جامعة أكسفورد لدراسة إدارة الأعمال.