الجمعة 28 يونيو 2024

نساء من مصر| القاصة الأدبية.. رضوى عاشور

رضوى عاشور

ثقافة23-6-2024 | 11:35

فاطمة الزهراء حمدي

لعبت المرأة المصرية دورًا رياديًا في المجتمع منذ القدم، بداية من القديم الأزل في عهد الملكات الفرعونية كحتشبسوت وميريت رع ونفرتيتي، وغيرهم، فشاركت في الحروب وفي الحكم.

لم يقتصر دور المرأة على ذلك فهناك الكثير من المفكرات والفيلسوفات والكاتبات المعروفين في وقتنا الحالي، فالمرأة تمثل عمودًا للمجتمع وبها تنهض الأمم، ومن الكاتبات والمؤلفات المشهورين.

استطاعت أن تسجل اسمها بين الأوساط الأدبية، فهي كمزيج بين الثقافة والعلم، كان أهم ما يميزها مشروعها الأدبي الذي دافع عن التحرر الوطني والإنساني، تعتبر كتابتها كمنهل للمعرفة والعلم والثقافة، فترجمت أعمالها إلى العديد من اللغات كالإنجليزية والإسبانية والإيطالية والإندونيسية، إنها القاصة، الروائية، والناقدة الأدبية "رضوى عاشور".

ولدت رضوى عاشور في 26 مايو 1946، بمحافظة القاهرة، تخرجت من كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية وحصلت على شهادة الماجستير في الأدب المقارن من جامعة القاهرة، نالت شهادة الدكتوراه من جامعة ماساتشوستس في الولايات المتحدة، وكان موضع رسالتها حول "الأدب الإفريقي الأمريكي".

تزوجت رضوى من زوجها مريد البرغوثي بعد صراع وقصة حب طويلة ورفض من أهلها ثم أنجبت له ابنهم الوحيد الشاعر والأكاديمي تميم البرغوثي، نشرت أول أعمالها النقدية بعنوان "الطريق إلى الخيمة الأخرى" تحدثت بها عن التجربة الأدبية للأديب غسان كنفاني عام 1977، كما صدر لها كتاب "جبران وبليك" في عام 1978، باللغة الإنجليزية.

قبل أن تدخل الأديبة رضوى عاشور في تجربة الكتابة الروائية والقصصية، صدر لها آخر عمل نقدي لها في عام 1980، حمل عنوان "التابع ينهض"، تحدثت فيه عن التجارب الأدبية في غرب إفريقيا.

كانت بداياتها في الكتابة الروائية والقصصية: الكتاب والسيرة الذاتية "أيام طالبة مصرية في أمريكا" وصدر عام 1983م، ثم نشر لها ثلاث أعمال روائية أخرى وهم: رواية "حجر دافئ، وخديجة وسوسن، وسراج" والمجموعة القصصية "رأيت النخل" وذلك في عام 1989م.

تولت رضوى منصب رئيسة لقسم اللغة الإنجليزية وآدابها بكلية الآداب بجامعة عين شمس، حيث عملت بالتدريس الجامعي في الفترة بين 1993 و1990 وأشرفت على الأبحاث والأطروحات المرتبطة بدرجتي الدكتوراه والماجستير.

حازت روايتها التاريخية "ثلاثية غرناطة"، على جائزة أفضل كتاب لسنة 1994 على هامش معرض القاهرة الدولي للكتاب، كما صدر لها في الفترة بين 1999 و2012 أربع روايات ومجموعة قصصية واحدة، أشهرهم رواية الطنطورية عام 2001 ومجموعة "تقارير السيدة راء القصصية".

عادت رضوى مرة أخرى للنقد الأدبي، فأصدرت مجموعة من الأعمال تتحدث عن النقد التطبيقي، وكان لها دور بارز في موسوعة الكاتبة العربية عام 2004، وأشرفت على ترجمة الجزء التاسع من موسوعة كامبريدج في النقد الأدبي 2005، ترجمت باللغة الإنجليزية في عام 2008 مجموعة من المختارات الشعرية لزوجها مريد البرغوثي بعنوان "منتصف الليل وقصائد أخرى".

تميزت رضوى بأعمالها الأدبية الشهيرة فمنها الرواية والقصة والسيرة الذاتية كـ: حَجَر دافئ، خديجة وسوسن، ومجموعتها القصصية رأيت النخل وتقارير السيدة راء، قطعة من أوروبا ، فرج، الطنطورية، وسيرتها الذاتية: "الرحلة: أيام طالبة مصرية في أمريكا"، أثقل من رضوى، الصرخة.

كما نشرت لها دار الهلال باقة من أعمالها الأدبية المميزة ومنها: سراج، غرناطة "الجزء الأول من ثلاثية غرناطة"، مريمة والرحيل "الجزءان الثاني والثالث من الثلاثية"، أطياف.

صدر لها العديد من الأعمال المتعلقة بالنقد الأدبي ومنها: الطريق إلى الخيمة الأخرى، جبران وبليك، التابع ينهض، وفي النقد التطبيقي: صيادو الذاكرة، الحداثة الممكنة: الشدياق والساق على الساق.

حصلت رضوى عاشور على العديد من الجوائز والتكريمات ومنها: جائزة أفضل كتاب لعام 1994 عن الجزء الأول من ثلاثية غرناطة، على هامش معرض القاهرة الدولي للكتاب في يناير 1995، والجائزة الأولى من المعرض الأول لكتاب المرأة العربية عن ثلاثية غرناطة في نوفمبر 1995، وكانت ضمن مجموعة من 12 أديبًا عربيًا تم تكريمهم، على هامش معرض القاهرة الدولي للكتاب في يناير 2003، جائزة قسطنطين كفافيس الدولية للأدب في اليونان في أكتوبر 2007، وغيرهم.

 توفيت رضوى عاشور في 30 نوفمبرعام 2014 عن عمر يناهز 68 سنة، ورثاها زوجها مريد وقال: "أثقل من رضوى ما تركتنا له وما تركته لنا.. رضوى عاشور تركتنا بعدها لا لنبكي بل لننتصر"، كما كرمتها الدولة بتخليد اسمها في إحدى مدرجات كلية الآداب جامعة القاهرة.

الاكثر قراءة