الجمعة 28 يونيو 2024

"أسوشيتيد برس": روسيا تزيد مخاطر المواجهة مع الغرب بشأن أوكرانيا باتفاقها الجديد مع كوريا الشمالية

روسيا

عرب وعالم23-6-2024 | 15:26

دار الهلال

 رأت وكالة أنباء "أسوشيتيد برس" الأمريكية، أنه خلال زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى كوريا الشمالية الأسبوع الماضي، ظهرت إشارة قوية  في المواجهة المتصاعدة مع الولايات المتحدة وحلفائها بشأن أوكرانيا، مفادها أن الزعيم الروسي على استعداد لتحدي مصالح الغرب على نحو لم يحدث من قبل .

وذكرت الوكالة ، في تقرير عبر موقعها الالكتروني اليوم الأحد ، إن الاتفاقية التي وقعها بوتين مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، تنص على تقديم مساعدة عسكرية متبادلة بين موسكو وبيونج يانج في حالة تعرض أي منهما للهجوم .

كما أعلن بوتين للمرة الأولى -وفقا للوكالة- أن روسيا يمكن أن تقدم أسلحة لهذه الدولة المنعزلة وهي الخطوة التي وصفتها بأنها من شأنها أن تزعزع استقرار شبه الجزيرة الكورية ويتردد صداها إلى أبعد من ذلك .

ووصف بوتين شحنات الأسلحة المحتملة بأنها ردا على قيام حلفاء الناتو بتزويد أوكرانيا بأسلحة بعيدة المدى لمهاجمة روسيا، معلنا صراحة أن موسكو ليس لديها ما تخسره وأنها مستعدة للذهاب "حتى النهاية" لتحقيق أهدافها في أوكرانيا .

وأشارت الوكالة إلى أن تحركات بوتين قد زادت من المخاوف في واشنطن وسول بشأن ما يعتبرونه تحالفا تزود فيه كوريا الشمالية موسكو بالذخائر التي تشتد الحاجة إليها في حربها في أوكرانيا مقابل المساعدة الاقتصادية ونقل التكنولوجيا التي من شأنها أن تعزز ما وصفته الوكالة بالتهديد الذي تشكله أسلحة كيم النووية برنامجه الصاروخية .

ووصفت "أسوشيتيد برس" الاتفاق الجديد الذي وقعته موسكو مع "بيونج يانج" بأنه أقوى رابط بين البلدين منذ نهاية الحرب الباردة .

وقال كيم إن هذا الاتفاق رفع العلاقات الثنائية إلى مستوى التحالف، في حين كان بوتين أكثر حذرا بشأن وصف الاتفاق، مشيرا إلى أن التعهد بالمساعدة العسكرية المتبادلة يعكس معاهدة عام 1961 بين الاتحاد السوفيتي وكوريا الشمالية، وتم التخلص من هذه الاتفاقية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي واستعيض عنها باتفاقية أضعف في عام 2000 عندما زار بوتين بيونج يانج لأول مرة .

ونسب التقرير إلى ستيفن سيستانوفيتش، وهو زميل بارز في مجلس العلاقات الخارجية، قوله إنه عندما وقع الزعيم السوفييتي نيكيتا خروتشوف الاتفاق مع "بيونج يانج" في عام 1961، قام أيضا باختبار أكبر قنبلة نووية في العالم، وقام ببناء جدار برلين وربما بدأ في التفكير في التحركات التي أدت إلى أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962. وأضاف: "السؤال المطروح الآن على صناع السياسة الغربيين هو ما إذا كان بوتين قد أصبح متهورا نسبيا" .

وأضاف أن "لغته في كوريا الشمالية - حيث أدان الولايات المتحدة باعتبارها "ديكتاتورية استعمارية جديدة في جميع أنحاء العالم" - قد تجعلك تعتقد ذلك" .

من جانبها، ردت كوريا الجنوبية بإعلان أنها ستفكر في إرسال أسلحة إلى أوكرانيا في تغيير كبير في سياسة سول، التي لم ترسل حتى الآن مساعدات إنسانية إلى كييف إلا بموجب سياسة طويلة الأمد تتمثل في عدم توريد الأسلحة إلى البلدان المنخرطة في الصراع .

وأصر بوتين على أن سول ليس لديها ما يبعث على القلق، لأن الاتفاقية الجديدة تنص فقط على المساعدة العسكرية في حالة العدوان ويتعين أن تكون بمثابة رادع لمنع نشوب صراع، وحذر كوريا الجنوبية بشدة من تقديم أسلحة فتاكة لأوكرانيا، قائلا إن ذلك سيكون "خطأ كبيرا جدا" ، مضيفا "إذا حدث ذلك، فسوف نتخذ أيضا قرارات مماثلة لن ترضي القيادة الحالية في كوريا الجنوبية".

وردا على سؤال عما إذا كان بوسع القوات الكورية الشمالية القتال إلى جانب القوات الروسية في أوكرانيا بموجب الاتفاق، قال بوتين إنه ليست هناك حاجة لذلك .

وفي الشهر الماضي حذر بوتين من أن روسيا قد تقدم أسلحة بعيدة المدى للآخرين لضرب أهداف غربية ردا على سماح حلفاء الناتو لأوكرانيا باستخدام أسلحة حلفائها لشن هجمات محدودة داخل الأراضي الروسية، وأتبع هذا التحذير يوم الخميس الماضي بتهديد صريح بتزويد كوريا الشمالية بالأسلحة .

وحذرت سو مي تيري، وهي زميلة الدراسات الكورية في مجلس العلاقات الخارجية، من أن موسكو يمكن أن تشارك تقنيات الأسلحة مع بيونج يانج للمساعدة في تحسين قدراتها الصاروخية الباليستية، مشيرة إلى أن هناك أدلة على حدوث ذلك بالفعل، مع احتمال تقديم روسيا المساعدة لكوريا الشمالية مع إطلاق القمر الصناعي الناجح في نوفمبر، بعد شهرين من آخر لقاء بين كيم وبوتين .

ومضت الوكالة في تقريرها تقول إنه بينما أثار بوتين امكانية إمداد بيونج يانج بالأسلحة -الأمر الذي من شأنه أن ينتهك عقوبات الأمم المتحدة- قال الرئيس الروسي أيضا إن روسيا ستبذل جهودا في المنظمة العالمية لتخفيف القيود -في إشارة واضحة إلى أن موسكو قد تحاول إبقاء إمدادات الأسلحة إلى بيونج يانج قيد المراقبة والإبقاء على درجة من القوة العسكرية لتجنب الاتهامات بخرق العقوبات، ورفضت روسيا وكوريا الشمالية تأكيدات الولايات المتحدة وحلفائها بأن "بيونج يانج" منحت موسكو صواريخ باليستية وملايين القذائف المدفعية لاستخدامها في أوكرانيا .

واختتمت الوكالة تقريرها بالقول إنه من خلال الربط الواضح بين شحنات الأسلحة المحتملة إلى "بيونج يانج" والتحركات الغربية بشأن أوكرانيا، حذر بوتين حلفاء كييف ودعاهم للتراجع في الوقت الذي يسعى فيه لتحقيق أهدافه في الحرب - وإما الوقوف في وجه جولة جديدة من المواجهات .