الجمعة 28 يونيو 2024

ثورة 30 يونيو وعودة الروح للبشر والحجر

مقالات25-6-2024 | 10:28

تُعد ثورة 30 يونيو من أهم الثورات الشعبية المصرية، فهي بمثابة ثورة لعودة الروح للإنسان المصري والبيئة المحيطة به.

فالإنسان والبيئة، شيئان متلازمان كل منهما يكمل الأخر.. الإنسان المصري صانع الحضارة على مر العصور منذ التاريخ المصري القديم والتاريخ اليوناني والروماني وتاريخ العصور الوسطى والتاريخ الإسلامي وصولاً إلى التاريخ الحديث والمعاصر.

عودة الروح للإنسان في استعادة هيبته وعزته وكرامته ومعدنه الأصيل، الإنسان الذي حافظ على بلده وهويته.

عودة الروح للإنسان في حياة كريمة يعيشها لقد تحقق له ذلك بفضل ثورة 30 يونيو.

عودة الروح للحجر بغزو الصحراء وتعميرها، وبناء المدن الجديدة، وشق الطرق، وتشييد الجسور، وخلق حياة أدمية للإنسان المصري، ولذا فالبشر والحجر شيئان متلازمان وقد تحقق ذلك بفضل ثورة 30 يونيو.

فقد كانت ثورة 30 يونيو بمثابة انطلاقة للتنمية، وقاعدة الانطلاق نحو واقع ومستقبل أفضل، بدأت بتعزيز مسيرة الاقتصاد الوطني والسير على الطريق الصحيح بخطى ثابتة مدروسة نحو الجمهورية الجديدة.

ثورة 30 يونيو سجلت بأحرف من نور، أنها ثورة شعبية فريدة، سجلت أن مصر لها شعب عظيم عريق يأبى إلا أن ينتصر لإرادته ووطنه وأرضه وعزته وكرامته.

بفضل الإنسان المصري استعادت الدولة المصرية هويتها.

ورغم أن إنجازات وتقييم الثورات تقاس بعد مرور عدة عقود للحكم عليها، إلا أن ثورة 30 يونيو استطاعت في عقد واحد أن تحقق إنجازات غير مسبوقه وما زالت الثورة مستمرة.

ثورة 30 يونيو حققت إنجازات لم تتحقق منذ أكثر من 160 عاماً، فلم تشهد مصر نهضة عمرانية منذ أيام الخديو إسماعيل (1863 - 1879م) وإنما في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي قاد ثورة التعمير والبناء والتشييد وعودة الروح والعزة والكرامة للإنسان المصري حقق إنجازات كثيرة، كانت بمثابة عودة الروح للبشر والحجر.

من هذه الإنجازات مشروع حياة كريمة الذي يخدم 58 مليون مواطن، تكمن أهميته في أنه يمد يد الاهتمام والتحديث إلى المدن والقرى المصرية التي أُهملت كثيراً وتحولت إلى طاردة للسكان يهرب منها أهلها.

ثورة 30 يونيو كانت بمثابة عودة الروح والحياة للصحراء، فلم تهتم الثورة بالوادي فحسب كما كان يحدث في الماضي بل انطلقت الثورة لتحقق حلم تطلع إليه المصريون طويلاً وهو ضرورة الخروج من الوادي الضيق والانطلاق  لتعمير الصحراء، والشواطئ المصرية.

ففي حوالي عشر سنوات نجحت ثورة 30 يونيو 2013م، في تشييد أكثر من 15 مدينة ذكية تم بناؤها مثل العاصمة الإدارية ومدينة العلمين الجديدة وغيرها من المدن الجديدة وأصبح بجانب كل مدينة قديمة مدينة جديدة.

ثورة 30 يونيو بمثابة عودة الروح للإنسان المصري عندما تصدت للعشوائيات وقضت عليها والنموذج أمامنا منطقة الدويقة، هذه المنطقة تشكلت منذ سنوات السبعينيات وأخذت الدولة على عاتقها نقل سكان الدويقة إلى منطقة الأسمرات ليعيش الإنسان المصري حياة كريمة في عزة وكرامة يتنفس هواءً نقيًا ويمارس الرياضة في مراكز الشباب التي حُرم منها في ظل العشوائيات.

ثورة 30 يونيو بمثابة عودة الروح للطرق والشوارع المصرية، فقد قامت بأكبر شبكة طرق حديثة في طول البلاد وعرضها لم تشهدها مصر منذ أزمان بعيدة مواكبة التقدم العالمي والنمو الاقتصادي مستقبلاً، لقد كانت الشوارع المصرية تعاني الاختناق وكثرة عدد السيارات، فضلاً عن زيادة تعداد السكان، فكانت ثورة 30 يونيو هي المنقذ وهي الملاذ.

ثورة 30 يونيو بمثابة عودة الروح للإنسان المصري، فالشعوب الراقية لا تكفيها التنمية الاقتصادية أو توفير متطلبات الحياة الأساسية فحسب وإنما يتطلعون إلى الحرية التي هي نقيض الاستبداد باعتبارها ضرورة لا تتم إنسانية الإنسان بغيرها.

فالإنسان يحتاج للحرية ليس فقط ليحقق ذاته ولكن أيضا ليساهم في ارتقاء مجتمعه وتحقيق مصالحه العامة وقد تحقق ذلك من خلال الدستور الجديد الذي يحفظ للإنسان المصري هويته وإنسانيته ويحقق له آماله وطموحاته، كما أن الحوار الوطني الذي تبناه الرئيس عبدالفتاح السيسي خير دليل، وتمثيل جميع فئات المجتمع المصري على قدم المساواة ليس لفئة على حساب الأخرى في الحوار لصنع مستقبلهم.

لقد حافظت ثورة 30 يونيو على الشعب المصري من الفرقة والانقسام والتشرذم واشتعال الفتن بين فئات الشعب المختلفة، كانت بمثابة عودة الروح لنسيج المجتمع المصري مسلمين ومسيحيين، لقد هب الشعب المصري بمختلف أطيافه وألوانه السياسية والوطنية على قلب رجل واحد دفاعاً عن هويته الوطنية المصرية، وأدرك أن هويته هي السلاح الحقيقي والأقوى أمام أي عدو وأنها تمثل كل شيء مشترك بين أفراد الوطن من القيم والأخلاق.

لقد حافظت ثورة 30 يونيو على وحدة التراب الوطني وإسقاط دولة الإخوان.

ثورة 30 يونيو المجيدة كانت دليلاً على وحدة وتماسك المصريين، فالشعب المصري أثبت أنه نسيج واحد لا يفت في عضده أي تنظيم أو جماعة أو إرهاب.

ثورة 30 يونيو كانت بمثابة عودة الروح لملايين المواطنين في التخلص من الأمراض المزمنة وفي مقدمتها فيروس سي، وتم مد مظلة المعاشات لطبقات فقيرة من أبناء الشعب وعلى نحو ملحوظ وغير مسبوق.

ثورة  30 يونيو كانت بمثابة عودة الروح لذوي الهمم والاحتياجات الخاصة التي نالت من الحقوق ما لم تنال في أي فترة سابقة.

ثورة 30 يونيو كانت بمثابة عودة الروح للمرأة المصرية التي شاركت في كل مناحي الحياة وأخذت دورها القيادي والرائد في تولي الحقائب الوزارية بأعداد غير مسبوقة، والحصول على عضوية البرلمان، وتولي المناصب السيادية في الدولة، إنه العصر الذهبي للمرأة المصرية.

ثورة 30 يونيو كانت بمثابة عودة  الروح للتراث المصري فقد عملت على إعادة الاعتبار للتراث المصري بكل عصوره، باعتباره جوهر شخصية مصر وقوتها الناعمة التي لا تقهر بعظمة تأثيرها في الوجدان ففد تم الاهتمام بالآثار المصرية القديمة، والآثار الإسلامية والآثار القبطية وجميع الآثار، وبناء المتاحف الكبرى التي لم تشهدها مصر منذ أكثر من قرن ونصف.

ثورة 30 يونيو كانت بمثابة عودة الروح لقناة السويس القديمة، عندما أمر الرئيس عبدالفتاح السيسي بحفر قناة جديدة وفي فترة وجيزة لتحسين جودة العبور وخلق محور جديد للتنمية محور قناة السويس.

لقد شهدت مصر حركة دفع هائلة في كل مجالات الحياة.

    كما كانت ثورة 30 يونيو بمثابة عودة الروح للبنية التحتية المصرية التي لم يتم تحديثها منذ فترة طويلة، تم تحديثها في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي وما زالت الثورة مستمرة والبناء والتعمير  مستمر.

    ثورة 30 يونيو بمثابة عودة الروح للاستقرار والأمن والأمان الذي عاد إلى المحروسة والذي افتقدناه في العام الذي حكم فيه الإخوان مصر.

    ثورة 30 يونيو بمثابة عودة الروح لربوع مصر كافة، فبعد أن عشنا قروناً باعتبار مصر (دولة العاصمة) والخدمات والمميزات كلها في العاصمة وكان يتم اختزال دور الدولة كلها في التركيز على العاصمة، فبعد ثورة 30 يونيو أصبح الاهتمام بجميع المدن والقرى والنجوع المصرية، تنال نفس الاهتمام بل أصبح الريف المصري بمثابة المدن، فليس هناك فرق كبير بين القرية والمدينة، من حيث الخدمات التي تقدم للمواطنين المصريين.

     ثورة 30 يونيو كان بمثابة عودة الروح لمصر كلها ببناء العاصمة الإدارية الجديدة، وهي عاصمة المستقبل، وبنيت على أحدث طراز عالمي، يحفظ لمؤسسات الدولة هيبتها بعد أن كانت توجد في وسط المباني السكنية بدون تخطيط، أصبح هناك وزارات في أماكن تحفظ لها هيبتها أصبح لمؤسسات الدولة من مجلس الوزراء والبرلمان والسفارات إلى غير ذلك أماكن تليق بمصر المستقبل، مصر المنطلقة إلى الأمام.

    ثورة 30 يونيو جسدت إرادة الشعب المصري وأنقذت مصر والمنطقة العربية من مصير مجهول، ثورة أنهت مخطط الجماعة الإرهابية في اختطاف الوطن، ثورة أعادت مصر إلى وضعها الطبيعي.

    بنجاح ثورة 30 يونيو استعادت مصر هويتها وبدأ الانطلاق نحو الجمهورية الجديدة تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، جاءت ثورة 30 يونيو لتبني وطناً، وتصحح مساراً، وتفتح آفاق الحلم والأمل أمام ملايين المصريين.

    كل التحية والتقدير والاحترام للشعب المصري العظيم ولشهداء الثورة وللرئيس البطل عبدالفتاح السيسي قائد معركة التنمية ومحقق الإنجازات الكبيرة في الجمهورية الجديدة وبناء دولة ديمقراطية حديثة تشهد الاستقرار الأمني، وتشهد الإصلاح الاقتصادي الحقيقي والشامل، والعزم على معالجة الإرث القديم من الإهمال من خلال تحقيق التنمية الشاملة في كل ربوع مصر.

هكذا كانت ثورة 30 يونيو بمثابة عودة الروح للبشر والحجر.