الخميس 16 مايو 2024

علاقات.. الشرطة.. وإعلامها

19-1-2017 | 11:05

بقلم –  أكرم السعدنى

استلمت واحد أفندى تصور نفسه فرعونا صغيرا فى إدارة العلاقات العامة بمطار القاهرة، وحكيت على صفحات المصور ما جرى بينى وبين الأخ وكيف أنه صرخ بالصوت الحيانى وتوعدنى بالويل لأننى تجرأت وناديته “بعمنا”، وقال الأفندى إياه إنه لم يخلق بعد من يقول له يا عمنا.. وبالطبع كان لابد أن أنهى المكالمة لأننى توسمت فيه سلوك أولاد البلد، وكنت أظنه ضابطا صاحب حس شعبى، فإذا به صاحب حس لزوم الزعيق فى أهل الله من الغلابة والبسطاء..

المهم أننى وبعد سلسلة من المقالات عن مطار القاهرة وما جرى له وما جرى عليه وجدت صديقى الجميل وزميل المرحلة الابتدائية اللواء حسنى قورة يتصل بشخصى الضعيف، ويقول إننى ظلمت الإدارة العامة للعلاقات والإعلام.. وكان حسنى على علم بكل ما جرى فهو قارئ جيد لشخصى الضعيف منذ كان يغش من محسوبكم حتى موضوع التعبير الذى لا يصلح للغش أساساً.. وصحبنى الصديق الجميل إلى وزارة الداخلية فى مقرها الجديد، وقابلت اللواء طارق عطية مساعد الوزير ومعه اللواء خالد فوزى والعقيد أشرف العنانى ، والحق أقول إننى بعد اللقاء اكتشفت أن المثل الذى يقول إن السيئة تعم والحسنة تخص فيه ظلم بيّن.. وبالمناسبة أنا استمعت إلى هذا المثل فى عتاب بين الولد الشقى السعدنى الكبير وأحد الشاوشية من السجانين فى سجن القناطر، فقد أخطأ أحد المساجين وتمت معاقبة العنبر بأكمله.. المهم أننى وجدت الإدارة كما عهدتها من قبل فى شخص عمنا حمدى عبدالكريم ، الذى عرفته قبل أن أدخل عالم الصحافة وفى شخصه اجتمعت خصال فريدة من نوعها ، وهو الأمر الذى حافظت عليه نفس الإدارة أيام أسامة إسماعيل وأبوبكر عبدالكريم.. كانت كل كلمة نقد موجهة للداخلية تجد صداها ويتم التدخل من أجل إصلاح ما اعوج.. وقد تبين لى أن الخطأ كان بسبب الطناش الذى ليس له مثيل من قبل إدارة الإعلام فى مطار القاهرة، ولكننى سرحت فى نقدى ونال اللواء طارق عطية من الحب جانباً.. ولكن الرجل تقبل الأمر بروح الكبار الذين عركتهم الحياة، فتعاملوا معها بالحكمة الواجبة، والشىء الغريب أنهم حولوا غضبى إلى حالة متناقضة تماماً فشعرت أننى أمام قيادات فيها من رائحة الزمن القديم الشىء الكثير، وقد أسعدنى الحظ بالطبع من خلال الولد الشقى السعدنى الكبير، فرأيت عمى شعراوى جمعة رحمه الله ، ثم بعد ذلك عرفت الرجل الفاضل حسن أبو باشا وعبدالحليم موسى، الذى كان شيخاً للعرب، من حق كل هؤلاء ومعهم ضباط الشرطة الكبار أن أمنحهم نفس اللقب الذى منحهم إياه السعدنى الكبير وهو لقب “عمنا”.. هذا اللقب إذا منّ السعدنى عليك به فاعلم أن شأنك ومقدارك لديه عظيم.. وقد أسعدنى أن الأمور فى مطار القاهرة بدأت تتجه نحو الأفضل، وأن هناك عيونا تراقب وعيونا تقرأ وأيادى تتعقب المهربين والمخطئين وبتوع التلات ورقات داخل وخارج حرم مطار القاهرة الدولى الذى هو عنوان لمصر بأكملها، والحق أقول إن العنوان كانت أحواله لا تبشر بأى خير، فقد كانت السبهللة تحكمه وبتوع مافيا التاكسى تنتشر فى كل مكان وتعلن أنهم القانون وأنهم الحكومة على رأى أحمد السقا، وبعد المطار فليسمح لنا سعادة المسئول عن تنظيم الشارع المصرى فى وزارة الداخلية وهم بالمناسبة أكثر من مسئول بأن الشارع قد تحول إلى غابة، وأن الغابة يحكمها أصحاب الميكروباص وأصحاب العضلات المفتولة.. فالمرور للأسرع والأولوية للأقوى.. وياعينى على مواكب الأفراح التى تخرج لرجال الشرطة لسانها وأصحابها يقولون.. إننا فى ثورة ولأن الثورة حرية والحرية مطلقة .. فكل واحد يفعل ما يريد ويصنع ما يشاء أما إذا اقتربت أو اعترضت نهار سعادتك أغبر.. باعتبارك رجلًا غير ثورى وتستحق أن يطلبوا لسعادتك هذا الجيش من النشطاء وبتوع حقوق الإنسان، ويا أيتها الحرية والديمقراطية والثورة اللى قايمة ولم تهدأ حتى يومنا هذا أقول كم من الجرائم ترتكب باسمك.

سعادة وزير الداخلية.. نظرة لله إلى الشارع المصرى الذى جنّ جنونه ولم يعد له من رادع ولا ضابط ، وبمناسبة ٢٥ يناير تحية إلى كل عسكرى وضابط وشاويش وصول وأمين شرطة يحفظ لهذا البلد أمنه وأمانه، ويسهر من أجل أن ننام باطمئنان.. وندعو للرحمن.. بأن يحفظ لنا الكنانة.. اللهم آمين؟!