الأحد 19 يناير 2025

فضيلة الإمام .. وابن منده السلفى

  • 19-1-2017 | 11:22

طباعة

بقلم – مجدى سبلة

حسناً فعلت جامعة الأزهر عندما رفضت رسالة الماجستير قبل ١٥ يوماً، التى كانت تحمل عنوان «مسائل العقيدة عند ابن منده»، وابن منده هذا كان من غلاة الحنابلة فى القرن الرابع، وهو الذى وضع بذور السلفية عند ابن تيمية وابن الجوزية ومحمد بن عبدالوهاب والسلفية المعاصرة سواء السلفية العلمية أو السلفية المتطرفة وما خرج منها من الدواعش والجماعات التكفيرية التى ملأت المنطقة العربية، حسبما قالت لجنة المناقشة لهذه الرسالة المرفوضة منذ ١٥ يوماً، وأثارت جدلاً واسعاً فى أوساط هذه الجماعات السلفية وحزب النور فى مصر والوهابيين فى السعودية الشقيقة.

ولأن أساتذة الأزهر استخدموا مواجهة الإرهاب والتطرف الحجة بالحجة والعلم فى مواجهة عقائد عاشت عليها هذه الجماعات عندما عرضت هذه الرسالة على الأستاذ الدكتور طه حبيش أستاذ العقيدة فى كلية أصول الدين تنبه للألغام الموجودة بداخلها ورفضها منذ ٦ أشهر وعندما أعيدت للمناقشة الأسبوع الماضى فطن الأساتذة لهذه الألغام فتم رفضها تماماً.

كانت هذه الرسالة تحاول تمديد المنهج السلفى المتشدد لابن منده فى مسائل العقيدة فى عنوانها «مسائل العقيدة عند ابن منده» والعقائد هى أركان الإيمان الستة وهى الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقضاء والقدر.

هذه الرسالة كان قد تقدم بها الباحث محمد يوسف عبدالفتاح عبداللطيف لكلية الدعوة منذ ٢٥ يناير ٢٠١١، وجاءت أسباب الرفض أن الباحث حاول تضليل جامعة الأزهر فى إثبات أن منهج ابن منده يتفق مع رأى أهل السنة فى مسائل العقيدة، مع علم الباحث أن منهج الأزهر هو منهج أهل السنة والجماعة، ذلك المنهج الوسطى الذى لا يقبل التشكيك فى مسائل العقيدة.

وحاول الباحث أن يضلل الأزهر فيما أسمته لجنة المناقشة بظاهر النصوص وإخفاء باطنها.. برافو أساتذة جامعة الأزهر ومن قبلهم فضيلة الإمام أحمد الطيب الذين تنبهوا لمثل هذه المحاولات، التى تشتت الصورة الذهنية للإسلام الوسطى وتشد شباباً بعيداً تماما عن المعرفة وينجر وراء فتاوى بدون دراية عن عمق المناهج وتصنيف مؤسسيها وجلب محاسيب لاعتناق أفكار دمرت الفهم الوسطى للدين الإسلامى، وجرت مصر والمنطقة العربية لخراب لم تشهده منذ عصور الجاهلية فى حروب مسلحة بسبب ابن منده وتلاميذه ابن تيمية وابن الجوزية ومحمد بن عبدالوهاب.

لا أدرى لماذا لا يبحث الإعلام الموضوعى عن مثل هذه الأعمال وتسويقها للرد على هؤلاء المتشددين ممن يدعون السلفية وجذب الشباب للفهم الوسطى للإسلام بكل مسائله وأركانه.

الغريب أن هذه الرسالة نوقشت ورفضت منذ ١٥ يوماً فى كلية الدعوة بجامعة الأزهر، واستثمرها عميد الكلية الدكتور جمال فاروق فى التلويح بأنه رفض رسالة سلفية فى حين أنه لم يكن عضواً فى لجنة المناقشة ولم يشر إلى لجنة المناقشة، التى فندت وكشفت هذه الرسالة لكسب ود فضيلة الإمام، مع العلم لو أنه كان قد تم قبولها كان سيكسب بها نفس العميد ود السعودية بأن رسالة تتفق مع المفكر الوهابى أقرتها جامعة الأزهر، وللأسف هذا هو الحديث الدائر فى أروقة الجامعة ولم يأخذ حديث تسويقها للسلفيين ولا للرأى العام المصرى وكيفية رفضها كلمة واحدة فى أى فضائية لخروج مبررات الرفض للمصريين.

فضيلة الإمام الطيب أتمني أن يظهر جهدك فى مواجهة الفكر المتطرف فيما يتم بحثه داخل أروقة الجامعة لكى تتعلم باقى المؤسسات الأخرى وتتكاتف جميعاً فى مواجهة الأفكار التى تحصد شبابنا ومواردنا وخيرات بلدنا، ولكى يعلم الجميع كيف نستقبل منهاجاً وسطياً مبنياً على العقائد السليمة المتوازنة.

 

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة