تقرير: إيمان النجار

نقص المستلزمات الطبية مشهد متكرر فى مختلف المستشفيات والتخصصات، لكن هذه المرة النقص طال مستلزمات جراحات قلب الأطفال، إلى درجة أن بعض مراكز جراحات القلب خفضت الطاقة الاستيعابية وخاطبت مستشفيات أخرى بتخفيض عدد الحالات المحولة لها، الأمر متكرر فى معظم المراكز، وبالأخص الثلاثة مراكز الكبرى، وهى مستشفى أبو الريش (اليابانى) ، مركز جراحات القلب بمستشفى أطفال مصر، ومركز عين شمس لجراحات الأطفال، نظرا للضغط الشديد على هذه المراكز باعتبارها الأكثر استيعابا للحالات.

يؤكد الدكتور خالد سمير، استشارى جراحات قلب الأطفال، عضو مجلس نقابة الأطباء أن نقص المستلزمات الطبية يتزايد، وبدأ يمثل مشكلة بالنسبة لجراحات قلب الأطفال، ومنها الرئات الصناعية وبالأخص لحديثى الولادة الأقل من ٨ كيلو فى الوزن، ويلجأ بعض الأطباء إلى استخدام رئات الأوزان الأكبر للأوزان الأصغر، وهذا يقلل من نتائج الجراحة ويزيد من معدلات الخطورة، وتوفرت الرئات الصناعية بعدد معين فى أحد المراكز الكبرى، لكنها لا تكفى لفترة قصيرة، وفى مراكز أخرى هناك أعداد قليلة جدا.

مضيفا هناك نقص فى الخيوط الجراجية الدقيقة، والوصلات الشريانية ومنظمات ضربات القلب، وكلها تستخدم فى جراحات القلب المفتوح للأطفال، وهذا النقص ينعكس على أمرين، الأول الاضطرار إلى تأجيل بعض الحالات رغم خطورة ذلك، والأمر الثانى زيادة قوائم الانتظار سواء فيما يتعلق بالعدد أو المدد الزمنية، إلى درجة أن أحد هذه المراكز خاطب مراكز أخرى لعدم تحويل حالات جديدة لنقص المستلزمات لديه، ما أدى إلى انخفاض معدل إجراء الجراحات بنسبة ٣٠٪ عن المعدل المعتاد، المشكلة المضافة أيضا هى نواقص أدوية ومستلزمات الرعاية المركزة هى الأخرى زادت من حدة مشكلة جراحات القلب لأنها تؤدى إلى زيادة بقاء الطفل فى سرير الرعاية، الأمر الذى ينتج عنه فى النهاية تقليل عدد جراحات القلب المفتوح.

وطالب د. خالد سمير، بضرورة التدخل العاجل، عن طريق توفير مستلزمات لهذه المراكز تكفى لمدة ستة أشهر، وإيجاد لجنة مشتركة لمراكز جراحات قلب الأطفال بحيث تتم الاستفادة من وجود مستلزمات لدى بعضها نظرا لقلة معدلات الضغط عليها، واستغلالها فى المراكز الكبرى التى يتزايد عليها الضغط، ولديها قوائم انتظار أكبر، فالأمر يحتاج إلى خطة إنقاذ عاجلة حتى لا تتفاقم الأزمة.