الخميس 16 مايو 2024

بالصور.. ضحكة المصريين يخفيها «ارتفاع الدولار »

19-1-2017 | 12:05

 

كتب : اشرف التعلبى محمود ايوب

«شعب ابن نكتة.. لا تفارقه الابتسامة».. جملة نرددها منذ قديم الزمان، ولكنها اختلفت خلال الأيام الماضية، وتحولت  بسبب الظروف الاقتصادية القاسية، التي يعانيها الشعب المصري، من جراء ارتفاع الأسعار والبطالة والفقر.

 

«بوابة الهلال»استطلعت اراء المواطنين والخبراء، حول اختفاء الضحكة المعهودة للشعب المصري، برغم مروره بأزمات كثيرة من قبل .

 

ارتفاع سعر الدولار ضيع ضحكتنا

 

بابتسامة ساخرة تملأ وجهه.. قال ماجد محمد- صاحب مكتبة، إن الضحكة أصبحت غالية، وتغيرت عن زمان، عندما كانت الحياة بسيطة ورخيصة، والمعيشة جعلتنا نعاني من حالة اكتئاب، وأصبح حديثنا بالقهوة والشارع، عن «ارتفاع الاسعار»،  مؤكدًا أن أرتفاع سعر الدولار ضيع ضحكة المصريين.

 

عايشين في متاهة

 

  وتساءل: «ليه تتأثر أسعار الفواكة والخضروات بارتفاع سعر الدولار، حتي وصل لأرتفاع سعر "سندويتش الفول"»، مشيرًا إلي أن أكل العيش وأرتفاع الأسعار، وفواتير الكهرباء والمياه، جعلنا نعيش في متاهة، وكل واحد في وادي بعيد عن التاني.

 

وتري أم شريف- بائعة سمك، أن المواطنين أجهدوا، ومفيش فلوس، ومحدش بيشتري حاجة، مضيفة «الضحكة بقت غالية جدًا، ومحدش قادر يشتريها، وأحنا تعبنا، وبنفكر في أكل العيش والمصاريف، مبقناش فاضيين نضحك زي زمان، عجزنا بدري من الهم».

 

بنشوف اللحمة عند الجزار فقط

 

وأستنكر رجب محمد قائلًا: « ازاي نضحك وكيلو اللحمة بـ 120 جنيه، وشوية خضار بـ 100 جنيه، أحنا بنشوف اللحمة عند الجزار لكن مين يشتري، الغلابة حالتهم صعبة جداً، كل واحد بيفكر في نفسه، ومفيش حد بيخاف علي حد، مؤكداً أن الرقابة علي الأسعار غائبة،  وكل حاجة ولعت نار».

 

بخفة ظل وابتسامة، قالت أم اسماء- بائعة فاكهة: «لو بطلنا نضحك نموت بسكته قلبية، فيه ناس كتير بتحارب البلد ورئيسها»،  منوهه إلي أن «الفرح ساعة والحزن علي طول ».

 

وأستطرد أحمد محمد- موظف، قائلاً : «الناس عمرها ما هتبطل ضحك، لأن الحال اتغير والفقراء زادوا، والعيشة اصبحت غالية، وكل واحد بيعيش علي قد حاله، مواطن مرتبه 5000 الاف جنيه ، وأخر 500 جنيه ، وكل واحد بيعيش مع ظروفة الاقتصادية، مرددً«  فواتير الكهرباء والمياه والغاز ارتفعت جداً،  كنت في الماضي بدفع 16 جنيهاً للكهرباء، والأن ادفع  70 جنيه وأكثر.

 

 سمية أحمد، قالت « الناس بطلت تضحك من كثرة الديون، والأمل اختفي والإحباط زاد في المجتمع، بسبب أن كل حاجة اصبحت مرتفعة الثمن »، متسائلة «اين المليارات التي جاءت من الخارج».

 

هبوط وصعود

 

الدكتورة سوسن فايد، استاذ علم النفس السياسي، بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، عقب قائلًا: « ضحكة المصريين فيه نوع من الهبوط والصعود، وليست في حالة ثبات، علي حسب المتغيرات، لكن بصفة عامة الشعب المصري "ضاحك وساخر"، حتي في اصعب المحن ، يعبر عن نفسه بشكل ساخر بـ"النكتة" ، ونحن مشهورين بها »، مشيرة إلي أن الحالة النفسية للمصريين حاليا والمتغيرات في الوقت الحاضر ،بها نوع من التوتر وناتج عن عوامل كثيرة، اهمها ما يهدد ويؤثر في لقمة عيشه، والتوتر الاقتصادي وأرتفاع سعر الدولار وما ترتب عليه من أرتفاع اسعار متطلبات الحياة اليومية.

 

الشعور بعدم الاستقرار والشائعات

 

وأضافت، « أن الشعور بعدم الاستقرار، والبعد السياسي وتصدير الشائعات والتشويش، والتي تجتمع تحت عنوان "حروب الجيل الرابع والخامس"،  لأجندات خاصة، كلها حرب نفسية عقلية لفقد الثقة، الهدف منها الوصول لصراع  داخلي، يؤدي الي تفكيك داخل المجتمع، يؤدي إلي انهيار المجتمعات».

 

وأوضحت استاذ علم النفس السياسي، أن هذه الازمات  يعاني منها العالم، وليست علي مستوي مصر فقط ، خاصة الأقتصادية، وتحاول كل دول العالم التفكير والعمل علي تقديم إصلاحات جديدة من شانها تحسين الوضع الاقتصادي، لخلق  نوع من الاستقرار.