الزمان 3 يوليو 2013.. لم يكن يوما عاديا، كل الإرهاصات كانت تؤكد أنه سيكون استثنائيا يحمل البشرى للشعب المشتاق لاستعادة وطنه من أيدى الغاصبين، والخلاص من الجماعة الإرهابية والعصابة الإخوانية، الملايين فى الميادين، يترقبون حائرين يتساءلون: هل حانت اللحظة الحاسمة لإنقاذ الوطن من براثن الجماعة الإرهابية؟!.
سيبقى 3 يوليو بكل تفاصيله خالدا فى الوجدان المصرى أعواما عديدة وأزمنة مديدة، يوم أن قيض الله لهذا الوطن من يقيله من عثرته ويفك كربته، ويحميه من السقوط، بطل اسمه عبد الفتاح السيسى، قائد من طراز فريد، أقسم بالله على حماية الشعب والوطن.
وحتى لا ننسى - ومن باب وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين بوطنهم المحبين له الحادبين عليه – قبل هذا اليوم كان الخوف يسكن المدينة، والرعب يلف الأماكن، والهلع قابع خلف الأبواب المغلقة، الكل يتوجس خيفة من المجهول الذى ينتظر البلاد، لم يكن أحد يفكر وقتها إلا فى النجاة وإنقاذ الوطن من الضياع.
كانت الذئاب تتربص بالوطن الدوائر، تقف على النواصى تتحين الفرصة للانقضاض، وميليشيات الجماعة الإرهابية المسلحة تلقى الرعب فى القلوب، وتتوعد المصريين بالويل والثبور وعظائم الأمور إن استمرت فى مطالبها بسقوط حكم المرشد وطرد مندوب الجماعة الإرهابية من قصر الحكم. منذ بداية يونيو 2013 كان الغضب مشتعلا فى كل مكان، والجموع الثائرة الهادرة تهتف فى عبقرية: "يسقط يسقط حكم المرشد"، أدرك المصريون مبكرا بفطرتهم وذكائهم أن من يحكم ليس القابع فى قصر الحكم، ولكنه القابع – أو بالأحرى القابعون - فى مكتب الإرشاد، العصابة التى زينت لها شياطينها أن مصر قد دانت لهم والتفاحة قد سقطت فى حجرهم، وبدأوا يصرحون ويثرثرون أنهم سيبقون فى الحكم لمدة 500 سنة.
منذ وصلت الجماعة الإرهابية إلى الحكم ساد الظلام، وغابت شمس الوطن، تلبد الجو بالغيوم الكثيفة التى خلفت وراءها موجات من الاكتئاب الوطنى الحاد، تلون وقتها المتلونون وتحول المتحولون، وظن عاصرو الليمون أنهم سيشاركون الجماعة الفاشية الحكم والمناصب، ولكن لم تمض أيام قليلة حتى ظهر الإرهابيون على حقيقتهم، وقلبوا ظهر المجن لمن ساندهم طامعا فى المناصب واقتسام السلطة، وبدأ بكاء وعويل الناشطين يملأ الآفاق، يطلبون الإنقاذ والخلاص.
لم ينتظر الشعب المصرى الأبى كثيرا، وبدأت الاحتجاجات ضد سياسات الإخوان الفاشية تتوالى، بعد أن ظهر للقاصى والدانى خطة الجماعة المشؤومة للسيطرة على مقدرات الوطن، وأخونة مؤسساته، وفرض الفكر الإخوانى.
بلغ السيل الزبى وطفح الكيل من الفشل الإخوانى فى إدارة البلاد، وتجلى الاستبداد الإخوانى مع الإعلان الدستورى، الذى حول مندوب الإخوان فى قصر الرئاسة إلى الحاكم بأمره، قراراته نافذة دون نقاش، وما يؤمر به من قبل جماعته يفرض فرضًا على الشعب. وتحركت ميليشيات الإخوان الإرهابية وحلفاؤها صوب مؤسسات الدولة، تحاصر، وترهب، تشيع الفوضى وتنشر الخراب. حينها أيقن المصريون أنه لا أمل وأن استمرار هذه الجماعة فى الحكم سيورد البلاد موارد التهلكة، وبدأت نذر الفتنة الأهلية والاحتراب الداخلى تلوح فى الأفق.
حينها خرج الشعب عن بكرة أبيه يهتف بسقوط حكم المرشد ورحيل الجماعة الإرهابية، ويوم الثلاثين من يونيو 2013، كان أكثر من 30 مليون مصرى فى الميادين والشوارع فى جميع المحافظات فى ثورة عارمة يطلبون الخلاص، وينتظرون أن ينقضى ليل حكم الجماعة الأسود الذى طال. حينها كانت أبصار المصريين جميعا وأفئدتهم تهوى نحو المؤسسة العسكرية الوطنية المصرية وقائدها البطل عبد الفتاح السيسى، وكان اليقين أن الجيش لن يترك الشعب وسينحاز لإرادته، وقد كان ما توقعه المصريون، وتوالت بيانات الجيش العظيم تطمئن الشعب، وتؤكد أنها لن تتركه بمفرده وأن إرادته ستتحقق.
وجاء يوم 3 يوليو لتشرق شمس مصر من جديد ويسطع نورها فى الآفاق، ويظهر القائد عبد الفتاح السيسى وسط نخبة مختارة تمثل كل تيارات الشعب المصرى ليلقى بيان الخلاص من جماعة الإرهاب الإخوانية.. أو بالأحرى بيان عودة الروح للوطن الأبى. وتبدأ مصر عهدا جديدا تسير فيه نحو المستقبل مستعيدة روحها وقلبها، تحارب الإرهاب وتنتصر عليه، وتفرض كلمتها وإرادتها ومكانتها فى محيطيها الإقليمى والدولى، وتقدم نموذجا متفردا فى البناء والتنمية لتتحول فى غضون سنوات قليلة من دولة على وشك السقوط والانهيار إلى دولة قوية تحفر فى الصخر وتشيد المشروعات العملاقة لتعبر نحو الجمهورية الجديدة.