الكون بجماله وأسراره هو مصدر إلهام للإنسان عبر العصور بدءا من أقدم الحضارات في التاريخ البشري إلى حضارتنا الحالية، ومايزال الإنسان في بحث دائم ويقوم بتسخير كافة الإمكانيات المالية لأجل غزو الفضاء للاستفادة منه. 

وتعتبر أحدث المجالات في الوقت الحاضر هي محاولة تحويل البيانات والمعلومات الفلكية إلى موسيقى تعبر عن جمال الكون وروعه خالقه، وذلك سوف يسمح للناس بإدخالهم إلى التجربة الكونية من منظور أوسع.

يمكننا من خلال استخدام تقنيات معالجة محددة، تحويل صور المجرات والكواكب والثقوب السوداء إلى مقطوعات موسيقية، وذلك عن طريق  معرفة خصائص الضوء وطول الموجة وتحويلها إلى نغمات وأصوات، وعن طريق هذه الطريقة سوف يجتمع كل من علماء الفلك الموسيقيين في عمل واحد.

وتسهم هذه الطريقة في إيصال العلم لأكبر عدد من الناس، بما فيهم المكفوفين وضعاف البصر، والذين لم يمكنهم تجربة الكون، بالإضافة إلى فهم الظواهر الفلكية بشكل أعمق، حيث يربط بين البيانات العلمية والتجربة السمعية، مما يفتح آفاقا جديدة للتعلم والفهم.

ويُعد التنغيم الصوتي مثالا رائعا على دمج العلوم والفنون، حيث يجمع بين المعرفة العلمية والإبداع الموسيقي لإنشاء تجربة فريدة من نوعها، ومن بين الأمثلة على تحويل الصور الفلكية إلى موسيقى، منها: تحويل صور مجرة درب التبانة إلى موسيقى تشبه اللحن، وتمثل حقل هابل وهو صورة لمنطقة صغيرة في كوكبة الدب الأكبر وتحويله إلى أصوات ذات نغمات مختلفة.

كما تُعد ظاهرة "الإنفجار العظيم" من أهم النظرية الكونية والتي تصدر أصواتا ولكنها ليست مسموعا لأذن الإنسان، ولكنه يمكن تحويله إلى موجات صوتية ضمن نطاق السمع البشري باستخدام تقنيات معينة، الصوت الناتج يكون عبارة عن همهمة منخفضة ومتواصلة، تعرف باسم "الهسهسة البيضاء".

وأما موجات الجاذبية، تعتبر من نسيج الزمكان التي تنتج عن أحداث كونية ضخمة مثل اندماج الثقوب السوداء أو النجوم النيوترونية،  فعلماء الفلك يمكنهم "سماع" هذه الموجات عبر أجهزة حساسة للغاية مثل مرصد ليغوLIGO  عندما تحول هذه الموجات إلى ترددات صوتية ضمن نطاق السمع البشري، يمكن أن تشبه نغمات أو دقات منخفضة.

ويمكننا أيضا تحويل الضوضاء الكونية، مثل الرياح الشمسية والضوضاء الكهرومغناطيسية التي تولدها كل من النجوم والكواكب،حيث استطاعت الأقمار الصناعية والمجسات الفضائية مثل فوياجر 1 وفوياجر 2 تسجيل  "أصوات" للفضاء تشمل ضوضاء صادرة من البلازما المحيطة بالكواكب، وهذه الأصوات يمكن تحويلها إلى موجات صوتية مسموعة.