11 عاما مرت على يوم الخلاص من جماعة الإخوان الإرهابية، في مثل هذا اليوم في 2013، جاء البيان التاريخي الذي أصدرته القيادة العامة للقوات المسلحة، بحضور كافة فئات وممثلي الشعب المصري، استجابة لمطالب الشعب المصري الذي احتشد في ميادين الجمهورية في 30 يونيو مطالبا برحيل الجماعة الإرهابية بعد عام من الحكم والفشل.
رسم بيان 3 يوليو خريطة انتقالية لإنقاذ الوطن من براثن الظلام والفوضى، التي كانت على وشك الوقوع فيها إبان حكم الجماعة الإرهابية، لينجح الشعب المصري بوقوفه صفا واحدا، أن يتصدى لهذه المخططات، وتبدأ المرحلة الانتقالية لإنقاذ الوطن.
3 يوليو يوم الخلاص من الإخوان
بعد احتشاد الشعب المصري في 30 يونيو مطالبا برحيل الجماعة الإرهابية، أصدرت القيادة العامة للقوات المسلحة بيانا بمهلة زمنية مدتها 48 ساعة، للاستجابة لمطالب الشعب المصري، ونص البيان على أن القوات المسلحة لن تكون طرفًا في دائرة السياسة أو الحكم، وأن الأمن القومي للدولة معرض لخطر شديد إزاء التطورات التي تشهدها.
وما أن أعلن بيان القوات المسلحة، حتى التفت جموع الشعب المصري بميادين البلاد، مرددين هتافات الجيش والشعب إيد واحدة، وانتظروا الخلاص، وهو ما تحقق في يوم 3 يوليو، الذي اجتمع فيه كافة أطياف القوى السياسية والدينية والشبابية، في حوالي التاسعة مساء ذلك اليوم، ألقى بيان القوات المسلحة – الفريق عبد الفتاح السيسي آنذاك، إبان توليه منصب وزير الدفاع- وعرض خارطة طريق سياسية للبلاد اتفق عليها المجتمعون.
جاء البيان بحضور الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، والبابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وعددا من القيادات السياسية والشبابية وأعضاء حركة تمرد، التي قادت جمع التوقيعات المطالبة بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة والتي دعت لتظاهرات 30 يونيو 2013.
نص بيان 3 يوليو
وتضمن بيان القوات المسلحة حينها، أنه في إطار متابعة الأزمة الحالية اجتمعت القيادة العامة للقوات المسلحة رئيس الجمهورية في قصر القبة يوم 22 / 6 / 2013 ، حيث عرضت رأى القيادة العامة ورفضها للإساءة لمؤسسات الدولة الوطنية والدينية، كما أكدت رفضها لترويع وتهديد جموع الشعب المصري.
وأضاف البيان أنه كان الأمل معقودا على وفاق وطني يضع خارطة مستقبل، ويوفر أسباب الثقة والطمأنينة والاستقرار لهذا الشعب بما يحقق طموحه ورجاءه، إلا أن خطاب الرئيس ليلة أمس وقبل انتهاء مهلة الـ48 ساعة جاء بما لا يلبى ويتوافق مع مطالب جموع الشعب.. الأمر الذى استوجب من القوات المسلحة استنادا على مسؤوليتها الوطنية والتاريخية التشاور مع بعض رموز القوى الوطنية والسياسية والشباب ودون استبعاد أو إقصاء لأحد.. حيث اتفق المجتمعون على خارطة مستقبل تتضمن خطوات أولية تحقق بناء مجتمع مصري قوى ومتماسك لا يقصى أحدا من أبنائه وتياراته وينهى حالة الصراع والانقسام وتشتمل هذه الخارطة على الآتى:
- تعطيل العمل بالدستور بشكل مؤقت.
- يؤدى رئيس المحكمة الدستورية العليا اليمين أمام الجمعية العامة للمحكمة.
- إجراء انتخابات رئاسية مبكرة على أن يتولى رئيس المحكمة الدستورية العليا إدارة شؤون البلاد خلال المرحلة الانتقالية لحين انتخاب رئيس جديد.
- لرئيس المحكمة الدستورية العليا سلطة إصدار إعلانات دستورية خلال المرحلة الانتقالية.
- تشكيل حكومة كفاءات وطنية قوية وقادرة تتمتع بجميع الصلاحيات لإدارة المرحلة الحالية.
- تشكيل لجنة تضم كل الأطياف والخبرات لمراجعة التعديلات الدستورية المقترحة على الدستور الذى تم تعطيله مؤقتا.
- مناشدة المحكمة الدستورية العليا لسرعة إقرار مشروع قانون انتخابات مجلس النواب والبدء فى إجراءات الإعداد للانتخابات البرلمانية.
- وضع ميثاق شرف إعلامي يكفل حرية الإعلام ويحقق القواعد المهنية والمصداقية والحيدة وإعلاء المصلحة العليا للوطن.
- اتخاذ الإجراءات التنفيذية لتمكين ودمج الشباب فى مؤسسات الدولة ليكون شريكا في القرار كمساعدين للوزراء والمحافظين ومواقع السلطة التنفيذية المختلفة.
- تشكيل لجنة عليا للمصالحة الوطنية من شخصيات تتمتع بمصداقية وقبول لدى جميع النخب الوطنية وتمثل مختلف التوجهات.
وأهابت القوات المسلحة بالشعب المصرى العظيم بكل أطيافه الالتزام بالتظاهر السلمى، وتجنب العنف الذى يؤدى إلى مزيد من الاحتقان وإراقة دم الأبرياء.. وتحذر من أنها ستتصدى بالتعاون مع رجال وزارة الداخلية بكل قوة وحسم ضد أى خروج عن السلمية طبقا للقانون، وذلك من منطلق مسؤوليتها الوطنية والتاريخية، موجهة التحية والتقدير لرجال القوات المسلحة ورجال الشرطة والقضاء الشرفاء المخلصين على دورهم الوطني العظيم وتضحياتهم المستمرة للحفاظ على سلامة وأمن مصر وشعبها العظيم.
وما أن انتهت إذاعة البيان حتى خرجت جموع المصريين إلى الشوارع محتشدة احتفالا بانتصار ثورة 30 يونيو وإزاحة الإخوان عن الحكم وبدء مرحلة جديدة من تاريخ الوطن وإنقاذه من براثن الفوضى.