السبت 5 اكتوبر 2024

نساء من مصر| فاطمة موسى.. سيدة بثلاثة أرواح

فاطمة موسى

ثقافة6-7-2024 | 13:05

فاطمة الزهراء حمدي

لعبت المرأة المصرية دورًا رياديًا في المجتمع منذ القدم، بداية من القديم الأزل في عهد الملكات الفرعونية كحتشبسوت وميريت رع ونفرتيتي، وغيرهم، فشاركت في الحروب وفي الحكم.

لم يقتصر دور المرأة على ذلك فهناك الكثير من المفكرات والفيلسوفات والكاتبات المعروفين في وقتنا الحالي، فالمرأة تمثل عمودًا للمجتمع وبها تنهض الأمم، ومن الكاتبات والمؤلفات المشهورين.

أطلق عليها "سيدة بثلاث أرواح" عملت في ثلاث مهن في وقت واحد، فتُعد واحدة من رائدات الترجمة الحديثة، وصاحبة قاموس المسرح ، لها كثير من الأعمال بالنقد والأدب، وترجمت لكثير من الأدباء المعروفين كنجيب محفوظ وشكسبير، إنها الأكاديمية والمترجمة والناقدة الأدبية "فاطمة موسى".

ولدت فاطمة موسى في 25 أبريل 1927م، كانت نابغة وصاحبة عقلية فذة، درست بمدرسة الأميرة فوزية، فكانت المكتبة زاخرة بـ 6 آلاف كتاب إنجليزي، وهو جعلها تتعلق بالأدب الأنجليزي، حصلت على الليسانس مع مرتبة الشرف في اللغة الإنجليزية من جامعة القاهرة عام 1948م، وتابعت دراستها حتى حصلت على الماجستير من ذات الجامعة، ثم التحقت بكلية وستفيلد في جامعة لندن وحصلت على دكتوراة الفلسفة في اللغة الإنجليزية وآدابها في عام 1957م.

تزوجت موسى من د. مصطفى سويف، مؤسس قسم علم النفس بجامعة القاهرة؛ وأنجبا ابنتان وولد، فالكبرى أهداف أديبة تكتب بالإنجليزية، والوسطى ليلى أستاذة رياضيات في جامعة القاهرة، والأصغر علاء يعمل مهندسا.

نشرت فاطمة موسى أول عمل أكاديمي لها  'الرواية الشرقية' في الأدب الأوربي في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، ثم انتقلت إلى أثر الرواية الأوروبية في نهضة الرواية المصرية، واستمرت في ذلك المجال وقدمت العديد فيه حتى تخرج من تحت يدها العديد من الأدباء العرب والأكاديميين.

عملت موسى كناقدة أدبية في الصحافة العربية على كلًا من الأدب العربي والأوربي، ثم  اتجهت للترجمة، وكان لها العديد من الأعمال المترجمة ومنها: مسرحيات شكسبير كـ"الملك لير، هنري الرابع"، كما ترجمت لنجيب محفوظ رواية "ميرامار"، فتعد من أوائل المترجمين الذين قاموا بترجمة أعماله إلى الإنجليزية  قبل حصوله على جائزة نوبل.  

لُقبت موسى بـ "سيدة بثلاث أرواح"، لانها كانت تعمل في 3 مهن في وقت واحد، فهي صاحبة قاموس المسرح، وواحدة من رائدات الترجمة الحديثة، فضلاً عن عملها بالنقد والأدب.

تدرجت فاطمة موسى في المناصب الرفيعة، فتولت منصب رئيس قسم اللغة الإنجليزية في جامعة القاهرة، ورئيسًا تنفيذينا لرابطة القلم المصرية، وكانت تنتمي بالعضوية للعديد من الهيئات والمؤسسات ومنها: المجلس الأعلى للثقافة، الاتحاد الدولي لدراسات شكسبير، الاتحاد الدولي للغات والآداب الحديثة، الجمعية البريطانية لدراسات الشرق الأوسط، والجمعية المصرية للأدب المقارن.

حازت فاطمة على جوائز أثر جهدها وعملها المثمر ومنها: جائزة الدولة التقديرية فالآداب، كما كرمتها الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب، استمرت انجازتها حتى رحلت فاطمة موسى في 13 أكتوبر عام 2007، بعد أن تركت موسوعة من الترجمة وفي المجال الأكاديمي.