في الوقت الذي تتواصل فيه الجهود المصرية القطرية المدعومة أمريكيًا؛ للوصل إلى تسوية بين حركة حماس وتل أبيب فيما يتعلق بالحرب التي دخلت شهر العاشر، يعمل رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على الحيلولة دون الوصول لذلك؛ لأن هذا يعني السطر الأخير في حقبة حكومته.
وتقول صحيفة "هآرتس" العبرية، إن نتنياهو بدأ العمل على إجهاض الصفقة قبل أن ترد حماس على المقترحات الأميركية، بعد أن لمس أن الحركة يمكن أن تبدي مرونة بهذا الاتجاه فهو يرى أن هناك خطرًا واضحًا وقائمًا على بقاء حكومته، وهذه هي الأولوية الأولى لنتنياهو.
وكانت وسائل إعلام عبرية نقلت عن مصادر أمنية إسرائيلية، أن مسؤول ملف الرهائن بالجيش الإسرائيلي هدد بالاستقالة إذا أفسد نتنياهو الجهود الجارية للتواصل مع صفقة تبادل مع المقاومة في قطاع غزة.
وفي الداخل الإسرائيلي، تؤكد بعض الأصوات على صعوبة قرار الموافقة على الصفقة، لكنه في الأخير لابد منه فلاسبيل غيره.
ويرى بيني جانتس، الوزير المستقيل من مجلس الحرب الإسرائيلي، أن القرار الذي سيتخذه نتنياهو للموافقة على الصفقة "صعب ومؤلم"، مؤكدًا على دعم هذا "القرار الشجاع" حال اتخاذه، في حين يؤكد جادي آيزنكوت، عضو مجلس الحرب المستقيل، أن المقترح المطروح صعب، لكن لا مفر منه.
دوليًا، قالت وزارة الدفاع الأمريكية، إن الوزير لويد أوستن حث وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت على وقف التصعيد ودعم الجهود الدبلوماسية المستمرة لحل الصراع في غزة، معربًا عن دعمه القوي للجهود الجارية لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.
ملامح الإتفاق
وقبلت حركة حماس مقترحًا أمريكيًا؛ لبدء محادثات بشأن إطلاق سراح المحتجزين، بما في ذلك الجنود والرجال، خلال 16 يومًا بعد المرحلة الأولى من الاتفاق الذي يرمي إلى إنهاء الحرب على غزة، حسبما تقول وكالة رويترز عن مسؤول في حركة حماس، الذي أوضح أن الحركة تخلت عن مطلب التزام إسرائيل أولًا بوقف دائم لإطلاق النار قبل توقيع الاتفاق، وستسمح بتحقيق ذلك عبر المفاوضات خلال مرحلة أولى تستمر 6 أسابيع.
الإعلام يتحدث عن الهدنة
تقول القناة 13 الإسرائيلية عن مصادر، إن المفاوضات في قطر استمرت ساعات طويلة، موضحة أن إسرائيل تعتقد أنها لن تكون سهلة، وقد تستغرق من 3 إلى 5 أسابيع.
وفي الوقت نفسه، ذكرت إن إسرائيل تريد التأكد من قدرتها على استئناف الحرب إن لم تنفذ حماس التزاماتها، إضافة إلى أنها ترفض شرط حماس أن تختار الحركة أسماء الأسرى الفلسطينيين الكبار الذين سيفرج عنهم.
ويستعد الجيش الإسرائيلي للقبول بأي صفقة مع حماس بأي ثمن، حسبما تذكر القناة الـ14 الإسرائيلية عن مسؤول في الجيش، الذي أضاف، أن الأمر الرئيسي هو وقف الحرب.
من جهتها، قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، إن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تضغط على الحكومة للتوصل لاتفاق؛ بسبب التغير في حسابات المعارك.