السبت 5 اكتوبر 2024

دماؤهم للوطن.. 7 أعوام على ملحمة كمين البرث

الشهد أحمد منسي يتوسط الجنود

تحقيقات7-7-2024 | 08:19

محمود غانم

"مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ".. لايوجد شيئ يعبر عن شهداء "ملحمة كمين البرث" التي تحل علينا اليوم ذكراها أفضل من تلك الآية الكريمة، حيث صدق شهدائنا مع الله ومن ثم مع الوطن، فبذلوا دمائهم فداء له في مواجهة العناصر الإرهابية، التي كانت تستهدف إحداث الدمار والخراب في البلاد.

وتكتسب ملحمة البرث أهمية خاصة لدى الملايين من أبناء الشعب المصري، حيث ظهرت فيها يدى الإرهاب في أبشع صورها، وفي الوقت نفسه، صمد فيها أبناء قواتنا المسلحة صمود الأبطال موقعين عشرات القتلى في صفوف العناصر الإرهابية، لم يتوانوا ولو للحظة في الدفاع عن الأرض هذا الوطن الغالية.

ملحمة كمين البرث

وقع هجوم "البرث" مع بزوغ فجر يوم 7 يوليو 2017، حيث قامت إحدى السيارات المفخخة التي تم تدريعها بشكل جيد وتمويهها داخل إحدى المزارع، بالدخول إلى كمين "البرث" برفح، وعلى الفور تعاملت معها قوات الكمين من أبناء قواتنا المسلحة المصرية، ولكن لشدة تدريعها انفجرت قرب الكمين.

وبدأ الهجوم على الكمين بواسطة 150 عنصرًا إرهابيًا معهم 12 عربة كروز محملة بالسلاح، بالإضافة إلى أسلحة خفيفة ومتوسطة وقذائف "آر بي جي" وقذائف "هاون" ومدافع "جرينوف" وقنابل يدوية ومفخخات.

تصدت قوات الكمين بكل بسالة إلى العناصر الإرهابية، التي قامت بتطويق الكمين بالكامل وزرع عدد من الألغام؛ لصد أي محاولة للدعم البري.

ودرات رحى المعركة بين أفراد الكمين من أبناء قواتنا المسلحة من جهة، والعناصر الإرهابية التابعة لـ تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" من جهة أخرى، تبادلا فيها إطلاق النار للمدة 4 ساعات صمدت فيها قواتنا صمود الأبطال، موقعين عشرات القتلى في صفوف العناصر الإرهابية.

وعلى إثر ذلك، تحركت قوات الدعم من من الجيش لمعاونة قوات الكمين في دحر العناصر الإرهابية، إلا أنها هوجمت بالألغام والسيارات المفخخة، مما أعاق وصوله إلى الكمين بسرعة.

وبعد نحو 4 ساعات درات فيها رحى المعركة، وصلت وحدات الدعم الجوي، التي قامت بقصف العناصر، مما دفعهم للتراجع والهروب.

أسفر الهجوم الإرهابي على كمين "البرث" عن سقوط 26 فردًا من أبناء قواتنا المسلحة ما بين شهيد وجريح، وتضمنت قائمة الشهداء العقيد أحمد منسي -قائد الكتيبة 103 صاعقة بشمال سيناء وقت الهجوم الإرهابي-، في حين قتل ما يزيد عن 40 فردًا من العناصر الإرهابية، فضلًا عن تدمير 6 عربات تابعة لهم. 

وتقع منطقة البرث بجنوب رفح المصرية، وهي نقطة أمنية شديدة الأهمية، حيث كانت تقطع طريق الإمدادات عن العناصر الإرهابية، وتمثل عائقًا أمام تسللهم، ومن ثم كانت هناك محاولات مختلفة لاستهداف تلك النقطة التي تربط وسط سيناء برفح والشيخ زويد.

 شهاد عيان

ويحكي المجند محمد علي حسن، أحد رجال موقعة البرث، تفاصيل مثيرة تتعلق بهجوم البرث، حيث يقول:" إنه بدأ رحلته مع البطل أحمد منسي عندما حضر معه مختلف عمليات الدهم والاقتحام للبؤر الإرهابية".

وعن تفاصيل الهجوم، يوضح:"أن العناصر التكفيرية بدأت في شن الهجوم الساعة الرابعة فجرًا، خلال تبديل الورديات مع زملائه، وبدأ الهجوم أثناء خدمته أعلى سطح المبنى مع زميلين، قال أحدهما إن يوم الجمعة يوم التكفيرين وعلينا الاستعداد".

وكشف أن "المنسي" صعد إلى سطح أحد البنايات، حيث كان هناك "تعامل مكثف" وطلقات "آر بي جي" أفقدته واحدة منها الوعي، مشيرًا إلى أنه(منسي) كان يصطاد التكفيرين، بحيث كانت كل طلقة تصيب تكفيري وتقتله.

 شهداء البرث

وبجوار العقيد أحمد منسي، سقط في تلك المعركة عدد من أبناء قواتنا المسلحة المصرية، وهم: النقيب أحمد عمر الشبراوي، والملازم أول أحمد محمد محمود حسنين،  الملازم أول خالد محمد كمال المغربي، والعريف محمد السيد إسماعيل رمضان.

ومن قوات المدفعية النقيب محمد صلاح محمد، والجندي محمد محمود فرج، وأحمد العربي مصطفى، والمندوب المدني صبري.

والجنود: محمود رجب السيد فتاح، ومحمد صلاح الدين جاد عرفات، وعلي علي السيد إبراهيم، ومحمد عزت إبراهيم، ومؤمن رزق أبو اليزيد، وفراج محمد محمود أحمد، وعماد أمير رشدي يعقوب، ومحمد محمود محسن، وأحمد محمد علي نجم، وعلي حسن محمد الطوخي، ومحمود صبري محمد.