مع انتشار معدلات الطلاق وزيادة حدة الخلافات بين الزوجين، واكتشاف بعض النساء أن من وقعن في حبهن لا يحملن من صفات الرجولة والنبل شيء، نتساءل عن كيفية زرع معاني النخوة والرجولة الحقيقة في أطفالنا، كي يصبحوا أزواج ناضجين ولديهم روح الشهامة والأخلاق واحترام المرأة.
ومن جهتها أكدت الدكتورة ريهام أحمد عبد الرحمن باحثة الإرشاد النفسي والتربوي بجامعة القاهرة، في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال" ، أن الأسرة هي المنشأ الأول للتربية، ولها دور محوري في غرس مفاهيم الرجولة في نفوس أبنائنا الذكور منذ الصغر، والتي يمكن إجمالها هذه المفاهيم كالآتي:-
- يجب تحميل الطفل المسؤولية منذ الصغر؛ من خلال تكليفه ببعض المسؤوليات الشخصية مثل ترتيب غرفته، وغسل أسنانه، واهتمامه بنظافته الشخصية ، واشتراكه في المسؤوليات العامة داخل الأسرة مثل ترتيب المائدة وتنظيف المنزل، وتعليمه العطاء والكرم من خلال مساعدة إخوته الصغار ومساندة أفراد الأسرة في احتياجاتهم.
- تشجيعه على التعبير عن مشاعره بكلّ صراحةٍ دون خوفٍ أو خجل، ومساعدته على فهم مشاعره والتعامل معها بطريقة إيجابية، مع عدم قمع أحاسيسه أو وصفها بـ "الضعف" أو "الأنوثة".
- تعليمه الادخار والإنفاق المالي، وتدريبه على المهارات الحسابية من خلال ممارسات عملية في المنزل، وتشجيعه على المشاركة في الأعمال المنزلية وتحمّل مسؤولياته المادية.
- تعليمه الرجولة من خلال القصص الواقعية والقدوة الحسنة؛ وأن يكون الأب أسوة حسنة لابنه في التعامل مع الأم باحترامٍ وتقديرٍ ومشاركة، وأن تُظهر الوالدة احترامها للرجل وتقديره أمام أبنائها ؛ للتعبير عن معاني الشهامة والرجولة.
- يجب منحه فرصة التعبير عن رأيه والمشاركة في اتّخاذ القرارات العائلية، وتشجيعه على حلّ مشكلاته بنفسه وتقديم الدعم والإرشاد عند الحاجة.
- تربية طفل سوي يمتلك صفة النبل والشهامة ؛ فعليكِ أن تبتعدي عن التنمر والتقليل من قدر صغيرك، من خلال استخدام عبارات سلبية له، لأنها تؤدي إلى خوفه طوال الوقت وبالتالي تؤثر على درجة ثقته بنفسه.
- تعليمه احترام مشاعر المرأة وتقديرها، والبدء باحترام أخواته في المنزل وتكليفهنّ ببعض المسؤوليات، غرس قيمة التعاون والمشاركة بين الجنسين في نفسه.
- إشراكه في الأنشطة الرياضية والمنافسات والتي تُعلّمه المرونة والتواصل والتعامل مع الآخرين، وتقبّله الهزيمة والاعتراف بِأخطائه.
- تعويد الطفل على ثقافة الاعتذار عند ارتكابه خطأً دون خجلٍ أو تردد، لأن الأسف هو دليلٌ على القوة والشخصية المتواضعة وتعزز سمه الرجولة لديه.
- تشجيعه على الاستماع للجنس الآخر باهتمامٍ واحترامهم دون مقاطعة؛ فالإنصات هو مفتاح التواصل الفعّال وفهم مشاعر الآخرين.
- احترامه لعلاقات الصداقة وعدم إفشائه الأسرار الشخصية خاصةً الصديقات، وتنميه الشعور بالإيمان والضمير لديه، فضلاً عن تقدير كبار السن ومراعاة احتياجاتهم وتقديم المساعدة لهم.
- تحفيزه والثناء عليه عندما يدافع عن زميله له في المدرسة، حتى يتأقلم على صفات النبل والأخلاق.
- التحدث معه عن صفات الرجولة من خلال قصص الأنبياء، مثل قصة سيدنا موسى عليه السلام، وغيره من الرسل وما يحملوه من نبل أخلاق وشهامة.
- ضرورة اصطحاب طفلك لبعض الندوات التي تتحدث عن دور المرأة، وقيمتها في المجتمع و سرد قصص ملهمة له.