الأحد 6 اكتوبر 2024

شُبّهت لوحاته بالروايات الحديثة.. من هو فيتور كارباتشيو؟

الفنان فيتور كارباتشيو

ثقافة7-7-2024 | 18:06

إسلام علي

تميز الفنان "فيتور كارباتشيو" وهو أحد رسامين عصر النهضة، باللوحات المصورة التي كانت عبارة عن لوحات بوليتيكات، وهي لوحات زيتية كبيرة الحجم مقسمة على عدة ألواح وأقسام، لسرد قصص مفصلة من الكتاب المقدس أو حياة القديسين والأساطير اليونانية والرومانية.


تعرض هذه اللوحات في مجموعة أندرو دبليو ميلون، تحديدا في المتحف الوطني للفنون بوشنطن، التي كانت تشبه الروايات المصورة الحديثة، فتميزت لوحات "كارباشيو" بأنها تشبه الرسوم الكارتونية المتسلسلة، فقد عرفت تلك اللوحات بالتعقيد الكبير في نقلها إلى المتحف، وذلك لأن بعضها يزيد عن 11 قدم، وذلك نقلا عن مجلة الثقافة "سميثسونيان"


تميز "كارباتشيو" بموهبته في سرد التفاصيل الحية، وفي تحديد المشاعر المختلفة للأشخاص، بل ونقل مشاعره إلى كل من يرى لوحاته، فعلى سبيل المثال، فنلاحظ في إحدى لوحاته، نظرة الملل الكبيرة على إحدى السيدات الثريات، فضلا عن آذان حمار مريم المعبرة عن معاناتهم في تلك الرحلة.


تميزت لوحاته بأنها كانت جزءا من مدرسة عصر البندقية الفنية، والتي كان مقرها في الموقع الجغرافي التي سميت على اسمه "البندقية"، وتلك المدينة نظرا لأنها مدينة تجارية تربط بين الشرق والغرب، أثر ذلك بشكل كبير على فنانيها بالتأثيرات الفنية المتنوعة، ومن ذلك استخدام الظل والنور، بالإضافة إلى التركيز على التفاصيل الدقيقة والواقعية. 


وعرف عن  "فيتور كارباتشيو" تصوير العديد من اللوحات في أطر مختلفة سواء كانت دينية أو تاريخية أو حتى أسطورية، وأحد أشهر أعماله "دورة حياة القديسة أورسولا"، وهي سلسلة من اللوحات تصور حياة واستشهاد القديسة أورسولا، بالإضافة إلى "لوحات القديس جيروم" التي تظهر مهاراته في تصوير المشاهد الداخلية والخارجية بالتفاصيل الدقيقة، وأيضا لوحات مستوحاة من الأساطير اليونانية والرومانية.

وتميزت لوحاته المستوحاه من الأساطير اليونانية والرومانية، بأنها تدمج الواقعية بالخيال، بحيث كان يضفي على لوحاته لمسة من الواقعية التي تجعل القصص الأسطورية تبدو وكأنها جزء من الحياة اليومية في زمنه، وتميزت لوحة "الصيد في اللاغون" والتي لم تكن تتعلق بأسطورة محددة، بأنها تظهر تأثير الأساطير القديمة على عمل " كارباتشيو"، من خلال تصويره لمشهد طبيعي يعكس حب القدماء للطبيعة والصيد.

واستطاع أيضا دمج اللوحات ذات التأثر بالأساطير القديمة بالشخصيات الدينية، مثل لوحة "القديسة أورسولا ومرافقيها يغادرون كولونيا"، وهي جزء آخر من سلسلة حياة القديسة أورسولا، حيث تظهر اللوحة  السفن وهي تغادر الميناء، مما يعكس مشاهد البحر والأساطير البحرية التي كانت شائعة في ذلك الوقت.

 

وتصور لوحة "استقبال السفراء" والتي توضح لقاء القديسة أورسولا مع الأمير الوثني من انجلترا، والذي أرسل له والد أورسولا خطابا يطلب فيه الزواج منها، وتعتبر هذه القصة جزءا من أسطورة القديسة أورسولا، التي تروى بأنها كانت ابنة ملك بريطانيا وأنها تلقت عرضا للزواج من أمير وثني. حسب الأسطورة، وافقت أورسولا بشرط أن يمنحها الأمير والده وأتباعه مدة ثلاث سنوات لتكريس نفسها للحياة الدينية مما يعكس أجواء الاحتفال والتأثيرات الأسطورية في تصوير الشخصيات والزخارف.

ورغم أن كارباتشيولم يكن بنفس شهرة معاصريه أمثال ليوناردو دا فينشي ومايكل أنجلو، إلا أن أعماله تركت أثرا كبيرا في تاريخ الفن،  وذلك يتضح في أسلوبه الفريد في السرد البصري والتفاصيل الدقيقة، والذي ألهم العديد من الفنانين اللاحقين، وساهم في تطور فن الرسم السردي في أوروبا.