الأحد 6 اكتوبر 2024

حضارة الإنكا..نشأتها وتطورها حتى وصول الأسبان

مدينة ماتشو بيتشو القديمة

ثقافة8-7-2024 | 09:25

إسلام علي

نشأت إمبراطورية الإنكا في منطقة جبال الأندير في أمريكا الجنوبية ونمت هذه الحضارة وامتدت تدريجيا من شمال الأكوادور إلى وسط تشيلي وووصلت إلى أوج قوتها بفضل الاتجاه العسكري والدبلوماسي الذي امتاز به حكامها حتى وصل تعداد سكانها في وقت من الأوقات إلى 12 مليون نسمة.

تكوين الإمبراطورية

ظهرت إرهاصات هذه الحضارة في بيرو في القرن الثاني عشر الميلادي، ويمكننا تتبع أصلهم من خلال الأساطير والحكايات التي كانت ترويها أبناء هذه الحضارة، فقد تم خلقهم عن طريق إله الشمس "إنتي" والذي أرسل ابنه مانكو كاباك إلى الأرض تحديدا في قرية باكاري تامبو.

في عهد الإمبراطور الرابع مايتا كاباك، استطاع الإنكا توسيع نطاق ممتلكاتهم من الأرض، وبعد توالي الإمبراطور الثامن والذي يسمى فيراكوتشا، استطاعوا أن يكونوا قوة توسعية هائلة، فاستطاع هذا الإمبراطور من هزيمة مملكة أيارماكا، وإبقاء حامية عسكرية في المملكة لحفظ الأمن.

تمكن كوسي إنكا يونانكي ابن الأمبراطور فيراكوتشا، من هزيمة قبيلة شانكاس التي هاجمت مدينة كوزكو عاصمة الإنكا وذلك في عام 1438م، وتمكن من اكتساب لقب أكثر الحكام نفوذا، فقد امتدت حملاته العسكرية إلى الطرف الجنوبي من حوض بحيرة تيتيكاكا "والتي تقع بين بيرو وبوليفيا" ومئات الأميال إلى الشمال لإخضاع مملكتي كاخاماركا وتشيمو.

حصدت دولة الإنكا لقب "أرض الجهات الأربعة"، ويعتقد بعض العلماء أن باتشاكوتي كان أول إمبراطور يتخذ إجراء سياسية بالتوطين القسري للقبائل لأجل لسحق احتمالات اندلاع انتفاضة من جانب مجموعة عرقية واحدة، فضلا عن تأسيس سياسة جديدة كان بمقتضاها منع الحكام من وراثة ممتلكات أسلافهم، وبالتالي ضمان قدرة القادة المتعاقبين على غزو واكتساب أراض جديدة وتجميع ثروات جديدة.

ركز الإمبراطور باتشاكوتي على تعزيز مكانة العاصمة كوزكو عاصمة الإمبراطورية الكبيرة، وذلك بتوسيع قلعة ساكساهوامان، وبرغم العدد الكبير في الإمبراطورية، إلا أن البنية المجتمعية المتطورة حافظت على استمرار الإمبراطورية بسلاسة.

وبالنسبة إلى لغة الإنكا، فلم تكن لغة مكتوبة بل لهجة أساسية وتسمى "كيتشوا" واستخدمت الحبال المعقودة المعروفة باسم "كيبو" لتتبع السجلات التاريخية والمحاسبية.

منجزات الإنكا

 اشتهر الإنكا في التاريخ بالهندسية المعمارية والتي من أشهرها ماتشو بيتشو وهي مدينة في كوزكو في البيرو وتقع بين جبلين من سلسلة جبال الأنديز على ارتفاع 2340 مترا فوق سطح البحر، وقام أبناء الحضارة بصناعة تقاويم ومنسجات معقدة وخزفيات وظيفية وخرفيات أخرى زخرفية، ومارسوا العمليات الجراحية وتحنيط الموتى.

امتلك الإنكا مهارة فائقة ومتقدمة في هنسة الطرق السريعة والتي يبلغ طولها حوالي 15000 ميلا تتقاطع في جميع أنحاء المملكة.

ديانة الإنكا

يرتكز دين الإنكا على مجموعة من الآلهه والتي من أهمهم إلة الخلق "فيراكوتشا" و"إنتي" وإله المطر "أبو إيلابو"، وبنوا العديد من الأضرحة المتعددة في البلاد والتي من أهمها معبد الشمس في كوزكو، كان اعتماد الكهنة في تلك الإمبراطورية على العرافة والتي تسمح لهم بمعرفة الأمراض والجرائم، فضلا عن التنبؤ بنتائج الحروب.

الاحتلال الأسباني

وصل الأسبان في القرن السادس عشر، وعجلوا بإنهيار تلك الإمبراطورية الكبيرة، فقد حمل هؤلاء الغزاة العديد من الأمراض مثل الجدري والإنفلونزا والتي قضت على جزء كبير من السكان فضلا عن الأمبراطور واينا كاباك وخليفته عام 1525م.

وبفضل الدهاء والتفوق العسكري للأسبان، استطاعوا خطف الأمبراطور الجديد "أتاوالبا" الذي استطاع الإستيلاء على عرش الإمبراطورية، وقتله بعد ذلك، واستطاع الأسبان نهب العاصمة كوزكو في عام 1533م.

ونصب الأسبان بعد ذلك حاكما جديدا يدعى "مانكو" ليكون خاضعا لهم وليتمكنوا من أكمال مخططهم في الإستيلاء كامل أراضي الإنكا، ولكن حدث تمرد على الحكومة الأسبانية بعد ذلك عام 1536 ولكن في النهاية، استطاع الأسبان اخضاع ذلك التمردو أجبر مانكو ورجاله في النهاية على التراجع إلى قرية فيلكابامبا في الغابة، والتي ظلت آخر معقل للإمبراطورية لمدة 36 عاما تقريبا.

وفي نهاية المطاف، استولى الإسبان على فيلكابامبا في عام 1572، عندما تم القبض على آخر حاكم إنكا، ابن مانكو توباك أمارو، وتم إعدامه، مما أدى إلى نهاية إمبراطورية الإنكا، وذلك نقلا عن موقع  "History"