مع التطور التكنولوجي المتسارع الذي بات نشهده في شتى مجالات الحياة، وأخرها الذكاء الاصطناعي، تتساءل الكثير من الأمهات عن أهمية الذكاء الاصطناعي في تربية الأبناء، وكيفية استغلال الأدوات والوسائل المبتكرة في تنشئة جيل متعلم ومواكب للعصر.
ومن جهتها، تقول الدكتورة إيمان عبد الله، استشاري العلاقات الأسرية والنفسية، في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال"، أن الذكاء الاصطناعي هو اختراع تكنولوجي هام للغاية، ومن الممكن أن نستفيد به في تعليم أبنائنا الكثير من المهارات المختلفة، ليكون بمثابة ثورة حقيقية في المستقبل، ومثلما كان التلفزيون في وقت ما هو معلم الأجيال، ثم أصبحت منصات التواصل الاجتماعي هي المنوط بذلك، بات الآن الذكاء الاصطناعي بأدواته ومنصاته العديدة، التقنية الأهم في تربية جيل مبتكر وواعي ومتطلع، حيث أنه يساهم في تعليم الأطفال الكثير من الأمور، والتي من أهمها ما يلي:
يساهم الذكاء الاصطناعي في تطوير التعليم الأكاديمي لدي الطفل، من خلال أدوات اللغة والنطق والمعادلات الرياضية، الموجود بتطبيقاته، والتي تعمل على تعزيز الحياة العملية والعلمية للأبناء.
يوفر الوقت والجهد، ويعزز لديهم روح الابتكار والقدرات، ويقنن التفكير الإبداعي، ويساهم في تعليم الطفل مهارات حل المشكلات.
له الكثير من الجوانب الايجابية، التي تعطي صورة كاملة للتعليم، وتعزز الذكاء العاطفي للطفل، من خلال أسئلته للذكاء الاصطناعي والتعرف على مشاعره، وتقديم كافة الإجابات الوافرة والمضمونة له وفقاً لعمره، مما يزيد من الثقة بالنفس عند الأبناء.
يساهم في خلق بيئة تعليمية ممتعة وجذابة من خلال استخدام الألعاب المبتكرة، وتقنيات الواقع الافتراضي والمعزز، مما يحفز على التعلم ويشجعهم على الاستكشاف واكتساب المعرفة.
تنمي أدوات الذكاء الاصطناعي، مهارات التفكير النقدي والتحليلي والتعليم الآلي لدى الطفل، لينطلق من آلية الحفظ والتلقين إلي التفكير وإثارة الشغف للتجربة والابتكار، مما يحقق التوازن بين الحياة العملية والعلمية لديه.
يدعم أهمية التعليم عن بعد، حيث يوفر الكثير من المنصات التعليمية بشكل أكثر تطورا وذكاء.
وأضافت استشاري العلاقات الأسرية، أن هناك قواعد عامة يجب أن يلتفت لها الآباء أثناء تعليم أبنائهم أهمية الذكاء الاصطناعي لهم، والاستفادة من جوانبه الايجابية دون السلبية، والتي من الممكن إجمالها في الآتي:
على الوالدين ضرورة التعرف على منصات الذكاء الاصطناعي ومعرفتها جيدا، قبل أن يعلموها لأبنائهم، كي يستفادو فقط بالأشياء الايجابية بها، ويكونوا خير مرشد لأطفالهم أثناء التعامل معها.
أن يشجع الوالدين روح الفضول والبحث والاستكشاف لدى الطفل، وحثهم على معرفة التكنولوجيا والتثقيف والاستفادة من المهارات التي تقدمها.
ضرورة تعزيز وعي الأبناء وتعليمهم الأخلاق والتواصل الاجتماعي، واحترام الخصوصية.
أن نشارك أبنائنا في المشاريع التعليمية والعلمية، لدعم المناهج الأكاديمية وربطها بالذكاء الاصطناعي، حيث يتيح إمكانية تخصيص البرامج التعليمية وفقًا لاحتياجات كل طفل وقدراته، مما يساعد على تعلم كل ابن بالسرعة التي تناسبه وبالطريقة التي تحفز مهاراته.
أهمية إقامة حوار مستنير ومستمر مع الأطفال، لدفعهم للابتكار والتعرف على مهارات الذكاء الاصطناعي، مثل استثمار وإدارة الوقت، والتغلب على المشاعر السلبية وغيرها.