الأحد 6 اكتوبر 2024

حضارات عبر العصور | حضارة الأزتك إمبراطورية هرمية قامت على الزراعة

حضارة الأزتك

ثقافة9-7-2024 | 01:56

أبانوب أنور

في عالم ملئ بضجيج التكنولوجيا وضوضاء المدن، الرحلات السريعة عبر التاريخ تعتبر مصدرًا للإلهام والحكمة، فإن النظر إلى الوراء لاستكشاف وفهم الحضارات القديمة يعتبر أمرًا ضروريًا ومهمًا في عالمنا الحديث المتقدم تكنولوجيًا، حيث قدمت لنا هذه الحضارات مساهمات هائلة في مجالات متعددة مثل الفن، والعمارة، والعلوم، والفلسفة، والأدب، والتقنيات الهندسية، والقانون، وغيرها.

تُعد حضارة الأزتك واحدة من أكثر الحضارات القديمة شهرة في التاريخ، وقد ازدهرت في وسط المكسيك قبل وصول الإسبان في القرن السادس عشر. تأسست عاصمتهم، تينوختيتلان، في موقع مدينة مكسيكو الحالية، وكانت واحدة من أكبر المدن في العالم في ذلك الوقت.

يعود أصل الأزتك إلى شعوب الناهواتل التي هاجرت إلى وادي المكسيك في القرون السابقة للقرن الخامس عشر، وبحلول القرن الخامس عشر، أسس الأزتك إمبراطورية قوية تضم العديد من المدن والدول الصغيرة، وذلك من خلال التحالفات والحروب.

كان المجتمع الأزتكي هرميًا ومعقدًا، يتألف من الطبقة النبيلة، الكهنة، المحاربين، والتجار، إضافة إلى العامة والفلاحين والعبيد، حيث كان يتمتع الملك (أو الإمبراطور) بسلطة مطلقة ويعتبر ممثلاً للآلهة على الأرض. وكانت العاصمة تينوختيتلان مركزًا سياسيًا ودينيًا .

كانت ديانة الأزتك متعددة الآلهة، وكانوا يعبدون العديد من الآلهة المرتبطة بالطبيعة والعناصر مثل هويتزيلوبوتشتلي (إله الشمس والحرب) وكيتزالكواتل (إله الرياح والمعرفة)، كانت التضحية البشرية جزءًا مهمًا من طقوسهم الدينية.

شيد الأزتك معابد هائلة، أهمها معبد تيمبلو مايور في تينوختيتلان، فنهم يشمل النقوش والمنحوتات والمجوهرات التي تعكس ديانتهم وثقافتهم، كما اعتمد اقتصاد الأزتك على الزراعة، حيث استخدموا نظام تشينامبا (الزراعة العائمة) لزيادة المساحات الزراعية، وكانت الأسواق المركزية في تينوختيتلان تمثل مراكز حيوية للتجارة، حيث تباع السلع مثل الذرة، والفاصولياء، والفلفل، والكاكاو، والملابس.

يتحدث الأزتك لغة الناهواتل، التي لا تزال تُستخدم من قبل بعض السكان الأصليين في المكسيك اليوم، استخدموا نظام كتابة تصويري لتوثيق التاريخ والأحداث الهامة، أهتم الأزتك بعلم الفلك والرياضيات، واستخدموا تقاويم متقدمة لتنظيم حياتهم الدينية والزراعية، وكان التعليم إلزاميًا لجميع الأطفال، وكانوا يتعلمون المهارات الحربية، والطقوس الدينية، والفنون، والعلوم.

في عام 1519، وصل الفاتح الإسباني هرنان كورتيس إلى المكسيك، تمكن الإسبان من السيطرة على تينوختيتلان في عام 1521 بمساعدة تحالفات مع القبائل المحلية التي كانت تعاني من حكم الأزتك.

ساهمت الأمراض التي جلبها الإسبان مثل الجدري بشكل كبير في انهيار حضارة الأزتك بسبب عدم مناعة السكان الأصليين لهذه الأمراض.

الإرث الثقافي للأزتك لا يزال حياً في المكسيك اليوم، حيث يتم الاحتفال بالعديد من تقاليدهم وأعيادهم، مثل يوم الموتى، كما أن مواقع مثل تيمبلو مايور في مدينة مكسيكو والعديد من القطع الأثرية التي تم اكتشافها تقدم نظرة ثاقبة على حضارتهم العظيمة.

تركت حضارة الأزتك أثراً دائماً على الثقافة والتاريخ في المكسيك والعالم.

الاكثر قراءة